لماذ لا نحتفل كل عام بذكرى ميلاد الجبرتي او وفاته وهو من أهم المؤرخين
بقلم :خالد الحديدي
نظمت وزارة الثقافة المصرية في عام 2003 احتفالا بمناسبة مرور 250 عاما على ميلاد المؤرخ عبد الرحمن الجبرتي
ويتضمن التخليد نشر أعمال الجبرتي التاريخية خصوصا كتابه “عجائب الآثار في التراجم والأخبار” الواقع في ثمانية أجزاء، في طبعة شعبية وبأعداد كبيرة لتوفيرها لأوسع قطاع ممكن من المهتمين بالتاريخ.
لماذا لا تكون مناسبة سنوية .
من هو الجبرتي؟
انتقل عبد الرحمن الجبرتي في صغره إلى مصر، حيث درس العلوم الإسلامية وتعلم اللغات العربية والتركية والفارسية والإنجليزية. عاش في ظل الحكم العثماني في مصر وشهد الحملة الفرنسية على مصر التي استمرت من عام ١٧٩٨م حتى ١٧٩٩م.
ماهي إسهامات الجبرتي
أحد أبرز الإسهامات التي قدمها عبد الرحمن الجبرتي هو كتابه الشهير “عجائب الآثار في التراجم والأخبار”، الذي يعتبر أحد أهم المراجع التاريخية لفترة الحملة الفرنسية على مصر. إن هذا الكتاب يعتبر مصدرًا قيمًا للمعلومات عن الأحداث التي جرت في تلك الفترة، ويوفر للقارئ نظرة موسعة وشاملة عن تفاصيل الحملة وتأثيرها على مصر.
يتناول الجبرتي في كتابه العديد من المواضيع المهمة، مثل الأحداث السياسية والعسكرية التي رافقت الحملة الفرنسية، ودور القادة العسكريين المصريين والفرنسيين في تلك الفترة، وتأثير الحملة على الثقافة والحياة اليومية للمصريين. كما يتناول الجبرتي أيضًا أهم المعارك التي جرت في تلك الفترة، وكيفية تأثيرها في تاريخ مصر والعالم الإسلامي.
يعتبر عبد الرحمن الجبرتي من أبرز المؤرخين العرب في التاريخ الإسلامي، حيث تمتاز كتاباته بالعمق والتفصيل والشمولية. يستخدم الجبرتي في كتابه مصادر متعددة، مثل الوثائق الرسمية والتواريخ والمذكرات الشخصية، مما يجعلها موثوقة وموثوقة. إلى جانب ذلك، كان لديه قدرة فطرية على سرد الأحداث وإيصالها بشكل مشوق ومثير للاهتمام، مما يجعل قراءتها ممتعة ومثيرة للفضول.
على الرغم من أهمية كتاب الجبرتي “عجائب الآثار في التراجم والأخبار”، إلا أنه لم يكن الكتاب الوحيد الذي كتبه. لقد قام أيضًا بتأليف العديد من الكتب الأخرى، مثل “تاريخ مصر” و”تاريخ الدول المحتلة لمصر والمشرق” و”تاريخ الحملات الصليبية”، والتي تركت بصمات قوية في المجال التاريخي.
في الختام، يمكن القول أن عبد الرحمن الجبرتي كان أحد كبار المؤرخين في التاريخ العربي والإسلامي، وأحد رواد علم التاريخ في العصر الحديث. تركت كتبه إرثًا قيمًا من المعلومات والمعرفة للأجيال القادمة، وأسهمت في إثراء المعرفة والفهم لتلك الفترة الهامة من التاريخ.