التجاهل هو سلوك اجتماعي يمكن أن يسبب تدهورًا كبيرًا في العلاقات الإنسانية، ويتمثل في عدم الاعتراف بوجود الآخرين أو عدم الرد على تفاعلاتهم بشكل متعمد، وتعتبر أسبابه متنوعة وقد تكون مرتبطة بعوامل نفسية، اجتماعية، أو ثقافية.
بقلم/ نور أحمد صفوان
إن سلوك التجاهل في بعض الأحيان لا يكون سلوك سلبي بل هو استراتيجية للحفاظ على طاقتك الإيجابية, عندما تواجه أشخاصًا أو مواقفًا تسبب لك إحباط أو ضغط النفسي، والتفكير في تجاوبك قد يكون الخطوة الأولى نحو التجاهل الصحيح ,لكن يجب أن نميز بين المواقف التي تحتاج إلى منك إلي تفاعل أو يلزم تجاهلها، يمكنك تحديد الأولويات والرد فقط على الأمور الهامة أو التي تتعلق بك شخصيًا.
كتب باخبار مصر عن:الشعور بالألم الاجتماعي عندما يرفضنا الآخرون
التجاهل افضل رد في هذه المواقف:
وقد تواجه أشخاصًا يسعون لاستفزازك واثاره غضبك، و في مثل هذه المواقف، التجاهل هو أفضل ردّ
لأنه يقلل من فرصتهم في الوصول إلى هدفهم ويحفظ لنفسك سلامة عقلية وعاطفية
التركيز على الأهداف:
عندما تكون لديك أهداف واضحة، يصبح من السهل تجاهل المشاكل الثانوية التي لا تساهم في تحقيق تلك الأهداف.
السلام الداخلي:
التجاهل يساعد في الحفاظ على سلامك الداخلي، حيث يمكنك تحديد ما الذي يستحق انتباهك وتجاهل ما يمكن أن يؤثر سلبًا على راحتك النفسية.
التوازن في التعامل:
لا يجب أن يكون التجاهل استراتيجية دائمة، بل عليك أن تستخدمها بحكمة وتعقل، قد يكون الرد المباشر أحيانًا أفضل حلاً للخلافات والمشاكل، أي الفهم السليم للسياق وتقييم الوضع بعناية يمكن أن يساعد في اتخاذ القرار المناسب بين استخدام التجاهل عند الضرورة أو الرد المباشر عندما يكون ذلك أفضل لحل المشكلة أو تبيان المواقف.
التجاهل يشمل عدة نواحي ايجابية و سلبية تؤثر على
الأفراد والعلاقات الإنسانية بشكل عام.
هنا نستعرض أبرز النواحي السلبية :
تقويض الثقة والاحترام:
قد يفهم الآخرون التجاهل على أنه إشارة لعدم الاحترام أو عدم القدرة على التعامل مع المواقف بشكل ناضج، مما يمكن أن يؤثر سلبًا على الثقة والعلاقات المستقبلية.
تأثيرات عاطفية سلبية: قد يشعر الشخص الذي يتم تجاهله بالإحباط أو الغضب، مما يؤثر على علاقتكما بشكل عام، هذه التأثيرات العاطفية يمكن أن تؤثر على الطرفين بطرق متباينة.
تفاقم المشكلة:قد يؤدي التجاهل إلى تفاقم المشكلة إذا لم يتم التعامل معها بشكل فعال من البداية، قد يشعر الشخص الآخر بالإهمال أو عدم الاهتمام، مما يزيد من تعقيد الوضع ويجعل من الصعب حله لاحقًا.
وبالرغم من أنه قد يبدو سلبيًا في العديد من الحالات، إلا أن هناك بعض النواحي الإيجابية للتجاهل التي قد تكون ضرورية في بعض السياقات:
الحفاظ على التركيز: في بعض الأحيان، يمكن أن يساعد التجاهل في التركيز على المهام أو الأولويات الأكثر أهمية، بدلاً من التشتت بسبب المنازعات الجانبية.
تجنب التوترات والنزاعات: قد يكون التجاهل طريقة لتجنب الخلافات والصدامات مع الأفراد الذين يثيرون التوترات
النواحي النفسية والعاطفية: هذا النوع يؤدي إلى اتخاذ قرار بالتجاهل بدلاً من المواجهة المباشرة، حيث يفقد الشعور بالاعتراف والقبول من الآخرين، قد يؤدي ذلك إلى زيادة مشاعر العزلة والوحدة، ويؤثر على مستوى الثقة بالنفس والشعور بالقيمة الذاتية.
النواحي الاجتماعية: يمكن أن يؤدي إلي زيادة من البعد بين الأفراد ويقلل من فرص التواصل والتفاهم. و قد يؤدي التجاهل المتكرر إلى تبدل سلوكيات الأفراد وانسحابهم من المشاركة الاجتماعية.
النواحي النفسية: يمكن أن يساهم في زيادة مستويات الضغط النفسي والقلق، خاصة إذا كانت هناك علاقة شخصية قوية متأثرة بهذا السلوك. يمكن أن يؤدي ذلك إلى تدهور صحة الفرد النفسية والعاطفية.
ايضا:الدعم النفسي و المجتمعي لأصحاب الاضطرابات النفسية والسلوكية مسؤولية و ليست رفاهية
النواحي السلوكية: قد يؤدي إلى اتخاذ سلوكيات دفاعية من قبل الشخص المتجاهل، مثل الانسحاب أو الرد بالمثل بالتجاهل أيضًا. هذا يمكن أن يؤدي إلى دوامة من عدم الفهم والتواصل الفعال.
في النهاية إن التجاهل ليس مجرد انعدام للتفاعل أو الردود، بل هو سلوك يمكن أن يكون له تأثيرات عميقة على جميع جوانب حياة الأفراد والعلاقات الإنسانية.