الرئيسية » معجزة الأقلام :مجاعة مدمرة في السودان خارج التغطية بمشاركة إسرائيلية .

معجزة الأقلام :مجاعة مدمرة في السودان خارج التغطية بمشاركة إسرائيلية .

by محمد عجاج زيدان
0 comments

معجزة الأقلام :مجاعة مدمرة في السودان خارج التغطية بمشاركة إسرائيلية 

معجزة الأقلام ، تلك المجاعة الفتاكة التي تدمر السودان على عدة مستويات، و أهمها المستوى الصحي و الإنساني وسط هندسة معتمدة لنسف أي خبر موثق للمجاعة و المنع البشع لوصول حتى القوافل المستهدفة و الموجهة للمدن المعنية ، قاصدة بذلك الاقتراب من تحقيق أهداف سياسية و مصالح خاصة بالكيان الإسرائيلي المحتل ، فضلًا عن تحولها لساحة تلاقي مصالح أو تعارضها وسط أكبر مأساة إنسانية في العصر الحديث بشكل يتفوق حتى في بعض التفاصيل عن مجاعة غزة و كليهما بنفس الأهداف العسكرية مشتملة استخدامها باعتبارها سلاحًا حربيًا و عسكريًا غرضه التركيع و تحقيق مخطط التقسيم لدولتين جغرافيتين على غرار لبيبا و الصومال.

الكاتب : مصطفى نصار

مجاعة مركبة مطعمة بجرائم الحرب : حينما تتكرر غزة في الفاشر 

بشكل أقرب لأفلام نهاية العالم و الزومبيز ، وصلت مدينة الفاشر ، و هي المدينة الرئيسية في إقليم دارفور في الجنوب الغربي منه ، و كذلك المدينة الوحيدة التي لم تسطير عليها ملييشا الدعم السريع فقامت بفرض حصار خانق منذ عام و نص نحول فيما بعد لمجاعة فتاكة ، واصلة للدرجة الخامسة و الأخيرة وسط صورة كئيبة من الأهوال المرعبة و المآسي المزلزلة للقلوب الحجرية مسيطر عليه مشهد القتل و التعذيب و التجويع و النزوح للدول المجاورة مثل أثيوبيا و كينيا فالداخل شهيد أو مجوع و الخارج مخيف أو على حافة الموت ،فشعار الحرب على الفاشر ” أنتم في غزة أفريقيا !!”بحد تعبير أنتوني لايك أستاذ الدراسات الإنسانية و النزاعات بجامعة جورج تاون .

و حتى لا تكون الصورة ضعيفة و هائنة المرور ، كشف تقرير صحفي موسع كتبه بيتر بارجور لصحفية وول ستريت جورنال أن المجاعة السودانية غير قابلة للحل إذ أنها لا تواجه لحل الأزمة الكارثية ، بل تتعمق بشكل كارثي و ممنهج باستهداف القوافل المتوجهة لها ، فضلًا عن استهدافها المعتمد لمصادر المياه العذبة ، وسط صمت مخز و معر لحقيقة العالم المنافق الذي لا يلتفت غير للمليشيات المارقة لكونها تتصل بعلاقة لصيقة فيما يتعلق بالهجرة غير النظامية و تهريب الذهب و الخضروات السودانية بغرض فقط زيادة ثرواتها المخزنة و تحقيق لب الرفاهية المزيف على حساب شعب كامل يباد بأشنع الطرق الهمجية .


و لا تتوقف الجرائم المروعة عند المجاعة فحسب ، بل سادية التفنن في الإذلال و كأنهم حيوانات بشرية أو مواطنين دونيين لا يستحقون مثقال ذرة من رحمة إنسانية ، مثقلة بالدماء الناجمة إما عن قصف مخيم زمزم أو بقية مخيمات الفاشر فضلًا عن تعريض السودانيين هناك لحفلات مجنونة من مشاهدة اغتصاب جماعي لأم أو زوجة أو ابنة المعتدي عليه ، منتجة عدد ضحايا من بين 100 ل150 يوميًا من المجاعة فقط بحسب تقرير منظمة الفاو في شهر أغسطس 2025 ما يعني بالضرورة تحول المجاعة من نتيجة حربية لأسلوب منحط من نزع الأنسنة و جعل المدينة تحت طوعهم و خاصة بعد تقدمات الجيش السوداني على المستوى الميداني .

فبقدر ما يحقق الجيش السوداني من تقدمات على أرض الميدان الحربي ، لكن تشتعل المجاعة في الفاشر نظرًا لعوامل مركبة ، و مركبة أهمها تحول البلاد لساحة صراع مصالح إقليمية بين تركيا و الإمارات و إسرائيل الإبادية و روسيا ، فضلًا عن تعقد الدعم العسكري الذي يحول المدنيين لضحايا سهلة الموت إما بالجوع أو بالقنص لمجرد محاولة الذهاب للحصول على الطعام من كيس طحين فلجأوا لحلول بديلة ضئيلة التأثير كاقتسام الطعام أو طحن العلف الحيواني و أكله ، وسط إعادة تشكيل المشهد إسرائيليًا بالتدخل المباشر في دعم حميدتي و “حكومته التأسيسية ” منذ ما يزيد على عامين و نصف أي قبل الحرب الأهلية الحالية في السودان.

حرب بنكهة إسرائيلية و خطط مشابهة لأكبر هولوكوست : من التطبيع للهندسة الميدانية على الأرض 

قبيل الحرب المشتعلة حاليًا، تزلف كلا من طرفي الصراع في السودان للكيان اللقيط، إما باعتراف التطبيع كما فعل الجنرال الفريق عبد الفتاح البرهان بعد مقابلته في أوغندا ، أما حميدتي فسلك مسلكًا مجديًا و مسوغًا بقرب من إسرائيل عن طريق عقد عدة اجتماعات مسربة تفيد بتسليم دفاعات من الذهب لها بشكل شهري ، مع التقرب الحميم و العسكري من الإمارات أس الخراب في عدة دول عربية ، و هكذا أصبحت البلدان أساسًا حاسمًا لمجريات الحرب قبيل بدايتها المريرة .

و في هذا السياق ، زودت إسرائيل مليشيات الدعم السريع بعدة معلومات دقيقة بالتعاون مع الإمارات ، لتحقيق صورة تشبه النموذج الليبي في أفضله ، و الصومالي في أمثله بحيث تقسم السودان لبلدين ، و منها استراتيجية التجويع الممنهج التي نفذها الصهاينة في أكثر و أكبر الأماكن اكتظاظا بالسكان مثلما فعلت مع مخيم جنين في الانتفاضة الأولى، و تحدث بالفعل في غزة بضراوة قاسية لهدف واضح و رغبة محددة مشتملة على استخدام المجوعين المنكوبين بصفتهم ورقة ضغط و مساومة واقعية .

و تخطط لها عن طريق خطين متوازيين ، أولهما تدمير مصادر المياه العذبة و البينة الطبية حتي لا تعالج الأمراض الناجمة عن المجاعة و سوء التغذية، و القضاء على الطواقم الصحفية و الطيبة عمدًا ، ما أنتج بحتمية مؤكدة الموت المتسارع ، و الإصابات المميتة الخفيفة من الأمراض المعتادة كدور البرد و المغص المعوي ، وصولًا لمنع الدواء و السيطرة على مستودعات الأدوية ، مدفوعة من مرتزقة ترسلهم الإمارات و أسلحة صواريخية و نارية من شركات إسرائيلية مسجلة “كشريك أساسي في جرائم حرب و جرائم ضد الإنسانية”، و هو ما عبر عنه الباحث شادي إبراهيم بضرورة “مشاركة إسرائيل إما إستراتيجيًا أو عسكريًا “لتشكيل وضع جديد حقيقي قائم على الحرب ، أو انعدام وجود الاستقرار السياسي من الأساس .

و لا تكف المليشيا المارقة عن خدمة إسرائيل لهذا الحد الوضيع لا بل تقفز الأوضاع لمستوى أكثر عبودية حيث أنهم يسعون بكل ود لتقديم الخدمات مقابل الذهب و نيل الاعتراف الدولي العسير بعد التكوين للحكومة الموازية الوليدة ، فمولت الحرب بالذهب السوداني ، فضلًا عن كسب رضا الولايات المتحدة ، فالسودانون يجوعون مقابل مصالح مختلة و حسابات شخصية لجنرالات الحرب ، محققًا بذلك نبوءة تاريخية تتجسد في مقال ألكس دي وال بعنوان المجاعة البشرية يؤكد فيه و يجزم”أن المجاعة الحالية هدفها القطعي و الفوري هي بمثابة ” إعلان تقسيم يقيني و حقيقي لا فوز فيه غير لأمريكا و إسرائيل الإبادية و البربرية .

فهكذا ، تحولت الفاشر و الدلج لساحة مغانم ثرية و غنية لتمويل و تغذية الحرب الإبادية و التجويع المرعب الذي يهدد مئات الآلاف من السودانيين فوفقًا لتقرير متوسع و ضخم من منظمة الأغذية و الفاو التي تقول أن ما بين 800 و مليون و نصف سوداني يواجهون خطر الفناء ، من بينهم 250 ألف طفل و بينة تحتية مدمرة وسط عقوبات أمريكية على المنتصرين عسكريًا و أمريكيًا ، و الدور الأبرز في الحرب للإمارات التي لولاها لوقفت المجاعة الفتاكة منذ الشهر الثاني في الحرب .

الحرب الأبدية و المجاعة المستمرة …الإمارات كتاجرة حرب حقيرة .
تعزز الإمارات المجاعة المشينة في الفاشر و الدلج عبر تدعيم الدعم السريع و إمدادهم الوافر و الغني بالأسلحة الفتاكة و المدمرة من مسيرات مقاتلة و مسدسات و بنادق دقيقة من شأنها قتل و إنهاء الحرب بسرعة و حسم سريع و قوي بدرجة ناجزة لدرجة وصلت للحرب الداخلية للإمارات داخل السودان نفسها ، و لعل ذلك النهج المعزز للحرب جعل المؤلفان ألكسندر لايك و جورج بامبرسيتر في دورية الشئون الخارجية يكتبون ” تساهم الإمارات في تفاقم الوضع الكارثي في السودان عامة و مناطق المجاعة الفتاكة ذات الإرث الدموي خاصة مثل دارفور” في مقال كاشف و فاضح تحت عنوان الحرب السرية للإمارات في السودان .

و قبيل شهر فقط ، بدأت السودان تتهم الإمارات بشكل مباشر وواضح في دعمها المجاعة و مليشيا الدعم السريع حتى بلغ بالعقيد ياسر العطا نائب رئيس الأركان بوصفها ” بدولة المؤمرات ” و دولة الشر و غيرها من الأوصاف الحقيقة ، مؤكدًا كلام ألسيخدو رايز الصحفي الكولومبي مع زميلته ريتا بينار في تقرير مطول و مفصل عن استخدام و تجنيد مرتزقة كولومبيين عن طريق خداعهم و تضليلهم بالعمل في دبي و أبو ظبي ليجدوا أنفسهم مجرد أدوات رخيصة في يد سمسار حرب فضل حصوله على جزء يسير من الكعكة مقابل شلالات الدماء و صرخات المكلومين و المقهورين المعذبة للقلوب الطبيعية

You may also like

Leave a Comment

Are you sure want to unlock this post?
Unlock left : 0
Are you sure want to cancel subscription?
-
00:00
00:00
Update Required Flash plugin
-
00:00
00:00