بقلم/ عزة الفشني
أرواح الشهداء، تُحيي الأوطان .. بينما تئن فلسطين تحت وطأة الإحتلال الإسرائيلي تظل إرادة شعبها صامدة لا تلين.. وقد تجلت هذه الإرادة في الإعتراف الدولي المتزايد بدولة فلسطين.. هذا الإعتراف الذي جاء بعد عقود من النضال والتضحيات الجسيمة يعكس إقراراً دولياً بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة.. ورغم أن هذا الإعتراف لم يأتِ بثمن بخس بل كان المقابل دماء الشهداء الزكية وأشلاء الأبرياء.
إن فلسطين التي عانت من ويلات الإحتلال والتهجير والقتل لم تتوقف يوماً عن المطالبة بحقوقها المشروعة ورغم الدمار الذي لحق بمدنها وقراها وظلم المحتل الذي طال أبناءها فإن إرادة الفلسطينيين لم تضعف بل ازدادت صلابة وقوة.
هذا الشعب الصامد الذي قدم آلاف الشهداء والجرحى والمعاقين يواجه تحديات كثيرة في سبيل نيل حريته واستقلاله.
الإعتراف الدولي بفلسطين شهادة على صمود شعبها
وفي ظل هذه التحديات يظل الإعتراف الدولي بدولة فلسطين بمثابة شهادة على صمود هذا الشعب وإرادته التي لا تلين.. إن هذا الإعتراف يعكس التضامن الدولي مع الشعب الفلسطيني ويؤكد على أهمية حل القضية الفلسطينية وفقاً للقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة.
فعلى مدار عقود وفي ظل الإنتهاكات الجسيمة التي واجهتها القضية الفلسطينية جاء الإعتراف الدولي بدولة فلسطين كإنجاز كبير يعكس صمود الشعب الفلسطيني وإرادته التي لا تلين.. هذا الإعتراف الذي تحقق بعد مقاومة طويلة وتضحيات كبيرة يمثل شهادة دولية على الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة.
أرواح الشهداء، تُحيي الأوطان
إن الإعتراف بدولة فلسطين ليست مجرد خطوة دبلوماسية بل هو إقرار بحقوق شعب له تاريخ وحضارة عانى من الظلم والاضطهاد لعقود طويلة.. لقد سقط من بين صفوف هذا الشعب آلاف الشهداء وجرح مئات الآلاف وعائلات بأكملها مُحيت من السجل المدني هناك نتيجة للعدوان الإسرائيلي الغاشم.
إن فلسطين بكل ما تحمل من معانٍ وتضحيات تظل رمزاً للصمود والإرادة ولن يثنيها شيء عن مواصلة النضال من أجل الحرية والاستقلال.. إن الإعتراف الدولي بدولة فلسطين يعد انتصاراً لهذا الشعب الصامد ويؤكد أن قضيته عادلة ولها وزنها في المحافل الدولية.. وسيظل متمسكاً بحقوقه المشروعة ومتطلعاً إلى المستقبل بكل عزم وإصرار.. إن الاعتراف الدولي بدولة فلسطين يمثل خطوة هامة نحو تحقيق هذه الغاية.
إنقلب الوضع نريد الإعتراف بصاحبة الأرض والتاريخ
ما يثير دهشتى وجعلنى أتساءل بينى وبين نفسي لماذا البعض سعيد بهذا الإعتراف؟ ولما الإعتراف إذاً بفلسطين هل هى مجهولة؟ ألا يعلمون مغبة هذا الإعتراف.! دعنى أخبرك أن هذا الإعتراف يعني أن الدولة للكيان الصهيوني وفلسطين ليست الدولة صاحبة الأرض.. لقد إنقلب الوضع وبدلاً من محاربة الإعتراف بدولة الكيان الصهيوني نريد الإعتراف بصاحبة الأرض والتاريخ وهي فى الأصل معلومة للجميع.. إن فلسطين دولة قبل دول أوروبا وأمريكا ولا تحتاج إلى إعتراف من أعداءها لكي تكون موجودة في وجدان أبنائها ومجتمعها. فلسطين أرض مقدسة وحجة علي كل مسلم.. وأكبر من كل هؤلاء الدول التى اعترفت بها.. فالقدس أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين.
نحن لا نحتاج لمن يعترف بسيادة الفلسطينين في بلدهم وعلى أرضهم بل نحتاج أن تستفيق قلوب العرب والمسلمين لنصرة إخواننا الفلسطينيين.. هذا الإعتراف دُفع ثمنه من دم أطفال ونساء وشيوخ وشباب وعائلات وآلاف المعاقين والجرحى.
بريطانيا الام البيولوجية لإسرائيل وأمريكا من ربته
وعلينا أن نتذكر جيداً أن بريطانيا هي الام البيولوجية لإسرائيل بينما أمريكا هي من ربته.. التاريخ يقول أن بريطانيا هى من أهدت فلسطين لليهود في أسوأ إتفاق في التاريخ.. وربما وراء إعترافها بفلسطين الآن قد يكون سببه الضغط الشعبي.. بينما الخبث السياسي والنفاق اليهودي لهم رؤيا أخرى
الإعتراف بفلسطين عديم الفائدة دون فرض آليات رادعة
فى كل الأحوال ليس أمامنا سوى الترحيب بالإعتراف بدولة فلسطين.. لكنه بكل أسف عديم الفائدة دون إلزام إسرائيل بالإنسحاب الكامل غير المشروط.. فمن الضروري أن نطالب بتشكيل إطار دولي منسق لتطبيق قرارات الأمم المتحدة وفرض آليات إنفاذ رادعة وضمان تعويض كامل للشعب الفلسطيني عن كل الأضرار التي لحقت به
فى نهاية المطاف يظل الإعتراف الدولي بدولة فلسطين محطة فارقة في مسيرة النضال الفلسطيني من أجل الحرية والاستقلال.. إن هذا الإعتراف الذي جاء بعد عقود من الصمود والتحدي يعكس إرادة شعب لا يستسلم في مواجهة الإحتلال والظلم وسيبقى متمسكاً بحقوقه بكل عزم وإصرار.. إن المستقبل سيكون حافلاً بالتحديات ولكن مع إستمرار الدعم الدولي والتصميم الفلسطيني يمكن تحقيق الأهداف المنشودة وحل الدولتين.. ويظل الأمل في تحقيق السلام والإستقرار قائماً.. إن فلسطين ستظل رمزاً للصمود والإرادة.. وستبقى في قلب كل من يؤمن بالعدالة والحق.
كاتبة المقال
الأستاذة / عزة الفشنى