لما الجواز بقى قايمة ومؤخر وكام جرام دهب… وضاعت المودة والرحمة

 

كتبت /داليا حسام

لما الجواز بقى قايمة….من كام يوم كنت قاعدة وسمعت طالبة جامعية بتتكلم بكل بساطة إنها من محافظة عندهم عُرف إن العريس لازم يكتب مؤخر اتنين مليون جنيه، وفي القايمة 100 جرام دهب، والبنت تروح لبيت جوزها بشنطة هدومها وتجيب الأجهزة الكهربائية وكتر خيرها إنها هتجيبهم
البنت
قالت الكلام ده كأنه حاجة عادية… وكأن الزواج بقى «اتفاق مادي» مش حياة هتتبني بين اتنين

أنا وقتها بصتلها وسألت نفسي:
هو ليه الأهالي بقوا يربّوا بناتهم على إن الجواز مشروع تكسبي منه ولا سلعه بيتاجرو فيها
ليه بقينا شايفين إن البنات قيمتها في وزنها دهب وارتفاع مؤخرها؟
هو معقول المودة والرحمة اللي ربنا قال عليهم بقوا في آخر القائمة؟

فيه أهالٍ فاكرين إن الفلوس هي اللي هتحافظ على بنتهم…
مع إن في مليون طريقة الراجل ممكن يخلي بيها مراته تطلب الخلع حتى لو كتب الكون كله باسمها.
طب ليه منربيش بناتنا على أصل الجواز؟
ليه منقولهمش إن أهم حاجة ، الاحترام، ورجل مسؤول قادر يشيل بيته قدر إمكانياته

تعالوا نشوف قدوتنا…
السيدة فاطمة رضي الله عنها، بنت سيدنا رسول الله ﷺ، أتجوزت سيدنا عليّ وهو معهوش فلوس يوفرلها خادمة تساعدها في البيت.
ولما تعبت من الشغل واشتكت لأبوها ﷺ، ماقالش لعلي: انت لازم توفرلها خدامة ديه بنت النبى
لكن قال لبنته:
«سبّحي مائة مرّة… وهتلاقي شغل البيت هين»
شوفوا التربية كانت آزاى

دلوقتي للأسف، في بنات كتير شايفين إن الجواز هو الطريق للحياة اللي كانوا محرومين منها فى بيت اهاليهم وكآنها آعاره لبيت تانى لتحقيق متطلباتها

وكأن الراجل ماكينة ATM
ولو الظروف ضاقت عليه خلاص المودة تختفي والرحمة تتبخر والخناق يكتر والطلاق يزيد

زمان كان اختيار العريس قائم على:
الأصل… الأخلاق… الرجولة… العشرة
كانوا بيسألوا: «البيت اللي هتدخليه محترم؟
ولاد آصول ؟
مش «هو معاه كام؟»
علشان كده بيوت زمان كانت بتكمل
لأنها اتبنت على أساس مش على اتدفع فيها كام

النهاردة الوضع اتعكس…
زحف حب المال… اختنقت الرحمة… وضاع الأصل والنسب
والنتيجة؟
بيوت كتير بتقع
وأطفال بيدفعوا تمن طمع الأمهات
وشباب مفروم فى متطلبات مبتنتهيش
يا جماعة… الجواز مش ورقة ولا دهب


الجواز مودة ورحمة وسكن…
ربنا قال: «وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَوَدَّةً وَرَحْمَةً»
ماقالش كام جرام دهب ولا كام مؤخر

يا أمهات…
علموا بناتكم يعني إيه احترام يعنى ايه بيت وعيله وأصول
يعنى ايه تعرف اللى عليها مش عاوزه حد يصرف عليها وبس.

يا آباء
ارحموا الشباب
وبلاش تشوفوا بناتكم «استثمار» وان الجواز صفقة

لو رجعنا للأصل…
هترجع البيوت تتعمر
وتقل نسب الطلاق
ويعيش الزوجين بشيء اسمه:
رضا… رحمة… أصل
مش معاه كام وصرف إيه

في الآخر… الجواز مش سباق مين يدفع أكتر ولا مين يكسب أكتر. الجواز شراكة ، مش معركة حسابات.
خلّونا نفكر في كلمة واحدة قالها ربنا: «سكن» يعني أمان وراحة

لو اختارنا صح… وربّينا صح… الرحمة هتزيد، والبيوت هتقوم على أساس ثابت ما يهزش لا بفلوس ولا بأزمات.

👁 عدد المشاهدات : 5,027

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *