ريهام عبد الغفور .. ما حدث مؤخرًا مع الفنانة ريهام عبد الغفور لا يمكن أعتباره واقعة عابرة، ولا خبرًا عاديًا يُمرّ مرور الكرام ؛ ما جرى هو لحظة كاشفة، عرّت واقعًا مؤلمًا تعيشه الساحة الإعلامية، حين يُستباح الإحترام، وتُداس الخصوصية، ويُختزل الفن في صورة مسروقة أو تعليق مبتذل بحثًا عن تريند سريع الزوال…
كتبت : زينب النجار
فنانة تنتمي لمدرسة نادرة
ريهام عبد الغفور ليست مجرد ممثلة موهوبة، بل حالة فنية وإنسانية خاصة. فنانة تنتمي لمدرسة نادرة، تؤمن أن الفن رسالة، وأن الحضور لا يُقاس بالضجيج، بل بالأثر؛ منذ ظهورها الأول، أختارت أن تمشي في طريق صعب: طريق الهدوء، والعمق، والألتزام ؛ لم تلهث يومًا خلف بطولة زائفة، ولم تساوم على قيمها، ولم تقدم مشهدًا واحدًا يُشعِر الأسرة المصرية بالحرج أو الخجل.
فن يُشاهَد داخل كل بيت
ريهام كانت ولا تزال فنانة يمكن أن تُشاهَد أعمالها في بيت واحد يجتمع فيه الطفل مع والده وأمه، دون خوف أو قلق.

موهبة بلا ابتذال ولا ضجيج
أدوارها دائمًا مشغولة بإحساس عالٍ، وبأنوثة راقية، وبذكاء فني يحترم عقل المشاهد قبل عينه ؛ لم تعتمد يومًا على الإثارة الرخيصة، ولا على الجسد، ولا على أفتعال الجدل ؛ أعتمدت فقط على الموهبة، والأجتهاد، والصدق.
حين تُنتهك الخصوصية باسم الشهرة
ولهذا تحديدًا، يصبح ما حدث معها مؤلمًا ومهينًا؛ أن يتم تصوير فنانة محترمة في حفل أو مناسبة دون علمها أو موافقتها، ثم تداول الصور أو التعليق عليها بشكل مسيء، هو فعل غير قانوني قبل أن يكون غير أخلاقي…
الخصوصية حق، والإحترام واجب، والشهرة لا تعني أن يتحول الإنسان إلى مُلك عام مُباح.
صحافة التريند… سقوط مهني وأخلاقي
الأكثر فجاجة، هو تعامل بعض من يُفترض أنهم صحفيون مع الواقعة. فبدلًا من الدفاع عن المهنية، أو التزام الحد الأدنى من الأخلاق، رأينا سلوكًا أقرب للنهش، ومحاولات رخيصة لصناعة تريند على حساب صورة فنانة لها تاريخها ؛ هؤلاء لا يمثلون الصحافة، ولا يشبهونها؛ هم فقط “أصحاب تريند”، يعيشون على الإثارة، ومصممون على الإساءة، ولا يتركون خلفهم سوى ضجيج مؤقت وفراغ كبير.
الصحافة الحقيقية لا تتربص، ولا تتلصص، ولا تقتحم المساحات الخاصة. الصحافة وعي، ومسؤولية، ودفاع عن القيم، لا تصفية حسابات ولا تصيّد زلات. وحين تتحول الكاميرا إلى أداة تشهير، والقلم إلى سلاح رخيص، فنحن لا نخسر فنانًا فقط، بل نخسر معنى المهنة نفسها.
ريهام عبد الغفور… قيمة باقية لا تهزّها الصور
ريهام عبد الغفور أكبر من صورة، وأبقى من لحظة، وأنقى من كل هذا الصخب. تاريخها الفني يشهد لها، ومحبة الناس حولها دليل واضح على مكانتها في القلوب. هي نموذج لفنانة “متربية”، بالمعنى الحقيقي للكلمة: في اختياراتها، وفي لغتها، وفي حضورها، وفي احترامها لنفسها ولجمهورها.
*السؤال الأهم*
والسؤال الحقيقي ليس: لماذا صُوّرت ريهام؟
بل: إلى متى نترك سمعة الفن والفنانين في يد من لا يعرفون من الصحافة سوى اسمها؟
سيبقى الفن المحترم، وستبقى ريهام عبد الغفور قيمة فنية وإنسانية حقيقية.
أما التريند… فمصيره دائمًا الزوال.

