الفشل .. رحلتي معه لم تكن مجرد قصة قصيرة أو لحظة عابرة في حياتي، بل كانت سلسلة من الأحداث والمواقف التي شكلت شخصيتي وصنعتني من جديد تابع مع تريندات.
بقلم: ليليان خليل
ليس الفشل نهاية الطريق
في كل مرة كنت أظن أنني اقتربت من تحقيق حلمي، كان الفشل يقف لي لا يفارقنى، يعرقل خطواتي ويضع أمامي حواجز لم أتخيل يوما أنني سأواجهها.
كنت أرى الآخرين يحققون نجاحاتهم بسهولة، بينما أتعثر أنا في كل منعطف، وأتساءل في صمت: لماذا أنا؟
اقرأ ايضا: كارول سماحة تتألق محليًا وعالميًا و«كله مسموح» يتخطى التوقعات
بداية الطريق كانت نهاية فشل
ومع كل سقوط، كنت أكتشف أن الفشل ليس نهاية العالم، بل هو بداية لفصل جديد من التعلم والنضج. كنت أعود إلى نفسي، أراجع أخطائي وأبحث عن الدروس الخفية في كل تجربة مؤلمة. شيئا فشيئا، بدأت أفهم أن الفشل هو المعلم الحقيقي، وأنه يعلمني الصبر والإصرار، ويمنحني القوة لأعيد المحاولة من جديد.
في لحظات الانكسار المليئة بالصعوبات، كنت أجد في داخلي شعلة صغيرة من الأمل لا تنطفئ، تدفعني للنهوض رغم الألم. تعلمت أن أحتفل بأخطائي، وأعتبرها خطوات ضرورية في طريق النجاح. أصبحت أرى كل عثرة كفرصة لاكتشاف جانب جديد من نفسي، وكل خسارة كدرس في التواضع والإيمان بالقدرات.
اليوم عندما أنظر إلى الوراء، أبتسم لكل لحظة فشل مررت بها، وأشعر بالامتنان لكل تجربة صعبة جعلتني أقوى وأكثر حكمة. أدركت أن النجاح الحقيقي لا يأتي إلا بعد سلسلة من المحاولات الفاشلة، وأن الفشل هو البوابة التي نعبر من خلالها إلى عالم الإنجاز.
لم أكن يوما أخشى النجاح، لكني كنت دوما أرتبك أمام الفشل. في كل مرة أسقط فيها، كان الصمت يعلو فوق رأسي، وتنهار ثقتي بنفسي كما تنهار الأوراق اليابسة في الخريف. كنت أظن أن الفشل عار، وأن الوقوع ضعف. لكن، شيئا فشيئا، فهمت أنه درس يجب أن أتعلم منه.
في لحظة ما، وأنا أجلس على طرف سريري منهكة من محاولات لم تكتمل، خطر لي سؤال: لماذا أهرب من الفشل بدلا من أن أسمعه؟
يومها بدأت رحلتي الحقيقة. لم أعد أهرب، صرت أراقبه. أدرسه. أحتضنه. الفشل لم يكن نهاية، بل كان بابا إلى بدايات جديدة.
اقرأ ايضا: الأبراج تكشف أسرار الشخصية والمصير: تحليل شامل لتأثير الفلك على الحب والعمل والصحة والمال
تعلمت من كل سقطة معنى الصبر. ومن كل محاولة لم تنجح، قيمة الإصرار. اكتشفت أن النجاح الحقيقي لا يُقاس بما أحقق، بل بما أتجاوزه. وأن أعظم الانتصارات تبدأ من لحظة اعتراف صادق: أنا فشلت، لكنني ما زلت هنا أحاول دون يأس.
تعلمت الكثير ومازلت أتعلم
رحلتي مع الفشل علمتني أن الحياة ليست دائما عادلة، لكنها كريمة لمن يحاول. كل خطوة أخطأتها كانت تمهيدا لخطوة أوضح، وكل باب أغلق في وجهي، وجهني إلى باب أنسب لي.
اليوم، لم أعد أرتبك. صار الفشل صديقي القديم الذي يزورني من حين لآخر ليذكرني أنني ما زلت إنسانة، وما زال لدي ما أتعلمه.
رحلتي مع الفشل علمتني أن الحياة ليست دائما كما نخطط لها، لكنها دائمًا تمنحنا فرصة جديدة لنبدأ من جديد ونتعلم من جديد.
الفشل ليس عدوا، بل هو صديق خفي يرافقنا في الطريق، يعلمنا كيف نصبح أفضل، وكيف نؤمن بأنفسنا مهما كانت الظروف.