المحتوى المضلّل على السوشيال ميديا خطر صامت يؤثر سلبًا على الوعي المجتمعي

المحتوى المضلل .. أصبح على منصات التواصل الاجتماعي خطرًا صامتًا يتسلل إلى وعي المجتمع، خاصة مع التحول الكبير في اعتماد الناس على هذه المنصات كمصدر رئيسي للمعلومات. فبينما تُعد وسائل التواصل فضاءً مفتوحًا لتبادل الآراء والأخبار، إلا أنها تحولت في الوقت نفسه إلى بيئة خصبة لانتشار التضليل بأشكاله المختلفة.

بقلم/ إيمان سامي عباس

لم تعد الظاهرة مقتصرة على الأخبار الزائفة، بل امتدت لتشمل الصور المفبركة، والفيديوهات المعدلة، والمعلومات غير الدقيقة التي تُستخدم لخدمة أهداف سياسية أو اقتصادية أو حتى لجذب تفاعل مزيف. ومع هذا الواقع المتسارع، أصبحت أزمة التضليل الرقمي واحدة من أبرز التحديات التي تواجه الوعي في المجتمع المصري والعربي بوجه عام.

تكمن خطورة هذا المحتوى في قدرته على الانتشار السريع مدفوعًا بخوارزميات المنصات التي تعطي الأولوية لما يثير الجدل والعاطفة. وبدلًا من أن تكون هذه المنصات وسيلة للمعرفة، تحولت في كثير من الأحيان إلى مساحة لإعادة تدوير الشائعات وصناعة روايات مشوهة تلحق ضررًا مباشرًا بالمجتمع. وقد شهدنا مرارًا كيف تسببت فيديوهات مجهولة أو شائعات غير دقيقة في إثارة القلق أو التأثير على جوانب اقتصادية واجتماعية مهمة.

وتسهم الحسابات الوهمية في تعميق الأزمة، إذ تنشط مجموعات منظمة لنشر الأكاذيب وتوجيه الرأي العام في أوقات حساسة. وفي ظل غياب ثقافة التحقق من المعلومات، يجد المستخدم العادي نفسه أمام سيل من المحتوى يصعب التأكد من صحته، خاصة مع اعتماد فئة كبيرة من الشباب على السوشيال ميديا كمصدر أساسي للأخبار.

كيفية مواجهة التضليل وبناء وعي رقمي مسؤول

رغم الجهود المبذولة من الدولة والمؤسسات الإعلامية لمواجهة المحتوى المضلل، فإن التحدي ما زال كبيرًا. فالحلول التقنية وحدها غير كافية، إذ يتطلب الأمر برامج توعية رقمية تستهدف المدارس والجامعات، وتساعد المستخدمين على تعلم مهارات التحقق من المعلومات. كما يجب دعم الإعلام المهني القائم على الدقة والمصداقية، وتطوير أدوات متقدمة لكشف الحسابات الوهمية والتلاعبات الرقمية.

أزمه المحتوى المضلل

إن أزمة المحتوى المضلل ليست مجرد مشكلة تقنية، بل هي أزمة وعي في المقام الأول. فكل مستخدم هو حلقة في سلسلة انتشار المعلومات، ويمكنه أن يكون جزءًا من الحل أو المشكلة. وفي عالم سريع الإيقاع تتلاحق فيه الأخبار، يصبح التريث قبل مشاركة أي معلومة مسؤولية اجتماعية لا تقل أهمية عن احترام القانون.

حيث يظل بناء الثقافة الرقمية الواعية هو السلاح الحقيقي لمواجهة التضليل. في المجتمع
كاتبه المقال/ إيمان سامي عباس

👁 عدد المشاهدات : 5,020

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *