الرئيسية » هل يجوز نحتفل بالمولد النبوي.. بالعبادة والذكر والفرح “الإفتاء تُجيب “

هل يجوز نحتفل بالمولد النبوي.. بالعبادة والذكر والفرح “الإفتاء تُجيب “

by وفاء عبد السلام
0 comments

هل يجوز نحتفل بالمولد النبوي.. بالعبادة والذكر والفرح “الإفتاء تُجيب ”

كتبت: وفاء عبدالسلا

المولد النبوي.. .. تلقت دار الإفتاء المصرية سؤالًا عبر موقعها الرسمي جاء نصه: «هل يجوز تخصيص ليلة المولد النبوي بالذكر والقيام؟»وأجابت الدار مؤكدة أن الاحتفال بذكرى مولد سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم يُعد من أعظم القربات وأفضل الأعمال، لأنه يعكس محبة المسلمين لرسول الله الذي هو أصل من أصول الإيمان، مستشهدة بقول النبي الكريم ﷺ: «لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين».

وأوضحت دار الإفتاء أن مظاهر الاحتفال بالمولد تتنوع بين الاجتماع على الذكر، الإنشاد بمدحه الشريف، قراءة سيرته العطرة، الاقتداء بأخلاقه، إطعام الطعام والتصدق على الفقراء، إدخال السرور على الأهل والأقارب، والبر بالجار والأصدقاء، وكلها مظاهر تعبر عن الفرح بقدومه وشكر الله تعالى على منته بولادته المباركة.

آراء العلماء في فضل يوم المولد الشريف

أكدت دار الإفتاء أن جمهور العلماء عبر العصور قد استحبوا تعظيم يوم ميلاد النبي ﷺ بإظهار الشكر لله عز وجل، ويكون ذلك بالصيام، والإكثار من الذكر والدعاء وقراءة القرآن، وهي السنن التي جرى عليها عمل المسلمين في مختلف الأقطار.

 

وقد نقلت عن مفتي مكة المكرمة قطب الدين النهروالي الحنفي أن الاحتفال في مكة كان يشمل زيارة موضع ولادة الرسول، واجتماع العلماء والأعيان، وإنارة الشموع والفوانيس، والخروج في الأسواق بالفرح والسرور، معتبرًا هذه المظاهر «بدعة حسنة» لتعظيم قدر النبي صلى الله عليه وآله وسلم.

كما أشار الإمام ابن الحاج المالكي إلى أن الأزمنة المباركة تزداد شرفًا بما يقترن بها من أحداث عظيمة، مؤكّدًا أن صوم يوم المولد له فضل كبير، لما فيه من زيادة الأجر وتكثير أعمال البر، داعيًا إلى استثمار هذا الشهر الكريم في الطاعات والقربات.

المذاهب الإسلامية ومظاهر الاحتفال عبر التاريخ

أجمع عدد كبير من علماء المذاهب الأربعة على جواز الاحتفال بالمولد الشريف إذا كان في إطار الطاعات والذكر وشكر الله تعالى. فالشافعية والمالكية والحنفية نصوا على استحباب الاجتماع لمدح الرسول وقراءة سيرته وتوزيع الصدقات، بينما تحفظ بعض علماء الحنابلة على المبالغة في المظاهر الشكلية، لكنهم لم يمنعوا مطلقًا إظهار الفرح بقدوم النبي الكريم.

وعلى مر التاريخ الإسلامي، شهدت بلاد المسلمين مظاهر احتفال متنوعة، فقد عُرف في مصر الفاطمية إقامة الولائم الضخمة وتوزيع الحلوى، بينما في بلاد الشام والمغرب كان الاحتفال يأخذ طابعًا شعبيًا ودينيًا بقراءة القرآن والابتهالات. أما في مكة المكرمة والمدينة المنورة فكان الناس يجتمعون حول العلماء والفقهاء للذكر والإنشاد الديني.

وبذلك يتضح أن تخصيص ليلة المولد النبوي بالذكر والقيام من الأعمال المشروعة، بل ومن السنن الحسنة التي تعكس محبة الأمة لنبيها وتربطها بسيرته العطرة وأخلاقه الكريمة.

You may also like

Leave a Comment

Are you sure want to unlock this post?
Unlock left : 0
Are you sure want to cancel subscription?
-
00:00
00:00
Update Required Flash plugin
-
00:00
00:00