هنا عاش الشاعر الكبير فؤاد حداد وكتب أهم قصائده التى تسببت في سجنه
كتبت: وئام أحمد إمام
هنا وفي هذا العقار الجميل الذي يقع بأحد أهم شوارع وسط القاهرة، شارع محمد صبري أبو علم الممتد من ميدان عابدين حتىٰ ميدان طلعت حرب وبالقرب من ميدان التحرير.
عاش الشاعر الكبير فؤاد حداد صاحب قصائد العامية والدواوين اللاذعة التي التقت به خلف غيابات السجون لسنوات وفترات طويلة من عمره.
ففي هذا العقار والذي يحمل كما نرىٰ رقم ٣٢ بالشارع الشهير كما ذكرنا عاش شاعرنا الكبير معظم سنوات عمره منذ شبابه المبكر بعد انتقاله من حي الضاهر الذي شهد مولده وعاش فيه طفولته ومطلع سنوات شبابه.
فمن يكون هذا الشاعر وما هي أهم كتاباته والأسباب التي كانت تؤدي دائمًا لغضب رجال السلطة منه وتتسبب في إلقاء القبض عليه؟
نشأته:-
فؤاد سليم أمين حداد كاتب وشاعر مِصري ولد بحي الظاهر بالقاهرة يوم ٣٠ من شهر أكتوبر لعام ١٩٢٧م، والده هو سليم أمين حداد الذي ولد في ٥ من شهر يونيو لعام ١٨٨٥م، بلبنان في أسرة مسيحية لوالدين بسيطين اهتما بتعليمه حتىٰ تخرج في الجامعة الأمريكية في بيروت.
تخصص في الرياضيات المالية ثم جاء إلىٰ القاهرة قبيل الحرب العالمية الأولىٰ ليعمل مدرسًا بكلية التجارة جامعة فؤاد الأول وقد حصل علىٰ لقب البكوية.
وعندما تم إنشاء نقابة التجاريين في مِصر تم منحه العضوية رقم واحد، وما زالت كتبه وجداوله تدرس باسمه حتىٰ الآن.
أما والدته فهي من مواليد القاهرة حيث جاء أجدادها السوريون الكاثوليك إلىٰ مِصر واستقروا فيها ثم ولد أبواها في القاهرة، أبوها من عائلة أسود التي جاءت من دمشق الشام وأمها من عائلة بولاد من حلب، وفي المعتقل اعتنق “فؤاد حداد” الإسلام.
حياته:-
تعلم في مدرسة الفرير ثم مدرسة الليسيه الفرنسيتين، وكانت لديه منذ الصغر رغبة قوية للمعرفة والإطلاع علىٰ التراث الشعري الذي وجده في مكتبة والده، وكذلك علىٰ الأدب الفرنسي من أثر دراسته للغة الفرنسية.
اُعتقل فؤاد حداد عام ١٩٥٣م، لأسباب سياسية،
لأنه كان من أبرز الوطنيين المدافعين عن القضية الفلسطينية.
قام بنشر ديوانه الأول “أحرار وراء القضبان” الذي كان اسمه “افرجوا عن المسجونين السياسين” بعد خروجه من المعتقل عام ١٩٥٦م، ثم اُعتقل مرة أخرىٰ لمدة خمس سنوات، وعندما خرج بدأ يكتب بشكل جديد لم يكن موجودًا في الشعر العربي، وهو شعر العامية فكتب أشعار مثل “الدبة” و”البغبغان” و”الثعبان” وغيرها.
ثم كتب “المسحراتي” لسيد مكاوي عام ١٩٦٤م، وكتب له البرنامج الإذاعي المكون من ٣٠ حلقة “من نور الخيال وصنع الأجيال” والذي كانت أغنية “الأرض بتتكلم عربي” قطعة منه.
أصدر ٣٣ ديوان منها ١٧ ديوان أثناء حياته والباقي قام بنشره بعد وفاته ابنه الشاعر أمين حداد، وهو يعتبر أحد الشعراء الذين خرجوا من عباءة والده مسحراتي الشعراء، وله ابنان آخران هما سليم حداد وهو الأخ الأكبر وحسن حداد وهو الأخ الأصغر.
أعماله الشعريه:-
ومن أبرز القصائد التي كتبها (سلام، حسن أبو عليوة، الاستمارة، الكحك، النسمة هلت، والله زمان، يا هادي، بعلو حسي، افتح يا سمسم، في الغيط نقاية، عنتر، ألف باء، هلال، حرفة هواية، التبات والنبات، دواليب زمان، على باب الله، الأرض بتتكلم عربى، كلمة مصر، استشهاد جمال عبدالناصر، الحضرة الزكية، الشاطر حسن، الحمل الفلسطيني).
هذا إلىٰ جانب قصة الأمير الصغير لأنطوان دي سان، التي ترجمها عن الفرنسية إلىٰ مسرحية غنائية بالعامية المصرية.
وله أعمال أخرىٰ نذكر منها( أدهم الشرقاوي، حسن المغنواتي، أم نبات، مرآة الصمت)
وفاته:-
توفي في مِصر يوم ١ من شهر مايو لعام ١٩٨٥م، بعد حياه مشرفه من أعمال خالده سطرها التاريخ بأحرف من ذهب.