كتبت: وفاء عبدالسلام
يُعد الكبد من أكثر أعضاء الجسم حيوية ونشاطًا، إذ يقوم بتنقية الدم من السموم، والمساعدة في هضم الطعام، وتنظيم الهرمونات، وإنتاج البروتينات الأساسية اللازمة للوظائف الحيوية. وعلى الرغم من هذا الدور المحوري، فإن أمراض الكبد تتطور غالبًا بصمت، ما يجعل اكتشافها في المراحل المبكرة أمرًا بالغ الأهمية، خاصة أن الإحصاءات العالمية تشير إلى ملايين الوفيات سنويًا بسبب مشكلات الكبد المختلفة.
وعندما يبدأ الكبد في المعاناة أو الفشل التدريجي، لا تظهر الأعراض بشكل صاخب، بل تأتي في صورة إشارات خفية، قد يكون البول من أولها. فالتغير في لونه أو رائحته أو طبيعة التبول قد يكون رسالة تحذير من الجسم بأن الكبد يتعرض لإجهاد أو خلل وظيفي.
فيما يلي 5 علامات تظهر على البول وقد تشير إلى وجود مشكلة في الكبد
1- تغير لون البول إلى الداكن أو البني
يُعد البول الداكن أو المائل إلى البني من أبرز العلامات التحذيرية، إذ قد يدل على تراكم مادة البيليروبين في الجسم. في الوضع الطبيعي، يتولى الكبد التخلص من هذه المادة، لكن عند إصابته بالالتهاب أو التلف، تتسرب إلى البول، ما يغير لونه بشكل واضح ومستمر.
2- البول الرغوي بشكل ملحوظ
ظهور رغوة خفيفة قد يكون طبيعيًا أحيانًا، لكن استمرار الرغوة لفترة طويلة يشير إلى وجود بروتينات زائدة في البول. هذا الأمر قد يرتبط بمراحل متقدمة من أمراض الكبد، مثل التليف، حيث يعجز الكبد عن الحفاظ على التوازن الطبيعي للبروتينات في الدم.
3- رائحة قوية أو كريهة للبول
البول الصحي يتميز برائحة خفيفة، أما الرائحة النفاذة أو غير المعتادة فقد تعكس تراكم السموم بالجسم. وعندما يفشل الكبد في أداء دوره في تنقية هذه المواد، تتجه الكلى للتخلص منها، ما يغير التركيب الكيميائي للبول ويؤثر على رائحته.
4- الشعور بحرقة أو تهيج أثناء التبول
لا ترتبط الحرقة دائمًا بالتهابات المسالك البولية، ففي بعض حالات أمراض الكبد ترتفع نسبة الأمونيا في الدم وتخرج مع البول، مسببة تهيجًا في المسالك البولية وشعورًا بالانزعاج المتكرر دون سبب واضح.
5- كثرة التبول بكميات قليلة
قد يلجأ الجسم إلى زيادة عدد مرات التبول للتخلص من السموم عندما يتراجع دور الكبد، وهو ما يؤدي إلى دخول الحمام كثيرًا مع إخراج كميات محدودة من البول، خاصة إذا تزامن ذلك مع علامات أخرى.
ويظل الانتباه لأي تغيير غير معتاد في البول خطوة مهمة لحماية الكبد، مع ضرورة استشارة الطبيب فورًا وعدم الاعتماد على العلاج الذاتي أو تجاهل الأعراض.

