جاكوار لاند روفر تواصل توقف الإنتاج للاسبوع الثالث على التوالي بسبب هجوم إلكتروني مدمر
كتب باهر رجب
هجوم سيبراني يهدد أحد عمالقة صناعة السيارات الفاخرة
تعاني شركة جاكوار لاند روفر (JLR)، أكبر شركة لصناعة السيارات في المملكة المتحدة، من اضطراب حاد في عملياتها الإنتاجية بعد تعرضها لهجوم إلكتروني خطير في أوائل سبتمبر 2025، مما أجبرها على إيقاف خطوط الإنتاج في مصانعها حول العالم لأكثر من ثلاثة أسابيع متتالية.
أدى هذا الهجوم إلى شلل شبكات تكنولوجيا المعلومات الخاصة بالشركة بشكل كامل، مما دفعها إلى اتخاذ قرار إيقاف الإنتاج بشكل استباقي بدءا من الأول من سبتمبر/أيلول في محاولة لاحتواء الضرر ومنع انتشاره. وقد أعلنت الشركة مؤخرا عن تمديد فترة التوقف للمرة الثالثة على التوالي، حيث من المتوقع أن يظل الإنتاج متوقفا حتى الأول من أكتوبر/تشرين الأول على الأقل.
خسائر مالية فادحة وتأثير كبير على الإنتاج
تكبدت جاكوار لاند روفر خسائر مالية كبيرة نتيجة لهذا التوقف القسري. وتشير التقديرات إلى أن التكلفة الأسبوعية للتعطل عن الإنتاج وعمليات تكنولوجيا المعلومات تتراوح بين 50 إلى 72 مليون جنيه إسترليني (ما يعادل حوالي 68 إلى 100 مليون دولار أمريكي).
وفقا للمعدلات الطبيعية، كانت الشركة تخطط لإنتاج أكثر من 1000 سيارة يوميا، مما يعني فقدان آلاف المركبات من الإنتاج خلال فترة التوقف هذه. وجاء في بيان للشركة: “اتخذنا هذا القرار في ظل استمرار التحقيقات الجنائية في الحادث الإلكتروني، وفي ظل دراسة المراحل المختلفة لإعادة تشغيل انتاجاتنا العالمية بشكل منظم، والتي ستستغرق وقتا”.
تداعيات خطيرة تمتد إلى سلسلة التوريد
لا تقتصر تأثيرات هذا الهجوم على جاكوار لاند روفر وحدها، بل تمتد لتهدد سلسلة التوريد الواسعة التي تعتمد عليها الشركة، والتي تضم المئات من الشركات الصغيرة والمتوسطة.
قلق الموردين من الإفلاس: يشعر الموردون بقلق بالغ إزاء عدم قدرتهم على تحمل تبعات هذا الإغلاق الطويل، حيث حذرت تقارير من أن بعض هذه الشركات قد تواجه الإفلاس في حال عدم حصولها على دعم مالي فوري.
نداءات للتدخل الحكومي:طالبت نقابة “يونايت” العمالية بوضع برنامج إجازة مؤقتة، يستخدم أموال الحكومة للمساعدة في دفع رواتب العاملين في القطاع غير القادرين على العمل بسبب التوقف. كما سألت لجنة الأعمال والتجارة في مجلس العموم وزيرة المالية عن خططها لدعم الشركات المتضررة.
ضرر محتمل على القاعدة الهندسية:مع وجود مئات الآلاف من الأشخاص العاملين في هذا القطاع. يحذر المحللون من خطر إلحاق ضرر دائم بالقاعدة الهندسية في المملكة المتحدة.
جهود التعافي والتحقيق المستمر
تعمل جاكوار لاند روفر بشكل مكثف للتعافي من هذا الهجوم واستئناف عملياتها.
تعاون مع الجهات المختصة:قالت الشركة في بيانها: “الفريق الداخلي يواصل العمل. مع أخصائيي الأمن السيبراني والمركز الوطني للأمن السيبراني. (NCSC) وأطراف إنفاذ القانون لضمان أن يكون التعافي آمنا”.
اختراق بيانات العملاء:أقرت الشركة بأن الهجوم أدى إلى اختراق بعض بيانات عملائها. وقد أبلغت الجهات التنظيمية المعنية بالأمر. بما في ذلك مكتب مفوض المعلومات البريطاني. كما هو مفروض قانونيا في مثل هذه الحالات.
مسؤولية الهجوم:أعلنت مجموعة تطلق على نفسها اسم “صائدو لابسوس$ المتناثرون” مسؤوليتها عن الاختراق. وكانت نفس المجموعة وراء عدد من الهجمات البارزة على تجار التجزئة في وقت سابق من هذا العام.
خلفية عن الشركة وتأثير الهند
على الرغم من أن جاكوار لاند روفر هي شركة بريطانية المنشأ وتقوم بالتصميم والتصنيع الرئيسي في المملكة المتحدة. إلا أنها شركة تابعة لشركة تاتا موتورز الهندية منذ عام 2008. وهذا يوضح الطبيعة العالمية لعملياتها وعلاقاتها المعقدة. حيث أن التوقف يؤثر على اقتصاديات أكثر من دولة.
كما يذكر أن للشركة مصانع سيارات في سوليهل و هالوود في المملكة المتحدة. بالإضافة إلى مصنع محركات في وولفرهامبتون. كما أن لديها مصانع كبيرة في سلوفاكيا والصين، ومنشأة أصغر في الهند.
علاوة على ذلك تبقى الأنظار متجهة إلى تطورات التحقيق وجدول استئناف العمليات الكامل. في حادثة تذكر الصناعة العالمية بمدى حساسية العمليات الصناعية للتهديدات الإلكترونية في العصر الرقمي.