جامعة الملك فيصل تبرز في الابتكار الدولي بـثلاثة اختراعات متميزة
حققت جامعة الملك فيصل إنجازًا علميًا جديدًا على الصعيد الدولي، بحصولها على ثلاث ميداليات مرموقة في معرض جنيف الدولي للاختراعات في نسخته الخمسين، والذي يُعد أحد أبرز المنصات العالمية لاستعراض الابتكارات والاختراعات العلمية. وتمكّنت الجامعة من نيل ميدالية ذهبية وفضية وبرونزية عن ثلاث براءات اختراع مبتكرة، وسط تنافس شديد ضم أكثر من 1000 اختراع ممثلين لـ35 دولة من مختلف أنحاء العالم، ومشاركة واسعة من جامعات ومراكز أبحاث ومؤسسات دولية رائدة.
كتب: هاني سليم
التميز البحثي والابتكار في خدمة الاستدامة
جاء هذا التتويج ثمرة لجهود مكثفة بذلتها فرق البحث العلمي في الجامعة، حيث تم التركيز على تقديم حلول مبتكرة ومستدامة، تعتمد على توظيف الموارد الطبيعية المحلية ومعالجة التحديات البيئية. وقد توزعت الميداليات التي حصدتها الجامعة على النحو التالي:
-
الميدالية الذهبية: حصلت عليها الجامعة عن مشروع ريادي لتوليد الكهرباء من مياه الصرف الصحي باستخدام سعف النخيل، وهو ما يمثل اختراقًا علميًا في مجال الطاقة النظيفة، حيث يعتمد الابتكار على تحويل النفايات العضوية إلى مصدر طاقة فعال ومستدام، مستفيدًا من الموارد الزراعية المحلية في المملكة.
-
الميدالية الفضية: نالتها الجامعة عن تطوير فلاتر طبيعية لمعالجة المياه، تعتمد على مواد صديقة للبيئة وقابلة للتحلل، وتساهم في تحسين جودة المياه ومعالجة الشوائب بطريقة فعالة وبتكلفة منخفضة، ما يعزز من استخدام هذه التقنية في المناطق الريفية والنامية.
-
الميدالية البرونزية: مُنحت للجامعة عن ابتكار مادة جديدة أطلق عليها اسم “الخشب الزجاجي“، تم إنتاجها من بذور التمر، حيث تتميز هذه المادة بخصائص ميكانيكية وبيئية متميزة، مما يفتح المجال لاستخدامها في تطبيقات صناعية متعددة كالبناء والتغليف والديكور.
تحول البحث العلمي إلى قوة اقتصادية
في تعليق له على هذا الإنجاز، أعرب رئيس الجامعة الدكتور عادل بن محمد أبو زناده عن فخره بالنتائج المشرفة التي حققها باحثو الجامعة، مشيرًا إلى أن هذه المشاركات الدولية تأتي ضمن استراتيجية الجامعة الرامية إلى تفعيل دور البحث العلمي في خدمة الاقتصاد الوطني وتعزيز الشراكة مع القطاع الصناعي.
وأضاف الدكتور أبو زناده أن الجامعة تسعى بجدية إلى تحويل مخرجات البحث والتطوير إلى منتجات وتطبيقات قابلة للتسويق والتبني من قبل المستثمرين والجهات المعنية، مما يعزز من القيمة المضافة للبحث العلمي ويدعم التوجه نحو اقتصاد معرفي مستدام.
كما أشار إلى أن الجامعة تعمل على بناء بيئة حاضنة ومحفزة للابتكار، من خلال توفير البنية التحتية المتقدمة، وتقديم الدعم للباحثين، وتبني سياسات تشجع على تسجيل براءات الاختراع، بالإضافة إلى فتح قنوات تعاون فعّالة مع الجهات المحلية والدولية.
تجسيد لرؤية المملكة 2030
يتماشى هذا الإنجاز العلمي مع تطلعات رؤية المملكة 2030، التي تولي اهتمامًا كبيرًا بتعزيز دور البحث العلمي والابتكار كركيزة أساسية في التحول نحو اقتصاد متنوع ومبني على المعرفة. وتسعى جامعة الملك فيصل من خلال مشاركاتها في المحافل الدولية إلى تأكيد مكانة المملكة كمركز إقليمي وعالمي للبحث والابتكار، من خلال تبني تقنيات حديثة تراعي الجوانب البيئية والاجتماعية، وتستثمر في الطاقات الشبابية والكفاءات الوطنية.
تمثل مشاركة جامعة الملك فيصل في معرض جنيف للاختراعات نموذجًا ناجحًا للتكامل بين العلم والابتكار والتنمية، وتؤكد أن الجامعات السعودية باتت تلعب دورًا محوريًا في تقديم حلول حقيقية للتحديات المعاصرة، سواء في مجالات الطاقة أو البيئة أو الصناعة. وهي بذلك تفتح آفاقًا جديدة أمام الباحثين والمبتكرين، وتسهم في بناء مستقبل أكثر إشراقًا للمملكة على المستويين المحلي والدولي.