المستقبل الحديث الحقيقي يبدأ من العمل على بناء الفرد و تطويره 

المستقبل الحديث الحقيقي يبدأ من العمل على بناء الفرد و تطويره 

بقلم :  نسرين معتوق

أصبح الحديث عن المستقبل و السعي إلى التحديث هدف مؤسسي و ضرورة مجتمعية لا يمكن تجاهلها ، كما لا يمكن أيضاً التعامل معها كسلعة رائجة دون العمل على تحقيقها من خلال نتائج تكون ملموسة و حقيقية على أرض الواقع .

فالتحديث كهدف يفرض أهميته كونه الضمان الوحيد لإنتصارنا في حرب البقاء و التي تخوضها مجتمعاتنا ، في ظل طفرة تشهدها البشرية في كل المجالات و على كافة المستويات ، و في عالم لا تتناطح فيه القوى و حسب و إنما تتناطح فيه الثقافات أيضاً ، و للأسف تُفرض فيه فرضاً ثقافة الأقوى و رؤيته باعتباره المنتصر ، خاصة أن الإنتصار لم يعد بالضرورة عسكرياً . 

ففي عالم مفتوح سياسياً و إقتصادياً و علمياً و ثقافياً ، حقق السبق في هذه المجالات إنتصاراً لأمم بدون لجوئها لتدخلات عسكري أو حاجة لجيش ، و بالتالي فإن أي رؤية لمستقبل يتسم بالحداثة لابد و أن يتطلب العمل فيه على كافة تلك المجالات مجتمعة و بنفس التساوي ، لتحقيق نهوض و مستقبل حقيقي للمجتمع ككل و بكامل أفراده .

التخطيط و التنظيم للمستقبل يحتاجان إلى فكر مبدع 

وأن أي حديث عن المستقبل يتطلب أن نمتلك أدواته ، فإن التخطيط و التنظيم هما من الأدوات الرئيسية لبناء أي رؤية و تحقيقها ، و لكن وحدهما لا يكفيان دون وجود فكر ، و ليس أي فكر .. الذي نحتاجه هنا هو فكر خلاق و مبدع .

فالفكر الخلاق المبدع وحده هو القادر على كسر النمطية و المنهج السائد و بالتالي الخروج بنا جميعاً لمستقبل جديد . 

و لأن الفكر لا يمتلكه غير البشر فلا مستقبل بدون العمل على بناء الفرد ، و إن لم يحظى ذلك البناء بأولوية فإنه و بأقل تقدير يجب أن يكون ذلك البناء ساري بنفس التوازي مع العمل على النهوض بكافة المجالات التي تهتم بها الدولة . 

تطوير الفرد صناعة تستحق الإستثمار فيها 

يمكن هنا و عند حديثنا عن المستقبل أن نقول بأن العنصر البشري هو المشكلة و هو نفسه الحل ، حيث أن أي تطوير أو تحديث سيبقى مظهري فقط ما لم يكن الفرد هو المستهدف الأول من ذلك التطوير ، فيجب أن يكون هو الاداه و الهدف معاً لضمان الوصول للمستقبل الذي يرجوه الجميع . 

و تطوير الفرد يتحقق على محورين و يجب أن يسيرا بالتوازي  

فمن جهة يجب رفع مستوى الإدراك و مهارات التفكير لدى الفرد من خلال تنويع السلم العِلمي و العَملي على السواء ، فيرتقي الفرد بفكره و يتسع أفقه و بالتالي نحصل على فرد خلاق مبدع أياً ما كان المجال الذي سيعمل عليه . و من جهة أخرى –  و هي شديدة الأهمية .

فإنه يجب أن يشعر الفرد بنتائج إيجابية حقيقية و ملموسة على حياته كشخص لعملية التطوير تلك و التي هو جزء منها ، لأن ذلك هو الضامن الوحيد لتقبله لما هو مستحدث من حوله و بقاءه مشارك فيه ، و هو نفسه الضامن الوحيد لنجاح عملية التطوير و وصولنا جميعاً للمستقبل المرجو و الذي يتسم بالحداثة فعلاً  .

Related posts

كلمة بتفرق”.. برنامج إذاعي جديد يناقش تحديات المراهقة وأهمية الحوار الأسري

المدارس المصرية اليابانية.. تفتح باب التقديم للعمل للعام الدراسي الجديد

إطلاق أول برنامج بكالوريوس في العلوم المصرفية بكليات التجارة بدءًا من 2025

1 comment

John 6 مايو، 2024 - 5:25 ص
كلام كبار لليفهم كل الدول الناجحه ماشيه بالمبدا ده
Add Comment