الرئيسية » أحمد الشرع من طالب طب للإطاحة بعائلة الأسد .. أسرار مختلفة

أحمد الشرع من طالب طب للإطاحة بعائلة الأسد .. أسرار مختلفة

by وفاء عبد السلام
0 comments

أحمد الشرع من طالب طب للإطاحة بعائلة الأسد .. أسرار مختلفة

 

أحمد الشرع ولد بداخل عائلة خالف اتجاهاتها ، قضي طفولة متناقلة و حماس جامح دفعه لتنظيم القاعدة وأصبح مثار جدا كبير طيلة السنوات الماضية حتى نجح في الإطاحة بعائلة الاسد .

كتب / مصطفى نصار

 

لعل مر علينا اسم أحمد الشرع بحلة جديدة و متفردة ، خلقت نوعًا من الحيرة و التهكنات الفائقة للواقع ، وصولًا لمرحلة الشطحات الفكرية السطحية ، التي من غرضها فقط تثبيت تهمة قديمة ، و الافتراء ، و التنظير الساقط أن الدولة السورية مستقبلها في مهب الريح ، دون ذكر في الأغلب ضياعها في عهد آل الإسد منذ أن أشعل بشلر الأسد الحرب الأهلية وإجرامه الوحشي و تحويل سورية لملعب تنافسي لقوى إقليمية عديدة منها روسيا، و تركيا ، ووكلاء الولايات المتحدة، و الكيان الإسرائيلي.

إنقسامات وإستقطابات حادة

أحمد الشرع

أحمد الشرع

و بينما كانت الصحف و الإعلام يتخبط من المس بين مؤيد و معارض ، مما أعاد الانقسامات و الاستقطابات الحادة خارج سورية ، طرح سؤالين أحدهما يتعلق بشخصية أحمد الشرع المعروف إعلاميًا باسم أبو محمد الجولاني نابشين في تاريخيه الماضي مع القاعدة ، و منتصرين للفكرة في أذهانهم أن الدولة ستقسم ، متأخذين عدم الرد على إسرائيل كتأكيد إضافي ، وهو بالفعل تأكيد لكنه يطرح سؤال منطقي ألا و هو لِمَ لمْ تقولوا هذا الاستفسار لبشار و أباه الذي أعطى الجولان لإسرائيل مقابل القنيطرة فقط ليصنع بها أسطورة تثبيتة ؟! يتأخذ هذا الطابع الدولتي مظهرًا أنيقًا للدفاع عن حقوق و أساسيات ومطالب مشروعة ، و ما هو إلا تغذية و تعزيز للاستقطاب وفقًا للأهواء و الأيدولوجيا، برغم وجود آراء و قراءات واضحة ناضجة عقلانية ، لا تتأخذ من المؤامرة نظرية ، ولا الانحياز التأكيدي منهجًا. أما فيما بشخصية الجولاني و تاريخه فهو معروف مشهور ، ومن الضروري ذكر سيرته الذاتية ، وسيرته الفكرية تارة أخرى.

النشأة وجذور الأب

في سياق متصل بالنشأة ، ولد أحمد حسين على الشرع في الرياض السعودية، لأسرة يسارية قومية التوجه جذريًا ، لإن أباه كاتب و خبير اقتصادي عربي قومي التوجه ، ينتمي للجولان المحتل و تحديدًا من مدينة فيق ، و جده هو المناضل السوري علي الشرع أحد أبرز الأسماء المؤسسة و المساهمة في جلال الفرنسين عن الهلال الخصيب ، و منظم صفوف ثورة الزورية المجيدة عام ١٩٢٠ ، ضد الانتداب الفرنسي، مما أعمل وحشية الفرنسين المعهودة في الجزائز فقتل منهم ٢٥ ألف سوري و أصاب عشرات الآلاف ، فلجأ لزرع النواة الأولى للطائفية عبر استغلال العلويين، باعتبارهم أقلية تاريخية مهمشة ومضطهدة عبر التاريخ العثماني كما يذكر حنا بطاطو في كتابه “فلاحو سوريا “، فورث حسين الشرع عن أباه الشجاعة و الحركة المغيرة على أرض الواقع عبر الكتابة و التأليف .

فألف عددًا كبيرًا من الدراسات الثمينة والقيمية بين عامين ١٩٧٨ ، و ١٩٧٩ تنتاول عدة جوانب و قضايا اقتصادية منها الاقتصاد العربي و السعودي ، و أزمتهما و التحديات المواجهة لكلا منهما .

الإنتفاضة الفلسطينية الثانية

فالانتفاضة الفلسطينية الثانيةوفقًا للكاتب حسام جزماتي ، عاد الشرع لمدينة دمشق في حي المزة ،بعد إكمال أحمد دراسته الابتدائية والإعدادية في الرياض ، ليعيش حياة جميلة و هادئة تتمتع بالثبات و الاستقرار لسكن العائلة بمستوى نخبوي ، و أرستقراطي ، و لكنهما تشاركا في حب فلسطين، حتى جاءت الانتفاضة الفلسطينية الثانية عام ٢٠٠٠م ، لتشهد حياة أحمد الشرع نقلة نوعية بحماسه الهائم و اندفاعه السريع أراد أن يساند الانتفاضة بأي وسيلة مهما كانت .
أحمد الشرع :من تنظيم الدولة لهيئة تحرير الشام .
و مع تغيير الشخصية العميق و الملحوظ ، انضم أحمد الشرع للدولة الإسلامية في العراق ، فيما عرف فيما بعد بتنظيم الدولة ، كمقاتل أجنبي ، حتى لحظة اعتقاله سنة ٢٠٠٣. و بطريقة درامية ، تمكن من الهرب بعد تكوين شعبية نتيجة شخصيته القيادية وجذابيته الطاغية ، في السجون التي انتقل إليها من جوانتامنو لبوكا ، و انضم لداعش عقب الخروج من السجن عام ٢٠٠٨ ، و ظل في مجلس شورى المجاهدين دون معرفة جنسيته السورية في الأساس حتى تولى إدارة التنظيم و الإدارة مع أبو مسلم التركماني ، و ظل على علاقة متصلة و مستقرة لغاية الثورة السورية التي حولته جذريًا من جهادي داعشي لجهادي سياسي ، أو ما يمثل حلقة الوصل بين الإسلام السياسي و الثورة المسلحة امتدادًا لفصائل المعارضة السورية ، و استمرارًا متطابقًا لمنهج أتباع محمد ، و الإخوان المسلمين في حماة .

جبهة النصرة وقتل الأبرياء

ما زاد الأمر حماسة لديه عند سفره لسوريا استاذنه من البغدادي لتكوين جبهة لدعم سورية ، فوافق و كونها الشرع تحت اسم جبهة النصرة ، و حشد لها جمع يقدر بحوالي ٥ آلاف إنسان في غضون شهر لخبرته العالية وإستراتيجته العالية في الإقناع و القيادة وأساليبه الاستراتيجية الفعالة ، فتجمعت قوة قوامها عشرة آلاف مقاتل ، مسميًا إياها جبهة النصرة ، لكن الخلافات الجسيمة حول ضمها لداعش الدولة الإسلامية في سوريا و العراق .
وللمفارقة الساخرة ، كاد أن يقتل الشرع مرتين بسبب الخلاف الفكري بينهما حيال عمليات قتل الأبرياء ، و ضم الجبهة للتنظيم فانتهى الأمر بالانفصال ، و الانضمام لتنظيم القاعدة بعد مباحثات طويلة مع أيمن الظواهري ، فوافق و بدأ الشرع صفحة جديدة مع القاعدة .

تتميز تلك المرحلة وفقًا له بالثبات التوافقي و الاستقرار النسبي ، لكن تطلع الظواهري آنذاك الحالم دفع الشرع للانفصال عنه ٢٠١٧ ، مع الانضمام لفصائل المعارضة السورية المسلحة في إدلب .
وكان أهم خطوة وفقًا لفايز غريس أن الاسم عبر عن هدف أسمى ، و هو هيئة فتح الشام .

و في المقابل ، جاء إدراك الفصائل السورية ملائمًا للموقف ، و متوحدًا على هدف واحد متوجه ناحية التخلص من بشار الأسد الذي جثم على الصدور ، و أذاق المعارضين بشتى أنواعهم للويلات و المآسي ، حتى وصلت المرارة و الحزن بهم لتشكيل أزمة النزوح و المهرجين و الهاربين من بطش نظام الأسد، و على رأسهم عوائل الفصائل السورية التي تتواجد أغلبهم في مصر و الأردن .

الجيش السوري الحر

فتجمعت قوات المعارضة السورية التي مرت عبر عدة مراحل ، من التكوين للتأهيل لافتتاح الأكاديميا العسكرية في إدلب ، وتكريم الشرع لهم بحضور العديد من القادة من الجيش السوري الحر ، والهيئة الوطنية للتحرير . وأعدوا العدة بشكل مهاري و استراتيجي لهدف واضح و محدد مدة عامين ، مستغلين الظروف الدولية و الإقليم المشتعل بالمعارك ليقوموا بعملية ، وعد الشرع قبيل عامين من الآن أنه “يضغط على الزر ليسقط النظام “، و قد حدثت المفاجأة المدوية في الطوفان السوري في عملية ردع العدوان المباغتة ، و التي زلزلت الشرق الأوسط مثلها مثل طوفان الأقصى المبارك مع اختلافات التسليح المجهز و الوضع الداخلي الملغم في بلد خربة على عروشها .

مستقبل سوريا بين الجولاني و الشرع :’الجهاد السياسي كإسلام سياسي محدث .
قبل تحرير سوريا و فتح دمشق ، تحوم الأسئلة و الألغاز المحيرة وسط تخلي دولي ، مما جعلها أرضية خصبة للغاية للتوجه بها للجولاني شخصيًا ، و أبرز الأسئلة التي برزت على الساحة فيما يتعلق بعدم دفاعه عن الجولان من الاحتلال الإسرائيلي، و كذلك سؤال الإسلاميين كحكم ، و الداخل السوري ، و غيرها من حبك المؤامرات حول محور الممانعة ، و تقسيم سوريا أو التجزئة برغم صدق بعضها ، و حيرة الآخر ، و رصانة الأخير ، وسط نسيانهم أن آل الأسد دمرت سورية بالكامل ، و فرطت في الجولان مقابل المال و العرش .
و يتبع الجولاني استراتيجية إسلامية طبقت في التاريخ الإسلامي ، طبقها عبد الحكم بن مروان قبله بتوحيد الصف الداخلي و معاقبة المذنبين و القتلة و أخذ الأموال كعقاب ، و جزية مقابل التوحد و الاستعداد متبعًا بذلك فقه الأولويات كما أكد الباحث في شؤون الإرهاب و الجماعات الإسلامية ماهر فرغلي ، و كذلك الفصائل بوصلتها بطبيعة الأمر بوصلتها فلسطين لإنهم من صلب الثورة السورية، فلا تستشرف سورية على عجل كما قالت رشا قنديل ، ليس فقط لحاجتها للوقت ، و إنما الإلزام الطبيعي للمنهج المتبع بالجهاد السياسي ، و هو نمط محدث من الإسلام السياسي، يتدرج من الداخل للخارج و ليس العكس .

You may also like

Leave a Comment

Are you sure want to unlock this post?
Unlock left : 0
Are you sure want to cancel subscription?
-
00:00
00:00
Update Required Flash plugin
-
00:00
00:00