الرئيسية » المستقبل الحديث الحقيقي يبدأ من العمل على بناء الفرد و تطويره 

المستقبل الحديث الحقيقي يبدأ من العمل على بناء الفرد و تطويره 

by محمد أكسم
0 comment

المستقبل الحديث الحقيقي يبدأ من العمل على بناء الفرد و تطويره 

بقلم :  نسرين معتوق

أصبح الحديث عن المستقبل و السعي إلى التحديث هدف مؤسسي و ضرورة مجتمعية لا يمكن تجاهلها ، كما لا يمكن أيضاً التعامل معها كسلعة رائجة دون العمل على تحقيقها من خلال نتائج تكون ملموسة و حقيقية على أرض الواقع .

فالتحديث كهدف يفرض أهميته كونه الضمان الوحيد لإنتصارنا في حرب البقاء و التي تخوضها مجتمعاتنا ، في ظل طفرة تشهدها البشرية في كل المجالات و على كافة المستويات ، و في عالم لا تتناطح فيه القوى و حسب و إنما تتناطح فيه الثقافات أيضاً ، و للأسف تُفرض فيه فرضاً ثقافة الأقوى و رؤيته باعتباره المنتصر ، خاصة أن الإنتصار لم يعد بالضرورة عسكرياً . 

ففي عالم مفتوح سياسياً و إقتصادياً و علمياً و ثقافياً ، حقق السبق في هذه المجالات إنتصاراً لأمم بدون لجوئها لتدخلات عسكري أو حاجة لجيش ، و بالتالي فإن أي رؤية لمستقبل يتسم بالحداثة لابد و أن يتطلب العمل فيه على كافة تلك المجالات مجتمعة و بنفس التساوي ، لتحقيق نهوض و مستقبل حقيقي للمجتمع ككل و بكامل أفراده .

التخطيط و التنظيم للمستقبل يحتاجان إلى فكر مبدع 

وأن أي حديث عن المستقبل يتطلب أن نمتلك أدواته ، فإن التخطيط و التنظيم هما من الأدوات الرئيسية لبناء أي رؤية و تحقيقها ، و لكن وحدهما لا يكفيان دون وجود فكر ، و ليس أي فكر .. الذي نحتاجه هنا هو فكر خلاق و مبدع .

فالفكر الخلاق المبدع وحده هو القادر على كسر النمطية و المنهج السائد و بالتالي الخروج بنا جميعاً لمستقبل جديد . 

و لأن الفكر لا يمتلكه غير البشر فلا مستقبل بدون العمل على بناء الفرد ، و إن لم يحظى ذلك البناء بأولوية فإنه و بأقل تقدير يجب أن يكون ذلك البناء ساري بنفس التوازي مع العمل على النهوض بكافة المجالات التي تهتم بها الدولة . 

تطوير الفرد صناعة تستحق الإستثمار فيها 

يمكن هنا و عند حديثنا عن المستقبل أن نقول بأن العنصر البشري هو المشكلة و هو نفسه الحل ، حيث أن أي تطوير أو تحديث سيبقى مظهري فقط ما لم يكن الفرد هو المستهدف الأول من ذلك التطوير ، فيجب أن يكون هو الاداه و الهدف معاً لضمان الوصول للمستقبل الذي يرجوه الجميع . 

و تطوير الفرد يتحقق على محورين و يجب أن يسيرا بالتوازي  

فمن جهة يجب رفع مستوى الإدراك و مهارات التفكير لدى الفرد من خلال تنويع السلم العِلمي و العَملي على السواء ، فيرتقي الفرد بفكره و يتسع أفقه و بالتالي نحصل على فرد خلاق مبدع أياً ما كان المجال الذي سيعمل عليه . و من جهة أخرى –  و هي شديدة الأهمية .

فإنه يجب أن يشعر الفرد بنتائج إيجابية حقيقية و ملموسة على حياته كشخص لعملية التطوير تلك و التي هو جزء منها ، لأن ذلك هو الضامن الوحيد لتقبله لما هو مستحدث من حوله و بقاءه مشارك فيه ، و هو نفسه الضامن الوحيد لنجاح عملية التطوير و وصولنا جميعاً للمستقبل المرجو و الذي يتسم بالحداثة فعلاً  .

You may also like

Leave a Comment

Are you sure want to unlock this post?
Unlock left : 0
Are you sure want to cancel subscription?
-
00:00
00:00
Update Required Flash plugin
-
00:00
00:00