إيران والتحالف الصهيوأمريكي .. من المنتصر ومن الخاسر وماذا عن غزة ؟
إيران والتحالف الصهيوأمريكي .. معركة عنيفة دارت رحاها قرابة الأسبوعين ، وبينما كنا نتوقع إستمرارها بضعة أسابيع فوجئنا بوقف إطلاق النار ليفرض السؤال نفسه : من الكاسب ومن الخاسر؟
بقلم / عزة الفشني
إسرائيل لا تستطيع حماية نفسها
انتهت الحرب بين إيران والتحالف الصهيوأمريكي دون تحقيق أي هدف من أهداف العدو :
لا استسلام غير مشروط و لا تدمير للملف النووي والصاروخي الإيراني بل انتهت وفق ما أرادتها إيران وكانت كلمتهم هي العليا وصواريخهم هي الخاتمة تنفيذاً لوعدهم للصهاينة “أنتم من بدأتم الحرب ونحن من يحدد نهايتها”.. فالحل العسكري أنهى سلمية البرنامج النووي
وعلم الكيان الصهيوني يقيناً إن بقيت الحرب ستُدمر إسرائيل بالكامل
لقد انكشفت إسرائيل وظهر أنها لا تستطيع حماية نفسها و لولا المساعدة الكاملة من أمريكا كأسلحة ومعدات ومعلومات ودفاع وطائرات و إعادة تموين الطائرات و لولا أن هناك ثلاث دول عربية كانت تسمح للطائرات بعبور أجوائها ذهاباً وإياباً يومياً لإنقلبت الدفة تماماً .. خسائر إسرائيل فادحة وموجعة وغير مسبوقة وتعرت أمام مواطنيها وظهر أن تدخل أمريكا هو الذي أنجح تدمير المنشآت النووية الإيرانية وليست إسرائيل
كل ما خسرته إيران لا شئ أمام ضرب تل أبيب ووقف للحياة بكافة جوانبها ..وهروب آلاف الصهاينة نحو جنوب سيناء وقبرص .. غير الخسائر المادية التي تكبدتها بفعل صواربخ إيران التى كسرت فعلاً شوكة الصهاينة
الدولة الوحيدة التي دكت عمق إسرائيل
لقد فرضت إيران نفوذها وإحترامها في المنطقة والعالم
وهي الدولة الوحيدة التي دكت عمق إسرائيل .. و من يقول أن إيران خرجت من الحرب مستسلمة مهزومة بإتفاقية مع أمريكا والكيان الصهيوني فهو واهم .. إيران لم تخرج ذليلة بل ما حدث هو العكس تماماً حيث أسقطت الهالة عن القبة الحديدية التي روجت لها إسرائيل مثلما أسقط المصريون هالة خط بارليف و أثبتت بالتجربة أن صواريخها تصل لقلب تل أبيب ولو أرادت إيران أن تطيل أمد الحرب لفعلت ولو أرادت أن تدك مدن بأكملها للعدو لفعلت ولكنها كانت حرب لإستعراض القوي وقد أثبتت أنها قادرة بصواريخها فقط علي قلب الموازين فخرجت منتصرة بعد إستغاثة إسرائيل بأمريكا والغرب .. لقد قدمت أمريكا والكيان الصهيوني بدون قصد معروف للنظام الإيراني الذي إلتف حوله كل الشعب حتي المعارضة لأن الدول الحقيقية العميقة أصحاب الحضارات والتاريخ لا تهدم بهذا السخافات .. الشعب يعرف متي يعارض ومتي ينضم لصفوف الدفاع عن وطنه وهذا مالم يحسب له العدو حساب
بالون الكذب والعنجهية الصهيونية
لقد كانت اثنتا عشرة يوماً كاشفة عن بالون الكذب والعنجهية الصهيونية والقبة “البلاستيكية” .. لقد فشلت حربهم على إيران وخرجت مرفوعة الهامة رغم أنف الكفيل الأمريكي وعملائه في المنطقة.
إن إيران تتمتع بفكر إستراتيجي و لا يمكن لقوى الظلام أن تحطمه .. الدرس الوحيد الذي ربحته هو ظهور الجواسبس و العملاء للعدو داخل إيران
فمن المؤكد أن محاولات إسقاط النظام الإيرانى لن تتوقف وسيتم إبتكار أساليب أخرى لإستنزافه حتى تأتى اللحظة الحاسمة للإنقضاض عليه
لن ينسى العالم صواريخ إيران البالستية كيف كانت قاسية على المرتزقة والمستوطنين في الكيان الصهيوني المحتل ولأول مرة تجري حرب على الأرض المحتلة وتم كسر شوكة الكيان الصهيوني
لماذا قامت الحرب ومن أطلق الشرارة الأولى
كثيراً ما أتسائل لماذا قامت هذه الحرب ومن اطلق الشرارة الأولى ؟ وعندما أقول إسرائيل أو أمريكا فكلاهما كيان واحد لا يتحركان إلّا بموافقة بعضهما البعض .. فعند استلام ترامب الحكم وعد العالم أجمع بالسلام وعليه جاء إلى الشرق الأوسط وزار الملوك والرؤساء و عرف أن البعبع الإيرانى يشكل هاجساً لهذه الدول الخليجية وأن إمتلاك إيران لسلاح نووى ينهى آمال المنطقة فى السلام .. هكذا روج ترامب زيارته للشرق الأوسط وأخذ عهداً أن يريحهم من عدوهم .. وعليه قامت إسرائيل بضرب إيران وقتلت بعض الرؤوس الإيرانية التى تسبب هاجساً لها وبعض المنشآت التى استطاعت أن تصل إليها… وردت إيران على إسرائيل بطريقة لم يكن يتخيلها العالم .. فقررت أمريكا وقف هذه الحرب حتى لا تفقد أذرعها فى الشرق الأوسط ووجودها فقامت بضرب أو تعطيل المفاعلات النووية الإيرانية وبذلك حققت أمريكا حلم إسرائيل مؤقتاً .. ثم أظهرت لدول المنطقة مدى بطشها وأنها لا يردعها رادع بل تفعل ما تريد متى تشاء وعلى بقية دول العالم أن يصرحوا بادانتهم وقلقهم لما يحدث ويطالبون بإيقاف هذه الحرب اللعينة .. فتستجيب أمريكا الحنونة لمطالبهم وتطالب الجميع بوقف الحرب إستجابة لنداء الدول المحبة للسلام .
لأ عهد لهم ولا ذمة
هولاء لا عهد لهم ولا ذمة ستغدر بهم أمريكا والصهاينة هكذا يقول التاريخ.
أبسط شيء قبل الضربة الإستباقية كان يحاولون مغالطة الرأي العام أن الإتفاق النووي قريب وبالتالي تراخت إيران كثيراً وخسرت العديد من قادتها في الضربة الصهيونية الإستباقية وسيكررون هذا الشيء مرة أخرى حتى بعد إعلان الهدنة حتى يستنزفوها ويتم القضاء عليها هكذا سياستهم يقضون على كل من يشكل لهم خطراً فى منطقة الشرق الأوسط
بكل تأكيد لم تصل إسرائيل وأمريكا لأهدافهم سواء القضاء على اليورانيوم أو الحد من الصواريخ البالستية ولا تغيير النظام ولا وضع شروط على إيران بل خسروا مليارات الدولارات ودمار تل أبيب ومسح خرافة القبة الحديدية
بلا شك خرجت إيران منتصرة ومن الممكن أن تكمل مشروعها النووي دون مراقبة دولية وكسرت هيبة إسرائيل في المنطقة .
مكاسب إيران التى لم تحلم بها
و رغم خسائر إيران فى العلماء و بعض البنية التحتية لبرنامجها النووي إلا أن لها مكاسب لم تكن تحلم بها و ربما فاقت الخسائر بكثير .. فقد قامت بتجربة قدرات صوارخيها البالستية والخارقة للصوت على أن تكون أكثر تطوير و اكثر خطورة فى المرات القادمة .. لقد أثبتت أنها ند قادر على أن يؤلم باقي حيوانات الغابة و على رأسهم كبار الحيوانات .. أما أمريكا و الكيان الصهيوني فمكسبهم الوحيد قتل بعض علماء إيران و تدمير بعض المنشآت و تعطيل مؤقت للمفاعلات النووية ..
وفيما يتعلق بغزة
لا نلومن إيران تجاه غزة لأنها قدمت المساعدة لهم في البداية لكن لعب الحلف الصهيوني على إخراس حزب الله و إضعاف اليمن و إبادة أهل غزة و التمكن من إخضاع سوريا الحليف الرئيسي لإيران وهكذا بقيت إيران بمفردها في عملية الدفاع عن النفس و الرد على كل إعتداء .
لكن هناك أسئلة تدور في ذهني ولم أجد لها إجابة : لماذا سمحت الدول العربية بانشاء أكثر من عشر قواعد أمريكية على أراضيها ؟ و لماذا قامت بعض الدول العربية بإعتراض 15% من صواريخ إيران التي كان من الممكن أن تضاعف عدد القتلى و الجرحى و تزيد حجم الدمار في الجانب الإسرائيلي ..
أنا لم أطالب العرب أن يحاربو إسرائيل و يقصفوها .. فقط يتركوا الصواريخ تتجه لإسرائيل دون تدخل
لن تنعم الدول العربية بالسلام إلا إذا نعمت به غزة
سؤال آخر لماذا قدم العرب 5 تريليون دولار لأمريكا في الوقت الذي كانت تعاني فيه من كارثة إقتصادية جراء الكوارث الطبيعية و الصراع الأهلي بين الشرطة و المهاجرين و بسبب تكاليف الحرب الأوكرانية عوضتم كل خسائرهم بل قدمتم لهم 10 أضعاف ما أنفقوه في ثلاث سنوات ؟ لماذا يفعل حكام العرب كل هذا مع من يحاولون تجويع و تهجير و إبادة الشعب الفلسطيني الذى لا حول له و لا قوة .
فى حين أنهم لن ينعموا بالسلام و الأمان إلا إذا نعمت به غزة
فى الأخير بعد حساب المكسب و الخسارة نجد أن المنتصر بلا شك : إيران لأنها فعلت في بني صهيون ما لم تفعله أى دولة فى العالم منذ إعلان قيام هذا الكيان الغاصب .