الرئيسية » هل يجوز تأجيل الحج لرعاية الوالدين؟.. الإفتاء توضح الحكم الشرعي

هل يجوز تأجيل الحج لرعاية الوالدين؟.. الإفتاء توضح الحكم الشرعي

by وفاء عبد السلام
0 comments
تأجيل الحج

هل يجوز تأجيل الحج لرعاية الوالدين؟.. الإفتاء توضح الحكم الشرعي

 

تأجيل الحج لرعاية الوالدين.. تلقت دار الإفتاء المصرية عبر موقعها الرسمي سؤالًا من أحد المواطنين يقول فيه: «شخص أنعم الله عليه بالقدرة المالية والبدنية لأداء فريضة الحج، لكن والدته مريضة، وهو القائم الوحيد على خدمتها ورعايتها، ولا يوجد من يعولها سواه في هذا الوقت. فهل يجوز له تأخير أداء الحج إلى العام المقبل أو إلى حين تعافيها؟».

 

 

السؤال أثار حالة من التفاعل والاهتمام بين المتابعين، خاصة أنه يعكس موقفًا إنسانيًا يتكرر كثيرًا في الواقع، ويجمع بين فريضة دينية عظيمة وواجب بر الوالدين، الأمر الذي دفع كثيرين للبحث عن الحكم الشرعي الدقيق في هذه المسألة.

 

الإفتاء المصرية: رعاية الأم مقدمة على أداء الفريضة

 

أجابت دار الإفتاء المصرية على السؤال بشكل قاطع، موضحة أن الإسلام دين يوازن بين العبادات والواجبات الإنسانية، ويُعلي من شأن البرّ والإحسان، وخصوصًا تجاه الوالدين، فقالت:

«رعاية الرجل لأمه المريضة، وقيامه على خدمتها والاعتناء بكافة شؤونها التي تحتاجه فيها، مع عدم وجود من يقوم مقامه في ذلك، مقدم على أدائه فريضة الحج، ثم يبادر بالحج بعد ذلك في عام قادم ما دام مستطيعًا، ولا إثم عليه في ذلك ولا حرج».

 

مبدأ التيسير في الإسلام.. لا مشقة في أداء الفريضة

 

وأشارت الدار إلى أن الشريعة الإسلامية تقوم على مبدأ التيسير ورفع الحرج، وقد رُوعي في فريضة الحج – على عظمتها – شروط الاستطاعة البدنية والمالية، بل وأيضًا القدرة الزمنية والاجتماعية، وهو ما يدل على أن الإسلام لا يُحمّل المسلم فوق طاقته، ولا يُلزمه بأداء فريضة إن كان ذلك سيسبب ضررًا أو تقصيرًا في واجب آخر أعظم أولوية في لحظة معينة.

 

بر الأم واجب شرعي عظيم.. وقد يفوق ثواب الحج

 

كما أوضحت دار الإفتاء أن رعاية الوالدين – خصوصًا في المرض والشيخوخة – تُعد من أعظم القُرُبات والطاعات التي يؤجر عليها المسلم، وقد توازي في أجرها أو حتى تسبق بعض العبادات الأخرى مثل الحج، خاصة إذا كان أداء الفريضة سيترتب عليه ترك الأم دون رعاية أو تعريضها للأذى أو المشقة.

 

واستشهدت الإفتاء بقول النبي صلى الله عليه وسلم حين جاءه رجل يسأله أن يخرج للجهاد، فقال له: «أحيٌّ والدَاك؟» قال: نعم، قال: «ففيهما فجاهد». وهذا يدل على أن برّ الوالدين يُقدَّم على بعض أعظم الطاعات متى تعارضت مع واجب الرعاية.

لا إثم ولا تقصير في تأخير الحج عند الضرورة

وأكدت دار الإفتاء أن المسلم الذي توفرت له شروط الحج من مال وصحة، ولكن حال بينه وبين أداء الفريضة واجب آخر أعظم منه – كخدمة والدته المريضة التي لا راعٍ لها غيره – فلا حرج عليه في تأجيل الحج، بل قد يُثاب على تأجيله، ويُكتب له الأجر مضاعفًا إن نوى الحج وأخّره مراعاة لواجب البر.

تأجيل الحج

وشددت الإفتاء على أن النية هنا تلعب دورًا أساسيًا، فالمسلم الذي يؤجل الحج بنيّة صادقة لخدمة والدته، ثم يعتزم أداءه لاحقًا، هو في طريق الطاعة، ومأجور على موقفه.

دعوة للتوازن بين العبادة والمسؤوليات الأسرية

وفي ختام الفتوى، دعت دار الإفتاء المصرية إلى أهمية التوازن في حياة المسلم، وألا ينشغل بعبادات الجسد دون أن يؤدي واجبات القلب والمشاعر، التي من أهمها رعاية الوالدين، والإحسان إليهم، وتقديم الدعم لهم في أوقات الحاجة والمرض.

وأكدت أن الله عز وجل لا يُضيع أجر المحسنين، وأن من أجّل الحج لرعاية أمه ثم أداه لاحقًا يكون قد جمع بين الأجرين: أجر البر وأجر الفريضة، بشرط أن يبادر لأداء الحج فور زوال العذر واستمرار الاستطاعة.

 

من خلال هذه الإجابة الموثقة من دار الإفتاء المصرية، يتضح أن الإسلام دين رحمة وعدل، لا يفصل بين الشعائر والواجبات الإنسانية، بل يربط بينهما في منظومة متكاملة تُراعي الواقع وتُقدّر الظروف.

وهنا، تدعو “هير نيوز” قراءها للتأمل في روعة التشريع الإسلامي، وكيف أنه يُعطي الأولويات بناءً على الحاجة، ويؤسس لمجتمع متراحم، لا يُغفل الجوانب الإنسانية في سبيل أداء الطقوس.

 

كتبت: وفاء عبد السلام

 

You may also like

Leave a Comment

Are you sure want to unlock this post?
Unlock left : 0
Are you sure want to cancel subscription?
-
00:00
00:00
Update Required Flash plugin
-
00:00
00:00