تل أبيب تحت النار إيران تقلب موازين اللعبة لقد فعلت إيران ما عجز عنه العرب .. عذراً إيران لقد أخطأنا الظن تابع آخر التطورات على تريندات.
بقلم عزة الفشني
ليس حباً لإيران ولكن أعجبني كيف نهضت من ضربة كانت لتسقط دولاً كبيرة في بضع ساعات وردت الصاع صاعين وأعطتنا الأمل فى نهاية الإجرام الصهيونى .. بعد كثرة الإتهامات الموجهة لها حتى اعتقدنا أنها الشيطان الأكبر ..
إيران تقلب موازين اللعبة
ورغم أن ضرباتها لن تقضى على إسرائيل إلا أنها موجعة وأثلجت صدورنا جميعاً .. فأتعجب ممن يرفع شعار اللهم اضرب الظالمين بالظالمين متمنياً هزيمة إيران هل هذا هو وقت الشماته في إيران أن تفرح بضربهم من قبل إسرائيل إن الأعداء يصطفون مع بعضهم عند الشعور بالخطر ولكن نحن نشمت ونتشفي في بعضنا البعض فان المبتهجين بضرب إيران أو غير المبالين بمصير هذه المعركة الوجودية سوف يسدل الستار على آمالهم بالأمن والإستقرار والتنمية لأنهم سيتحولون إلى أذلاء على طاولة الشطرنج في الشرق الأوسط يحركها قادة العدو وفقا لمصالح الغرب و كون إيران عدو للثورة العربية وتدعم الطغاة من العرب …

إيران تقلب موازين اللعبة
هل من شرق أوسط جديد؟
لكن بكل تأكيد أن إسرائيل إذا انتصرت في هذه المواجهة سوف تنظف فلسطين من أهلها .. ثم تضرب تركيا ثم تجرد باكستان من سلاحها .. أما العرب فلا تسأل .. لذلك من مصلحتنا إنتهاء الكيان المحتل ثم لكل حادثٍ حديث هذا الوقت الذي تساند فيه أوروبا وأمريكا وكثير من دول العالم وتشارك بكل الإمدادات عدونا الوحيد وبعد ما أرونا طغيانهم َوقسوتهم التي غلبت الحجر و كلما حافظت إيران على قدرتها النوويه كلما قطعت يدي إسرائيل عنا جميعا أو تجعلها في حالة حذر مستمر و بعد ضرب إسرائيل للمنشآت النووية الإيرانية فما يحدث لم يعد مجرد مناوشات ولا مؤامرات ومكائد ودسائس خفية ولكنه دخل في دائرة الجد والرعب الذي لا مثيل له ولم نعش مثل أجواءه بكل هذه الفظاعة والرعب ..
ونقطة مهمة تحتسب لإيران أنها بعد صدمتها في علماء النووي وكذلك الحرس الثوري وتفكيك بنية الجيش عندها أنها لم تستغرق في الرد سوى ساعات قليلة استطاعت أن تجمع قادتها وتعين قادة جدد وردت الضربة بشكل عنيف هناك تخوف إذا دخلت أمريكا الحرب بشكل مباشر مع إسرائيل ضد إيران فإن المشهد سينقلب رأساً على عقب وسيكون ليس مجرد نزاع اقليمى مثلما يحدث الآن بل سيكون صراع دولى حقيقى أول سؤال سيطرح حينها هل الصين وروسيا سيكتفوا بدور المتفرج على إيران ؟ الإجابة ببساطة لا .. لأنهم على علم أن بعد إيران حتماً سيأتي دورهم .
فأحداث أمريكا كبيرة فهى تلعب على كل الجبهات من ناحية تحاول أن تحاصر الصين فى بحر الصين الجنوبى وتقوم بتسليح تايوان ومن ناحية أخرى تضغط على روسيا من بوابة أوكرانيا .. فهنالك عمق إستراتيجى ومصالح عسكرية و إقتصادية تجمع بين إيران وكلاً من روسيا والصين فالدعم ليس بالضرورة أن يكون مباشراً لكن سنرى دعم بالسلاح و المعلومات و المخابرات و التكنولوجيا ..
أيضاً من الممكن أن يفتحوا جبهات أخرى تشغل أمريكا بكل تأكيد حلفاء إيران لن يقفوا مكتوفي الأيدى لانهم على علم أن المعركة الحالية على أرض إيران ليست مجرد معركة إقليمية بل معركة لتحديد من سيمسك زمام العالم فى السنين القادمة الموضوع كبير غير أن العامل النفسى للشعب الإسرائيلى وإطلاق صفارات الإنذار بشكل مستمر يزيد من الخوف والضغط النفسي على الشعب والجيش الإسرائيلى ويرهق أجهزة الدفاع لديهم ويشتتها لكن للأسف سماء إيران وأرضها مفتوحة ومخترقة فإذا انتهت إيران سيتحولون علي دول الخليج واحدة تلو الأخرى ..
فمن مصلحة العرب مساندة إيران حتي لا يتم مخطط سايكس بيكو جديد للمنطقة وتسود إسرائيل الشرق الأوسط وتستوحش . فالهدف ليس نووي إيران فهو مجرد ذريعة لإسقاطها كقوة إقليمية وهذا يذكرنا بما حدث في العراق عندما تدخلت امريكا فى شؤونه فى عام 2003 بحجة امتلاكه سلاح نووي والذي انتهى بإنهيار العراق كدولة وهذا ما تريده إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية ..
إن ما يحدث مع إيران ما هو إلا مخطط يهدف إلى السيطرة على منطقة الشرق الأوسط لصالح إسرائيل بلا شك كلنا ضد سياسات إيران خاصةً في العراق لكن كلمة الحق إيران مازالت صامدة وتطلق صواريخها نحو إسرائيل فالحرب لم تنتهى بعد والحكم على نهاية إيران في اليوم الثاني من المعركه هو غباء ..
دولة مثل إيران لا يمكن أن تسقط بيومين من المعركة .. واغتيال القادة ليس نهاية الحرب .. و رغم كل الاختلافات في الفكر والعقيدة فلا يجوز مناصرة الصهاينة على العرب ..
علينا أن ندرك أنها ضربة تمثل كل المسلمين بوجه الطغيان والتجبر الغربي وصرخة مدوية لكل أحرار العالم بوجوب كبح جماح هذا الكيان الصهيوني وهي بذات الوقت تستنزف طاقات العدو وتذله وترفع بعض الشيء عن معاناة أهل غزة فأي شخص واعى و يقظ لا يريد السقوط لإيران فهى دولة محورية هامة في المنطقة كمصر و تركيا زوالها سيكون مسمار في نعش إستقرار المنطقة والعلاقات بين الدول لا تبنى على العواطف تبنى على المكاسب لقد انكشفت حقيقة الكيان الصهيوني فهو مجرد نمر من ورق لو اجتمع العرب على كلمة واحدة وانقضوا عليه سوف تنتهى أكذوبة الجيش الذى لا يقهر.
فهناك تعتيم كامل من الرقابة العسكرية الصهيونية وتكتم كامل على الخسائر البشرية والمادية إلا بالقدر اليسير الذي يسمح به الرقيب العسكري وبعض ما يتم تسريبه من صور محدودة وفيديوهات مقتضبة من خلال السكان في مواقع الأحداث مع العلم بأن أي شخص يثبت عليه نشر صور وفيديوهات عن الخسائر يعاقب بالسجن فوراً لارتكابه محظورات تهدد الأمن العام خاصة فيما يتعلق بالمواقع العسكرية والإستراتيجية الحساسة التي استهدفت بالضربات الصاروخية الإيرانية.
إنه الوقت للم الشمل ووضع الخلافات العقائدية جانباً و توحيد الصف الإسلامي ضد العدو الصهيوني المشترك أما الخلافات الجزئية المذهبية فيمكن حلها خلال جلسة واحدة و بورقة وقلم فقط الأهم في هذا العراك الذي يبدو أنه سيطول هو هل استعدت إيران جيداً لكل الإحتمالات الممكنة للحرب ؟ أى لديها مخزون كاف من العتاد والصواريخ الباليستية والفرط صوتية يجعلها تصمد لوقت طويل وتؤلم وتقاوم ؟ مع الأخذ في الاعتبار أن مخزون الكيان ومدده لا ينفد وهو متجدد ولا ينقطع لأن من وراءه أمريكا وغالبية أوروبا : فرنسا – ألمانيا – إنجلترا .
سؤال لكل إنسان عاقل إذا نجحت اسرائيل بتدمير إيران بعد تدمير سوريا وليبيا وحلف المقاومة ما الذي يردعها من إحتلال الدول العربية وإقامة إسرائيل الكبرى وللمطبلين الذين دمروا سوريا بأيدي أبنائها وبدعم أمريكي صهيوني أين أنتم من سوريا .. تدعوا الإسلام ولستم سوى تابعين لأمريكا والصهاينة ..
لقد نجح المحتل الغاصب فى خلق خلافات بين دول الشرق الأوسط وفرقوا تكاتفهم .. فلو أن الشرق توحد وأصبح قوة وجيش واحد يتبع مبدأ من يفكر بضرب أي بلد في الشرق الأوسط سيكون الرد من الجميع على المعتدي بوقت واحد.. ولكن تفرقو وأصبحو يفكرون بالمصالح والمكاسب أولاً ولا هم عندهم بجيرانهم أو أصدقائهم .
يجب أن نتذكر كلام القذافي الذي كان يقوله في المؤتمرات في القمة العربية .. قالها ووصفها وصفاً دقيقاً ينتهون من بلد ويذهبون لحرب مع أخرى وهكذا حالهم .. فمشروع الصهاينة هو إحتلال أكبر مساحة ممكنة تصل لحدود دول الشرق الأوسط أنظر الى خريطتهم الأولى .. وذلك لتكون قبضتهم على الممرات والأماكن الحيوية
ليس هناك من نجاة للعرب والمسلمين إلا عندما يكونون أمة واحدة أو على الأقل يصنعوا من ال 57 دولة حلفاً دفاعياً مشتركاً مثل حلف الناتو عندئذٍ ستكون أمة المليارين أمة عظيمة يعمل لها ألف حساب بين سائر الأمم
الخلاصة :
مهما كان موقفك من النظام الإيراني يجب أن نكون على قلب رجل واحد .. فإذا سقطت إيران فإن مشروع الشرق الأوسط الجديد سيتحقق والهيمنة الإسرائيلية والأمريكية ستتعزز ومن ثم يصبح كل الشرق الأوسط خاضعاً لتلك الهيمنة .. ستتغول إسرائيل وأمريكا ولا أحد يستطيع أن يوقف أطماعهما التي لاحدود لهما .. لذلك على جميع الدول العربية والإسلامية أن ينضموا إلى إيران و ليقفوا جميعاً ضد القطب الواحد المتغطرس والذي يعيث في الأرض فساداً متجاوزاً القوانين الدولية والقيم الإنسانية ..