الرئيسية » جميل راتب وسبعة أعوام علي الرحيل .. ولد بداخل عائلة ثرية وترك بصمة لا تنسى

جميل راتب وسبعة أعوام علي الرحيل .. ولد بداخل عائلة ثرية وترك بصمة لا تنسى

by باهر رجب
0 comments

كتب / أسامة الراعي

متابعة / الحبيب بنصالح ” تونس – خاص”

توفي في مثل هذا اليوم 19 سبتمبر من سنة : 2018 الفنان الكبير جميل راتب عن عمر يناهز 93 عاما فهو من مواليد 28 نوفمبر عام 1926 .. رحل وودع عالمنا بعد حياة حافلة ومشوار فنى طويل قدم خلاله الكثير من الأعمال المميزة وأشتهر بكونه صاحب البصمة الفنية المختلفة في كل الأعمال التى شارك في بطولتها .

الإنطوائى أبن العائلة الثرية

– ولد لأب أرستقراطي وأم مصرية صعيدية من أسرة غنية محافظة.

– نشأ إنطوائيًّا، ولكن الانطوائية والخجل الشديد اللّذان صاحبا شخصيته في صغره لم يمنعاه من التمرّد على أفكار عائلته الأرستقراطية التي رفضت عمله في الفن، وإن كانت بذور التمرّد داخله موروثة من تلك العائلة أيضا؛ فوالده وأعمامه شاركوا في ثورة 1919 ضد الاحتلال البريطاني لمصر.

– وجد الشاب الصغير نفسه على مسرح المدرسة ثم الجامعة يكسر حاجز الخجل الشديد ويحصل على جائزة الممثل الأوّل على مستوى المدارس المصرية والأجنبية في مصر، ورشّحه حينها المخرج توغو مزراحي لتقديم مشهد مع الفنانة ماري منيب في فيلم “الفرسان الثلاثة” سنة 1941؛ إلا أن أسرته أصرّت على حذف المشهد الذي شارك فيه.

– اضطر جميل راتب إلى الموافقة على قرار أسرته بدراسة السياسة في كلية الحقوق الفرنسية في مصر سنة 1945، والسفر إلى فرنسا لاستكمال تعليمه، وهناك قرّر أن يلفظ الحياة الدبلوماسية التي اختارتها العائلة، وأن يدرس التمثيل في معهد خاص، وحين حُرم من المصروف الشهري الذي يساعده على الحياة قرّر أن يعمل “كومبارس” في بعض الأعمال ومترجما،8 كما عمل نادلاً في مقهى.

أعمال بسيطة ومتواضعة

– لم تُتِح نشأة جميل راتب في عائلة أرستقراطية التعرف على الطبقات الفقيرة عن قرب، لكن قرار العمل حمّالا في سوق الخضار لتوفير نفقاته كانت من الدروس التي أضفت حالة من الثراء الإنساني على شخصيته، وساعدته في حياته المهنية، حيث تمكن من التنوع في تجسيد الشخصيات المختلفة بالبراعة نفسها.

– كما أن وجود جميل راتب في فرنسا جعله يختلط بالفيلسوف الفرنسي “جان بول سارتر” والمؤرخ الفرنسي “بيار فيلار”. وقد بدأ مشواره في باريس بالعمل في فرق صغيرة، حتى رشحه الفنان سليمان نجيب للفرقة الفرنسية المشاركة في عروض بدار الأوبرا المصرية بأن يكون ضمن الفنانين الرئيسيين في العروض، وهو ما منحه فرص المشاركة في أدوار كبيرة ورئيسية في المسرح؛ فقدم عروضا في مصر ولبنان وسوريا وتركيا، وقدم مسرحيات أمام جمهور واسع ومختلف، بجانب مشاركته في تقديم أعمال شكسبير على المسرح.

– ورغم المساحات الكبيرة والأدوار الرئيسية التي حصل عليها في المسرح، فإنه ظل يشارك بأدوار صغيرة في السينما، حتى جاءته الفرصة ليقدم شخصية رئيسية في فيلم “ترابيز” (Trapèze) سنة 1956، وفي العام نفسه كانت أول بطولة مطلقة له في فيلم مصري قامت ببطولته نجمة فرنسية وهى كلود جودار (أنا الشرق)، وقام مخرج الفيلم بدبلجة صوتها إلى اللغة العربية.

– وبعدها شارك جميل راتب في أفلام عالمية منها “لورانس العرب” (Lawrence of Arabia)، كما شارك بالأداء الصوتي في فيلم “عمر المختار” لشخصية الضابط الإيطالي توميللي، والفيلم الفرنسي (Peau d’espion).

– غاب عن مصر منذ الأربعينات بسبب انشغاله بالسينما والمسرح في فرنسا، ليعود سنة 1974 لمتابعة بعض الشؤون الأسرية، حيث قرّر أن يمكث في مصر 6 أشهر.

إعادة إكتشاف قدراته في مصر

– تغيّرت حياته حين عرض عليه المخرج المسرحي والفنان كرم مطاوع تقديم دور رئيسي في مسرحية “دنيا البيانولا”. بعدها رُشح راتب لتقديم شريط تلفزي عن حياة الفنان المصري كامل الخلعي. وهي الشخصية التي فتحت أمامه أبواب التلفزة والسينما في مصر.

– لم يقرر ترك فرنسا والاستقرار في مصر، لكن العروض التي انهالت عليه بعد مشاركته في المسرح والتلفزة جعلته يُرشح لتقديم دور مهم في فيلم “الكرنك”. بعد أن أقنعه صديقه في ذلك الوقت الشاعر صلاح جاهين. لكن قبل بدء العمل بأيام فوجئ باستبعاده واستبعاد أحمد زكي. ليحل بدلاً منهما نور الشريف وكمال الشناوي. ليرشح بعدها للعمل في فيلم “الكداب” مع المخرج الكبير صلاح أبو سيف.

– الأبعاد الإنسانية المختلفة التي تحمل الخير والشر كانت محور الشخصيات المختلفة التي نجح جميل راتب في تقديمها. فجاء مشواره محمّلا بأدوار شديدة التنوع والاختلاف؛ فهو المتسلط “نبيل بيه الأربوطلي” في فيلم “البداية” مع صلاح أبو سيف. وهو (فرط الرمان) في “الوداع يا بونابرت” مع المخرج يوسف شاهين. وهو (البهظ بيه) تاجر المخدرات في “الكيف”. والسفير المتقاعد (مفيد أبو الغار) الذي يحارب الفساد في مسلسل “الراية البيضاء”. و(لطفي بيه) في “سنبل بعد المليون” و(أبو الفضل) في “يوميات ونيس” و(الخواجة) في “زيزينيا”.

 

أدوار مختلفة وأعمال مميزة

– شارك أيضا في “شفيقة ومتولي” و”البريء” و”ضمير أبلة حكمت” و”أحلام الفتى الطائر” و”طيور الظلام” وغيرها من الأعمال المهمة.

– لم يمنع استقراره في مصر من المشاركة في أفلام عالمية مجددا؛ فشارك في الفيلم المغربي “كش ملك”، الذي تقاسم بطولته مع شريهان. والفيلم التونسي “شيشخان”، وفيلم “صيف حلق الواد” لفريد بوغدير.

– الانشغال بالفن جعل جميل راتب يرفض الإنجاب من زوجته الفنانة الفرنسية “مونيكا مونتيفيير”. التي اعتزلت التمثيل بعد الزواج وتفرغت للعمل مديرة إنتاج. ثم منتجة منفذة، ثم مديرة لمسرح الشانزليزي، فقد كان يخشى على مستقبل أولاده بسبب عمله في الفن، ولأنه غير مستقر. ورغم انفصاله عنها بعدها بسنوات فإنه رفض الزواج مجددا، وظل على علاقة طيبة بها.

– التقدم في العمر جعل جميل راتب لا يتمكن من السير. فاستعان بكرسي متحرك، وقال في لقاء على إحدى الفضائيات التلفزية إنه أيضا لم يعد يسمع بشكل جيد وإن صحته تأثرت. ولكن جميل راتب ظل لآخر لحظة يشارك في أعمال فنية. فقبل وفاته بأشهر قليلة ظهر كضيف شرف في مسلسل “بالحجم العائلي” وهو على مقعد متحرك.

– توفي في 19 سبتمبر 2018 عن عمر ناهز 92 عاما

You may also like

Leave a Comment

Are you sure want to unlock this post?
Unlock left : 0
Are you sure want to cancel subscription?
-
00:00
00:00
Update Required Flash plugin
-
00:00
00:00