ما تسببه مواقع التواصل الاجتماعي وانعكاساتها النفسية والاجتماعية علي الشباب
“ما تسببه مواقع التواصل الاجتماعي..تعد مواقع التواصل الاجتماعي إحدي وسائل الأتصال الحديثة التي ظهرت بصفة عامة في العقد الأخير في القرن الماضي، وهي تمتاز بمزايا وخصائص اتصالية يندر وجود مثيل لها في أية وسيلة أخري.
بقلم دكتور/ ابرام سامي
وقد استحوذت على حيز كبير من اهتمام المجتمع المصري بمختلف سماته الاجتماعيه. وقد سجلت السنوات الأولي من القرن الحادي والعشرين تزايدا ملحوظا في معدلات الجريمة وسرعة انتشارها وتعدد أنواعها وتطور أدواتها وأساليبها.
● ارتباط الشباب وتعرضه المكثف لوسائل التواصل الاجتماعي: تعرض الشباب المكثف لصفحات التواصل الاجتماعي ومن بينها مضامين الجريمة قد يزودهم بأفكار اجرامية جديده أو قد يضاعف الاستعداد، أو قد يثير رغبته وغريزته العدوانيه الكامنة أو قد يهئ له الأطار الفلسفي الذي يبرر له ارتكاب الجريمة خصوصا مع وجود تغيرات اجتماعية وثقافيه واقتصادية في مجتمعنا المصري كان له أثر واضح في انتشار الجريمة.
والتي أصبحت تشكل خطرا على أمن وسلامة الوطن والمواطن؛ كالتغيرات في القيم والعادات والتقاليد وضعف القيم الدينية والأخلاقية وانتشار الفقر والبطالة وتدني مستوي دخل الفرد والأسرة.
أقرأ المزيد:الجيش السوري أصبح خارج نطاق الخدمة فعليًا ومعنوياً «تحت الصفر»
● تأثير مواقع التواصل الاجتماعي وتعدد أدوارها: تتعدد أدوار مواقع التواصل الاجتماعي في الحياة الاجتماعية والثقافية كقدرتها علي تشكيل مفهوم الناس وتصوراتهم عن كافة شئون الحياة بالأضافة إلى ما تقوم به من تزويد الأفراد بالخبرات المتنوعة في كثير من المجالات، كذلك ارتباطها بالظواهر الاجتماعية والثقافية السائدة في المجتمع، وبالرغم من الأثر المتنامي لاستخدام هذه التقنيات علي المجتمع ومن الإقبال اللامحدود علي استخدامه وتأثيراته المختلفة علي البناء الاجتماعي، إلا أن دراسة أثارها النفسيه والاجتماعية علي الشباب المصري بعد تعرضهم لمضامين الجريمة المثارة من خلالها لازالت محدودة.
● نظرية الغرس الثقافي وعلاقتها بالإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي: يعد مجال الربط بين نظرية الغرس الثقافي ووسائل التواصل الاجتماعي الجديد مجالا بحثيا آخذا في النمو، ويعني إمكانية الإفادة من الأفكار العامة للغرس الثقافي في الكشف عن العلاقة بين الواقع الاجتماعي.
كما يعبر عنه المضمون الاتصالي بالإنترنت ورؤية الجمهور لواقعه الاجتماعي، حيث تنطلق النظريه من فرض رئيسي مؤداه” أن التعرض المكثف لنماذج وصور ثقافيه ثابته ومتكررة يشكل تدريجيا إدراك الفرد للواقع الاجتماعي المحيط بالفرد، نتيجة التعرض التراكمي لوسائل الإعلام بصفة عامة والتليفزيون بصفة خاصة ” مما يؤدي للتأثير علي اتجاهات وأراء وسلوك الجمهور، فقد أشارت الدراسة بين الغرس الثقافي ووسائل التواصل الاجتماعي إلي أن هذه المنصات تعمل أيضا علي إعادة صياغة الواقع.
وفي ضوء ما سبق يمكن الاستفادة من النظرية في التعرف علي تأثير مضمون الجريمة.
المزيد:الثورة المعلوماتية الهائلة وعلاقتها بالتهرب الضريبي في الدول