هل يجوز وضع ميك أب خفيف أثناء الحج؟.. دار الإفتاء توضح الضوابط الشرعية

هل يجوز وضع ميك أب خفيف أثناء الحج؟.. دار الإفتاء توضح الضوابط الشرعية

 

 

أثناء الحج؟.. يثور تساؤل متكرر بين النساء المقبلات على أداء فريضة الحج، وهو: هل يجوز استخدام مستحضرات التجميل أو وضع “ميك أب” خفيف خلال فترة الإحرام؟ خاصةً في ظل ارتفاع درجات الحرارة وطول مدة المناسك، وهو ما قد يدفع البعض لاستخدام بعض الكريمات الواقية أو مخفية العيوب.

في هذا السياق، قدمت الدكتورة زينب السعيد، أمينة الفتوى بدار الإفتاء المصرية، توضيحًا دقيقًا يضع الأمور في نصابها الشرعي الصحيح، خلال استضافتها في برنامج “حواء” الذي تقدمه الإعلامية سالي سالم على قناة “الناس”.

الاستخدام المباح للكريمات أثناء الحج

أكدت الدكتورة زينب أن المرأة يمكنها استخدام بعض الكريمات ومستحضرات العناية بالبشرة خلال الحج، بشرط أساسي وهو أن يكون الهدف علاجيًا أو وقائيًا، وليس للتجمّل أو الزينة. وأضافت أن الكريمات التي تُخفي عيوب الوجه أو الهالات السوداء تحت العينين، لا تُعد محرّمة ما دامت تُستخدم بغرض التخفيف من الأذى النفسي أو الجسدي، أو لمعالجة مشاكل البشرة، وليس بهدف الزينة.

 

وشددت على أن النية هي العامل الأساسي في الحكم الشرعي، فإذا كانت النية هي الزينة أو التجمل للظهور بشكل جميل، فالأولى بالمرأة أن تمتنع عن ذلك خلال فترة الإحرام، التزامًا بأحكام الشريعة وأدب الفريضة.

الإحرام وضوابط التزيّن: ما هو المسموح وما هو الممنوع؟

أوضحت أمينة الفتوى أن فترة الإحرام تُعد مرحلة خاصة في مناسك الحج، ولها أحكامها المحددة، ومن بينها الامتناع عن كل ما فيه تزيُّن أو تطيُّب، سواء للرجال أو النساء. ولهذا، فإن استخدام العطور أو الكريمات المعطّرة، أو حتى المكياج الملوّن بغرض الزينة، يُعد من المحظورات التي تُفسد الإحرام أو تنقص من أجره.

لكنها في الوقت نفسه فرّقت بين ما يُستخدم بغرض الزينة وما يُستخدم للحماية أو العلاج، مثل واقي الشمس أو المرطبات الطبية، مؤكدة أن هذه الأمور مباحة أثناء الإحرام طالما لم تكن النية التجمّل أو جذب الأنظار.

هل يجوز استخدام واقي الشمس أثناء الإحرام؟

من أكثر الأسئلة شيوعًا أيضًا بين النساء هو حكم استخدام واقي الشمس خلال الطواف والسعي، خاصة مع حرارة الشمس القاسية في مكة المكرمة. وقد أجابت الدكتورة زينب السعيد بأن استخدام واقي الشمس جائز حتى أثناء الإحرام، بشرط أن يكون القصد منه الحماية من الأشعة الضارة وليس الزينة.

وأضافت أنه حتى إذا كان الكريم يحتوي على رائحة خفيفة أو لون بسيط، فلا حرج في استخدامه ما دام الهدف منه وقائيًا أو علاجيًا، لأن الضرر الذي قد يصيب الجلد من الشمس يعتبر مبررًا شرعيًا لاستخدام هذه المواد.

بعد التحلل من الإحرام.. هل تعود المرأة لاستخدام المستحضرات؟

أشارت أمينة الفتوى إلى أن التحلل من الإحرام يُنهي فترة المنع من استخدام مستحضرات التجميل والعطور. فبمجرد أن تنتهي المرأة من مناسك الإحرام وتتحلل منه، يمكنها العودة لحياتها اليومية المعتادة، واستخدام ما تشاء من مستحضرات التجميل، دون أن يكون في ذلك أي مخالفة شرعية.

كما نوّهت إلى أن بعض النساء يبقين في مكة أو المدينة لفترة بعد انتهاء المناسك، وهنا لا بأس أن تعود المرأة لاستخدام أدوات الزينة والمكياج بشكل طبيعي، بشرط أن تراعي الاحتشام والآداب العامة التي يجب الالتزام بها في الأماكن المقدسة.

الزينة في الحج: بين الرخصة والمنع

تلخص الفتوى المقدمة من دار الإفتاء المصرية الفرق الجوهري بين الزينة المحرّمة والزينة المباحة في الحج. فالتزيُّن بغرض إخفاء عيوب البشرة أو التخفيف من أذى نفسي أو عضوي لا يدخل في دائرة المحظورات، لأن الغاية هنا ليست التجمّل، بل المعالجة أو الوقاية.

أما التزيُّن الذي يهدف إلى التجمّل وإبراز الجمال، فهو مما يُنهى عنه أثناء الإحرام، سواء باستخدام المكياج أو الطيب أو حتى ارتداء ما يجذب الأنظار.

خلاصة الفتوى: النية تحدد الحكم

ختمت الدكتورة زينب السعيد حديثها بالتأكيد على أن النية هي مفتاح الحكم الشرعي في هذه الأمور، فإذا كان القصد هو العلاج أو الوقاية، فالأصل الإباحة، أما إن كان القصد التجمّل والزينة، فالأولى اجتنابه التزامًا بقدسية الفريضة ومراعاةً لأحكام الإحرام.

 

وبالتالي يُنصح النساء المقبلات على الحج بضرورة الرجوع إلى العلماء وطلبة العلم الثقات في الأمور التي تلتبس عليهن حتى يؤدين مناسكهن على الوجه الأكمل دون الوقوع في ما قد يُنقص من أجرهن أو يُفسد عليهن عبادتهن.

إعداد وفاء عبد السلام

Related posts

المفارقة الكبرى : صنع الغرب للمشروع النووي الإيراني .. أمريكا و المزرعة البلهوية    

هل قراءة القرآن بصورة جماعية بدعة ؟.. «دار الإفتاء تُجيب»

ما حكم صيام رأس السنة الهجرية الجديدة؟ « الإفتاء تُجيب »