الرئيسية » فشل غير متوقع بعد تألق لافت.. لغز تراجع سامح حسين في فيلم استنساخ

فشل غير متوقع بعد تألق لافت.. لغز تراجع سامح حسين في فيلم استنساخ

فشل غير متوقع بعد تألق لافت.. لغز تراجع سامح حسين في فيلم استنساخ

by هاني مجدي سليم
0 comments

فشل غير متوقع بعد تألق لافت.. لغز تراجع سامح حسين في فيلم استنساخ 

في كل موسم رمضاني، تبرز أعمال فنية تحظى بقبول جماهيري مفاجئ، تتجاوز التوقعات وتفرض نفسها على المشهد، رغم ضعف إمكاناتها أو تواضع حملاتها الدعائية. وكان برنامج “قطايف” للفنان سامح حسين أحد أبرز هذه المفاجآت في رمضان الأخير، حيث استطاع البرنامج، بأسلوبه البسيط وروحه العائلية، أن يحقق مشاهدات مرتفعة ويترك بصمة واضحة وسط زحام البرامج والمحتوى الترفيهي.

كتب : هاني سليم 

ورغم أن “قطايف” لم يعتمد على إنتاج ضخم أو نجوم من الصف الأول، إلا أنه قدّم محتوى نظيفًا، ذكيًا وخفيفًا، جعله حديث الجمهور والنقاد، بل وأعاد لسامح حسين جزءًا من بريقه، بعد سنوات من الأعمال المتفاوتة.

لكن ما لم يتوقعه أحد، أن يكون هذا النجاح مقدمة لإخفاق سينمائي مدوٍّ، تمثل في فيلمه الأخير “استنساخ”، الذي اعتُبر بمثابة نقلة نوعية في مسيرته الفنية، قبل أن يتحول إلى خيبة أمل كبيرة على مستوى شباك التذاكر والجمهور والنقاد على حد سواء.

   

فيلم واعد… ولكن

عندما تم الإعلان عن فيلم “استنساخ”، بدت الحماسة واضحة، ليس فقط لكونه مشروعًا جديدًا للفنان المعروف بخفة دمه، ولكن لأنه تناول موضوعًا غير معتاد في السينما المصرية: الذكاء الاصطناعي وتداعياته على المجتمع البشري. موضوع جريء وطموح، يفتح الباب أمام مناقشة قضايا أخلاقية وفكرية تمسّ المستقبل القريب.

الفيلم ينتمي إلى تصنيف الإثارة والغموض والخيال العلمي، وهي توليفة نادرة الظهور في السوق المحلي، خصوصًا حين تكون مرتبطة باسم مثل سامح حسين، الذي طالما ارتبط في ذهن المشاهد بالكوميديا الخفيفة والأسلوب العائلي المرح.

لكن كل هذه التوقعات لم تصمد أمام الواقع. فالفيلم لم ينجح تجاريًا، وتراجعت إيراداته بشكل حاد، حيث لم تتجاوز إيراداته الإجمالية 2 مليون و218 ألف جنيه بعد أسبوعين فقط من العرض، وهو رقم يُعد ضعيفًا مقارنةً بأي عمل سينمائي يعتمد على تقنيات حديثة وقصة خيالية معقدة.

عقبات البداية.. والنتيجة المحبطة

منذ لحظة انطلاقه، واجه “استنساخ” سلسلة من العراقيل. تم إلغاء العرض الخاص للفيلم في اللحظات الأخيرة، نتيجة مشكلة تقنية في نسخة العرض، إضافة إلى أزمة أخرى مع الرقابة على المصنفات الفنية بسبب مشهد اعترضت عليه الهيئة. ورغم تجاوز هذه المشكلات لاحقًا، وتنظيم عرض بديل خلال 24 ساعة، إلا أن الانطباع الأول قد تأثر، وهو ما انعكس سلبًا على تفاعل الجمهور والنقاد مع العمل.

وبحسب بيانات شباك التذاكر، فقد باع الفيلم في أسبوعه الثاني 4649 تذكرة فقط، وهي أرقام تعكس بوضوح عدم اهتمام الجمهور بالعمل، رغم الدعاية التي واكبته.

هل أخطأ سامح حسين في اختياره؟

من أهم الأسئلة المطروحة اليوم: هل كان سامح حسين هو الاختيار المناسب لبطولة فيلم من هذا النوع؟ فالجمهور المصري اعتاد رؤية حسين في أدوار كوميدية، بعيدة كل البعد عن ثقل الأفكار التي يطرحها “استنساخ”. المزج بين ممثل كوميدي وموضوع علمي ثقيل قد يبدو مغريًا نظريًا، لكنه على أرض الواقع، تطلب معالجة درامية دقيقة وقدرات إنتاجية وتقنية ربما لم تكن حاضرة بالشكل الكافي.

كما أن التسويق للفيلم لم يكن على مستوى طموح صناعه. لم تبرز الحملة الإعلانية نقاط التميز، ولا ركزت على عناصر الجذب، فبقي “استنساخ” في الظل، مقارنة بأعمال أقل طموحًا لكنها أكثر حضورًا إعلاميًا.

الفكرة وحدها لا تكفي

من الإنصاف أن نقر بأن فكرة “استنساخ” كانت جريئة وتستحق التقدير. التناول السينمائي لقضية الذكاء الاصطناعي في مجتمع ما زال يتلمس الطريق في هذا المجال، يُعد محاولة طموحة لفهم تأثيرات التكنولوجيا المتسارعة على الإنسان. لكن كما هو معلوم في عالم الفن، الفكرة الجيدة وحدها لا تضمن النجاح.

السيناريو لم يكن محكمًا بما يكفي، والإخراج افتقد للتماسك في بعض المواضع، كما أن الإيقاع العام للفيلم شابه التردد، ما جعل الجمهور يفقد الاهتمام في منتصف الطريق. حاول المخرج والمؤلف عبدالرحمن محمد تقديم خلطة تمزج بين الخيال العلمي والتشويق، بمشاركة فنانين مثل هبة مجدي، هاجر الشرنوبي، ومحمد عز، إلا أن المعالجة لم تنجح في تحقيق التجانس بين الفكرة والتنفيذ.

 النجاح الرمضاني لا يُستنسخ سينمائيًا

يبدو أن سامح حسين دفع ثمن محاولة الخروج من النمط المعتاد، وهي مخاطرة تُحسب له فنيًا، لكنها لم تجد الصدى الجماهيري المرجو. النجاح الذي حققه في “قطايف” كان نابعًا من تواصله الصادق مع الجمهور، وبساطة الطرح، في حين أن “استنساخ” حمل طموحات أكبر من قدراته الإنتاجية وربما حتى من طاقة الجمهور على التفاعل مع محتوى غير مألوف.

الدرس الأهم هنا أن الانتقال من الشاشة الصغيرة إلى السينما لا يكفيه النجاح الجماهيري فقط، بل يتطلب وعيًا بطبيعة السوق، وتوقيتًا مناسبًا، ومعالجة فنية توازن بين الطموح والإمكانيات.

ويبقى الأمل قائمًا أن يتعلم سامح حسين من هذه التجربة، ويعود بأعمال سينمائية تلامس قوته الحقيقية كممثل، دون أن يتخلى عن رغبته في التطوير والتجديد.

المزيد: النجوم تكتب فصولًا جديدة.. خارطة الأبراج ليوم الخميس ترسم محاور الحب والنجاح والشفاء

You may also like

Leave a Comment

Are you sure want to unlock this post?
Unlock left : 0
Are you sure want to cancel subscription?
-
00:00
00:00
Update Required Flash plugin
-
00:00
00:00