دفاع عن الفن والكرامة: هند سعيد صالح ترد على مهاجمي والدها في منشور مؤثر
في رد مؤثر على تجاوزات بعض رواد السوشيال ميديا، نشرت هند سعيد صالح، ابنة الفنان الراحل سعيد صالح، منشورا طويلا على صفحتها الشخصية بفيسبوك دفاعا عن شرف والدها وفنه، بعد تعرضه لهجوم غير لائق في أحد الجروبات المتخصصة في “ذكريات من عمر فات”.
القصة من البداية
كشفت هند أن المنشور الذي أثار غضبها ظهر في جروب يحمل اسم “ذكريات من عمر فات”، حيث قام أحد المستخدمين بنشر فيلم “الفلاحين أهم” مع تعليق نصه: “لا أنصح بمشاهدة الفيلم ده… من أفلام مقاولات التسعينات”، واصفا الفيلم بأنه من بطولة “المثلث الهابط: سعيد صالح – عماد محرم – هياتم”. وتصاعدت الإساءات في التعليقات، حيث تناول البعض سعيد صالح بتهم مثل “ضيع نفسه“.
الدفاع بالحقائق
بكل وضوح وقوة، ردت هند على هذه الاتهامات:
“لا هو الحقيقة سعيد صالح ماضيعش نفسه ولا حاجة… والحمد لله توفى وهو حاج بيت ربنا وإن شاء الله يكون من المغفور لهم”.
و أكدت حق كل شخص في عدم إعجابه بفيلم أو فترة فنية معينة، موضحة أنها شخصيا لا تحب فيلم “الفلاحين أهم” أو أفلام المقاولات، لكنها دافعت عن سياق صناعة هذه الأفلام:
“مافيش ممثل ولا مخرج ماعملش فيلم فاشل أو فيلم مقاولات… دي عادية جدا… سواء كانوا عارفين من البداية أنه فيلم وحش أو ظروف السوق ما تحسبتش صح”.
الكشف عن الدافع الحقيقي: الفن فوق المال
قدمت هند، كشاهدة عيان وابنة للفنان، تفسيرا هاما لانخراط والدها في أفلام المقاولات، كاشفة عن قصة إنسانية وفنية عميقة:
التضحية من أجل رسالة
أكدت أن والدها كان “عنده هم شاغل باله اسمه مصر والمصريين… عارف أن الفكر ده هايجيبه وجع دماغ بعدين”.
مشروع حياته
“فرقة مصر المسرحية”
تخلى سعيد صالح عام ١٩٨٥ عن مكانته المرموقة في “فرقة الفنانين المتحدين” والمسرح التجاري والنجومية المريحة، ليبني حلمه: “فرقة مصر المسرحية” التي ضمت حوالي ٢٠٠ فرد.
تمويل الفن الجاد:
كذلك كانت العروض الثورية الأولى للفرقة، مثل “كعبلون” و”نحن نشكر الظروف” (التي لم تصور للأسف)، تحتاج تمويلا ضخما يفوق ما يدره الأفلام الهادفة القليلة. هنا جاءت ضرورة أفلام المقاولات:
“فاضطر يشتغل ما سمى بأفلام المقاولات… فيلم زي الفلاحين أهم ده… كانوا السبب في رزق حوالى ٢٠٠ أسرة لأكتر من ١٠ سنين”.
الرسالة الأهم: الاحترام وفهم الظروف
علاوة على ذلك اختتمت هند منشورها، الذي وصفت أنه طال بسبب انفعالها، بتوجيه رسالة جوهرية لكل من يتسرع في الحكم على الفنانين:
“ممكن حضرتك تقول رأيك من غير ما تهين حد… لأنك ماتعرفش الظروف اللى خلت الشخص ده يعمل كدة… و ماتعرفش رأيك ده هايخبط في مين معدى بالصدفة”.
و أعربت عن فخرها الشديد بوالدها وطريقته في الحياة وفنه:
“كان ماشي بفكر وطريقة سعيد صالح وبس… وكان مقتنع باللي قرر يعمله… وانا فخورة بيه ودماغه والطريقة اللى قرر يعيش حياته بيها”.
خاتمة:
منشور هند سعيد صالح ليس مجرد دفاع عاطفي عن والد محبوب. بل هو وثيقة توضح تعقيدات الصناعة الفنية والاختيارات الصعبة التي يواجهها الفنان الحقيقي الساعي لتحقيق رؤية أكبر من نفسه. كما انه تذكير قوي بأهمية التأني وفهم السياق قبل إصدار الأحكام،. حيث احترام قدسية ذكرى الراحلين وإرثهم الذي لا يعرفه إلا من عاشوه من الداخل. حيث نجحت هند، بكلمات صادقة، في تحويل الهجوم إلى فرصة لتسليط الضوء على البعد الإنساني و الإبداعي الحقيقي لوالدها، الفنان سعيد صالح.
