النجومية في زمن السوشيال ميديا … بريق اللحظة أم وهج البقاء ؟! تابع الخبر على تريندات.
النجومية .. قديما كان الأمر يتطلب بذل جهد كبير للوصول لها وربما كان الأمر يتطلب ويستغرق شهور وأعوام طويلة للوصول لها وهو ماحدث مع غالبية نجومنا الكبار .
بقلم : ليليان خليل
بينما اليوم لم يعد الوصول إلى الشهرة يتطلب سنوات من الإجتهاد أوتقديم أعمال فنية قوية، بل أحيانا يكفي فيديو واحد، أو صورة مثيرة للجدل، أو حتى تعليق ساخن ليصبح الشخص “تريند”
النجومية في زمن السوشيال ميديا
تغيّر شكل النجومية في زمن السوشيال ميديا كما لم يحدث من قبل، لم تعد الشهرة تحتاج إلى سنوات من الاجتهاد أو مرور عبر مسارح ومعاهد، ولم يعد الظهور عبر الشاشة الصغيرة أو الكبيرة شرطًا للانتشار، اليوم، يكفي فيديو عابر، لقطة مثيرة، أو تصريح جريء، لتدخل أحدهم عالم “التريند”، ويبدأ الجمهور في تداوله ومتابعته وكأن نجمًا قد وُلد في لحظة.
لكن… هل التريند يعني بالضرورة النجومية؟
تمنحنا المنصات الرقمية وهم القرب، فنشعر أن المؤثرين يعيشون معنا، يشاركوننا تفاصيلهم اليومية، ويلمسون حياتنا بكلمات بسيطة أو رقصة قصيرة. لكن هذا القرب لا يصنع دائمًا أثرا حقيقيا. فكم من اسم لمع سريعا،وأصبح مؤثرا لفترة، ثم اختفى دون أن يترك أي بصمة!
النجومية الحقيقية لا تقاس بعدد الإعجابات أو المشاركات، بل تقاس بالتأثير. النجم هو من يبقى في الذاكرة ، ويظل موجودا من يتردد اسمه حتى بعد سنوات، من يقدم شيئًا يعيش أطول من لحظته.
أما السوشيال ميديا، فهي سريعة، متقلبة، لا تحفظ الوجوه بقدر ما تحفظ اللحظات المثيرة.
فهناك من نجح فعلاً في استخدام هذه المنصات لبناء قاعدة جماهيرية حقيقية، يدعمها موهبة، وإصرار، ومحتوى له معنى.
الفرق بين النجم والمؤثر، أن الأول يعيش في وجدان الناس، بينما الثاني يمر في صفحاتهم عابرا
الأول يترك أثرا… والثاني يترك إشعارا.
في زمن السرعة والضوضاء، تظل النجومية امتحانا عسيرا، لا يجتازه إلا من يمتلك الموهبة والصدق.
أما “التريند” فهو مثل الضوء الكاذب يسطع للحظة، ثم ينطفئ دون أثر.
أصبح الشخص يتحول إلى نجم صفحات التواصل
واللافت في هذا التحول أن السوشيال ميديا منحت الفرصة لمن لا يملكون أدوات النجم الحقيقي، لكنها في الوقت نفسه سلطت الضوء على مواهب كانت غائبة عن الساحة.
كيف تحولوا هؤلاء لنجوم
فأصبحنا نرى فنانين شباب ينطلقون من ريل أو تيك توك، ويحققون جماهيرية تفوق بعض الأسماء الكبيرة في الوسط الفني.
هل كل من يملك جمهورا على الإنترنت هو نجم حقيقي؟
الإجابة ليست بهذه البساطة. النجومية كانت وما زالت تبنى على الموهبة، الحضور، الالتزام، والتأثير الحقيقي في وجدان الجمهور. أما التريند فهو لحظة مؤقتة قد ترفع شخصا اليوم وتسقطه غدًا.
في عالم الفن، يبقى الفارق كبيرا بين “النجم والمؤثر.
فالنجم هو من يحجز لنفسه مكانا في ذاكرة الناس، عبر أعمال خالدة، بينما المؤثر قد يكون مجرد وجه مر سريعًا من أمام الكاميرا، وترك ضجيجا أكثر مما ترك أثرا.
زمن السوشيال ميديا فتح أبوابا كثيرة، لكنه لا يمنح التتويج بسهولة. فكما يصنع التريند نجما في لحظة، قد يسحبه من تحت الأضواء بنفس السرعة. وما يبقى في النهاية، ليس عدد المتابعين، بل القيمة الحقيقية لما يقدمه الفنان.
ويبقى الفرق واضحا بين من تصفق له المنصات لحظة، ومن تصفق له عمرا فالعبرة لمن ترك بصمة حقيقية خلدها .
تاريخه الفنى فى وجدان المتلقى