الرئيسية » ياسين بين الطفولة الضائعة و العجوز المتصابى .. لام شمسية على أرض الواقع

ياسين بين الطفولة الضائعة و العجوز المتصابى .. لام شمسية على أرض الواقع

by محمد عجاج زيدان
0 comments

ياسين بين الطفولة الضائعة و العجوز المتصابى .. لام شمسية على أرض الواقع

حارب البعض مسلسل لام شمسيه على إعتبار أنه لا يجب أن نفتح عيون أطفالنا على مثل هذه الأشياء إلى أن استيقظنا ذات يوم على واقعة الطفل ياسين الذى اغتيلت براءته وهو لم يكمل السادسة من عمره .

بقلم / عزة الفشني

كل من علم بحادثة ياسين تملكه الحزن وتخيل ابنه فى نفس الموقف وأصبح الشعور بالقهر والإحباط يخيم على كل بيت داخل مصر لقد وصلنا لمرحلة غاية في الصعوبة فيها كمية شر و انحلال لا يمكن أن يستوعبه العقل البشرى كيف تخطى الفساد الحدود وأصبح سائد

ريا وسكينة العصر الحديث

من الواضح أن الكل على علم بالأمر بدءاً من مديرة المدرسة والعاملة والمدرسة التى قبلت أن تشهد زوراً لتكون طوق النجاة للمجرم وفي رأيي أن هناك أطراف أخرى يجب أن تجلب للقضاء لتتضح أبعاد هذه القضية نحن أمام ريا وسكينة أخرى في العصر الحديث ويجب ان توفر ظروف محاكمة شاملة وكاملة وتحريات دقيقة تكلف من قبل المحكمة وليس من قبل شخص يمكن شراؤه بالمال خاصةً بعد افتضاح أمر الرشاوي المعروضة والبالغة أكيال من الذهب يجب إعادة عرض الطفل على لجنة من الأطباء الشرعيين وليس طبيباً واحداً … لجنة تحددها المحكمة .. التواطؤ كبير و الرشاوي تشكل بعداً مهماً في هذه القضية.
هذه قضية رأي عام وقضية مجتمع وقضية شرف وعرض وقضية أولياء أمور غافلين عن كثير من الحقائق .

ما يؤجج مشاعرنا أن هذه الواقعة المشينة حدثت في منبع التربية والتعليم ذاك المكان المقدس الذي له قدسيته وإحترامه مثله مثل المسجد والكنيسة

تحرش وهتك عرض

الغريب أن هذه المدرسة يتسابق الأهالى لإلحاق أبناءهم بها ويدفع ولي الأمر مبلغ وقدره ليظل إبنه في مستوي تعليمى راقي لكن ما حدث هو رجوعه لأهله مذبـوح رجولته فى مكان من المفترض يشعره بالأمان لكنه لم يجد لا دعم ولا مساندة ولا حماية ولا إدارة مدرسية عادلة بل وجد مجرم انتهك جسده ومدرسة تحمي هذا المجرم وكأنه فوق القانون.
شئ مخزي ومحزن عندما لم يجد الطفل الطمأنينة في مدرسته بل وجد التحرش وهتك العرض فمثل هذه الجرائم ستظل مستمرة طالما لم تجد من يردعها وللأسف مواثيق حماية الأطفال لا تطبق ولا تفعل بشكل ناجز و سريع .
من المؤكد أن حالة ياسين ليست الأولى من نوعها بل هناك حالات كتيرة ربما لا استبعد أن تكون في نفس المدرسة .
ما ذنب هذا الطفل ضحية الكهل المتصابى الذي سيظل يعالج نفسياً و يدفع الثمن طيلة حياته وكأن كل ذنبه عندما ذهب إلى مدرسته لكى يحقق حلمه وحلم أسرته فى أن يصبح دكتوراً أو مهندساً وكأن ليس له الحق أن يحلم سُلبت براءته و طفولته وأصبحت أحلامه مؤجلة وربما ملغية .

أصبحنا فى مجتمع مخيف ذئب يسلب براءة طفل ليس له أى ذنب من أجل إشباع غرائزه الدنيئة

ربما هناك أطفال كثر تخاف أن تحكي طالما ظللنا ندفن رؤوسنا في الرمال خوفاً من معتقدات خاطئة عفا عليها الزمن فستظل مثل هذه الأمور والانتهاكات في حق أطفالنا وربما تزيد فمن الواضح ان ياسين لم يكن أول ضحية لهذه المدرسة

إنضباط وحزم وقيم أخلاقية

ما زاد من استيائى بيان وزارة التربية والتعليم وما يحمله من سلبية وعدم تحمل المسؤولية هذا البيان يدين الوزارة أكتر لأنها معترفة أن الواقعة حدثت منذ أكتر من عام و لم يتخذ إجراء أو عقوبة إلى الآن وهذا عار عليها .


لا أنكر أن المرضى النفسيين موجودين فى كل مكان سواء مدارس مسيحية أو حتى أزهرية لا دخل للطائفية فى هذا الأمر
هناك مثلاً التاريخ المحترم لمدارس الراهبات وأنا كنت طالبة لإحدى هذه المدارس وأتذكر كيف كانوا يعلموننا الدين والإنضباط والحزم والقيم الأخلاقية والإحترام ومازالت حتى الآن .

المشكلة إنتشار هذه الواقعة في مدارس كتيرة

إن نسبة التحرش في الأونة الأخيرة ارتفعت بشكل كبير فهناك أحداث كتيرة قبل ذلك أيضاً كالذى تحرش بطفلة فى حمام إحدى المساجد وطفلة البامبرز وغيرها وغيرها من قضايا التحرش … كنا نخشى علي البنات أما في وقتنا الحالي حتي الطفل الرضيع أصبح في خطر

ما حدث هو كارثة إنسانية بكل ما تحمله الكلمة من معنى ولابد من التصدى لها بكل حزم من جميع الجهات

رسالة إلى الآباء والأمهات

يا كل أب ويا كل أم حاوطوا أبناءكم بالطمأنينة علموهم يتحدثون دون خوف علموهم أن حضنكم أمان وأنكم درعهم الحصين في الدنيا علموهم كيفية الدفاع وحماية أنفسهم ضد أى تحرش على أن يخبروكم كيف كان يومهم الدراسى دون خوف أو تردد يمكن الولد إذا كانت لديه ثقة أنه لا يجب أن يخفى شئ علي الأم مهما حدث كان من الممكن اكتشاف هذه الكارثة فى وقت مبكر لكن الخوف والتوتر وسنه الصغير جعله ضحية لهذا الكهل المريض .

أولادكم أمانة فى أعناقكم سوف تسألون عنها أمام رب العالمين

أناشد وزير التربية و التعليم تركيب كاميرات فى مداخل الحمامات فهذى ليست رفاهية بل باتت ضرورة ملحة لمنع جرائم كتيرة تحدث فى حق أبناءنا كما يجب أن يقتصر التعامل بالروضات والمرحلة الابتدائية علي النساء فقط من العاملات حتي المديرة وكذلك الإداريين

في انتظار القصاص العادل

أخيراً إلى قضاء مصر الشامخ و العادل
نطالب بتحقيق العدالة الناجزة و السريعة لكى نطفئ نار صدورنا من مرتكبى هذا الفعل الشنيع فلابد من محاكمة سريعة علي الهواء ويتم الحكم بعقوبة مشددة على كل من تسول له نفسه إرتكاب مثل هذه الجرائم ولا تأخذكم بهم شفقة ولا رحمة فنحن في إنتظار القصاص العادل فهو ليس حق ياسين وأهله فقط بل حق مجتمع كامل يريد أن يشفى غليله من هذا الذئب البشري عليه من الله ما يستحق

You may also like

Leave a Comment

Are you sure want to unlock this post?
Unlock left : 0
Are you sure want to cancel subscription?
-
00:00
00:00
Update Required Flash plugin
-
00:00
00:00