كتب: هاني سليم
في ثاني حلقات برنامج “حكايات أبله فظيعة” على راديو أسرار المشاهير، أخذتنا الإعلامية رؤى مصطفى في جولة ممتلئة بالضحك والحنين تحت عنوان “البحر بيخطفني”، لتستعيد مع المستمعين ذكريات المصايف القديمة وتضعها في مواجهة صاخبة مع واقع المصايف الحديثة.
من صوت حنان ماضي إلى شط البحر
بدأت مصطفى حديثها بصوت الفنانة حنان ماضي وهي تغني “البحر بيخطفني”، مؤكدة أن صوتها كان بحق يخطف المستمعين إلى هناك، إلى الموج ورائحة البحر. ومن هنا انطلقت في رحلة استرجاع صور الماضي.
مصيف العيلة.. ضحك ولمة وأكلات من القلب
تحدثت عن زمن المصيف العائلي، حيث لم يكن المصيف مصيفًا من دون اللمة والهيصة، وحجز الكابينة أو الشاليه أو حتى “العشة” حسب المكان.
المصيف الذي فقد هيبته – على حد وصفها – منذ أن تحول اسمه إلى “Summer Vibes”.
واستعادت أول لحظات شراء المايوه باختيار شخصي، وأطباق الطعام التي كانت جزءًا لا يتجزأ من التجربة: حلة المحشي، صينية المكرونة البشاميل، سندوتشات المسقعة التي كنا نتناولها ورمل البحر يلتصق بأيدينا.
كما لم تغفل مشهد الكراسي القماشية والشماسي التي نحملها ونمشي بها أميالًا في رمال مشتعلة حتى الوصول للشاطئ، والبطيخة المدفونة في الرمال المبلولة التي تتحول إلى شراب بارد ينعش القلوب.
تفاصيل لا تُنسى
ذكرت أيضًا المصوراتى الذي يلتقط الصور، وبائع التين، والچيلاتى، واللعب بالراكيت، والكاسيت الذي يعمل بالبطاريات.
وبالليل، كان المشهد يتغير مع تأجير العجل، ولعبة صيادين السمك والشايب، والضحكات التي تملأ المكان، وريحة أكل الجدة، وضحكة أبناء الخالة وزوجة الخال، في مزيج من البساطة والدفء.
المصيف الحديث.. رفاهية باردة
وانتقلت مصطفى بسخريتها المعتادة إلى وصف مصايف اليوم، حيث الرحلات الفاخرة إلى هاسيندا أو الجونة أو سهل حشيش، مع العائلة الصغيرة فقط، وملابس السباحة الباهظة، والـ QR Code الذي “لا يكتمل المشهد من دونه”.
الشاليه يجب أن يطل على اللاجون، والطعام بأسماء معقدة “تجلب التلبك المعوي” على حد قولها، متسائلة: “كان مالها حلة المحشي؟”.
لكن، ورغم المظاهر، تظل التجربة باهظة الثمن ومليئة بالحسابات الدقيقة لكل كلمة، بينما الأبناء مشغولون بالهواتف لالتقاط الصور ونشرها، من دون أن يعيشوا روح المصيف.
حنين لا ينتهي
اختتمت “أبله فظيعة” حلقتها بعبارة من القلب:
“كان مالها راس البر ولمّة العيلة؟ يا ليت الزمان يعود يومًا”، مؤكدة أن ذكريات الماضي تظل الأجمل مهما تغيرت الظروف.
بهذه الروح الساخرة الممزوجة بالحنين، قدمت رؤى مصطفى حلقة جعلت المستمعين يبتسمون بقدر ما جعلتهم يحنّون إلى زمن البساطة.
لمشاهدة الحلقة على رابط بيدج راديو أسرار المشاهير