هل يجوز الوضوء داخل الحمام؟.. أمين الفتوى بدار الإفتاء يوضح

هل يجوز الوضوء داخل الحمام؟.. أمين الفتوى بدار الإفتاء يوضح

كتبت: وفاء عبدالسلام

 

الوضوء داخل الحمام….في إطار التوعية الدينية وتصحيح المفاهيم الخاطئة لدى بعض المسلمين، حلّ الدكتور حسن اليداك، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، ضيفًا على برنامج «فتاوى الناس» المذاع عبر قناة «الناس»، حيث تناول عددًا من القضايا الدينية التي تشغل بال الجمهور، من بينها مسألة الوضوء داخل الحمام، والتي تثير تساؤلات متكررة لدى كثير من الناس، خاصة في ظل التغيرات المعمارية الحديثة التي جعلت الحمامات أكثر نظافة وتنظيمًا.

سؤال شائع: هل يصح الوضوء داخل الحمام؟

خلال اللقاء، طرح مقدم البرنامج على الدكتور حسن اليداك سؤالًا مباشرًا حول جواز الوضوء في الحمام، وهل يعد ذلك مخالفًا للشرع أو مكروهًا من الناحية الدينية. وهو سؤال يتردد كثيرًا خاصة من المصلين الذين يواجهون ضيقًا في المساحة أو لا يتوفر لديهم مكان مخصص للوضوء خارج دورة المياه.

وقد جاء رد أمين الفتوى واضحًا وصريحًا، مؤكدًا أن الوضوء داخل الحمام جائز شرعًا ولا حرج فيه، ما دام قد توفرت فيه الشروط الأساسية لصحة الوضوء.

الفتوى الشرعية: الوضوء داخل الحمام جائز

قال الدكتور حسن اليداك إن الشرع لم يُقيد مكان الوضوء بمكان معين، بل العبرة في صحة الوضوء تكون بتوفر شرطين أساسيين:

1. استخدام ماء طاهر غير مختلط بنجاسة.

2. غسل الأعضاء المخصوصة بالنية امتثالًا لأمر الله تعالى.

 

وأشار إلى أن الوضوء لا يُشترط أن يتم في مكان معين، بل هو عبادة يمكن أداؤها في أي مكان طاهر، سواء كان ذلك داخل دورة المياه أو خارجها، ما دام الإنسان حريصًا على الطهارة وعدم التعرض لنجاسة.

تطور دورات المياه الحديثة ودورها في تسهيل العبادة

لفت اليداك إلى أن كثيرًا من الناس يظنون أن دورات المياه نجسة بطبيعتها، وبالتالي لا يصح الوضوء داخلها. لكنه أوضح أن هذا الاعتقاد ليس دقيقًا في ضوء الواقع الحالي، حيث أصبحت دورات المياه، سواء في المنازل أو المساجد أو الأماكن العامة، مجهزة على نحو صحي ونظيف، وتتم صيانتها بشكل دوري، مما يجعلها صالحة لاستخدام الطهارة.

وأكد أن وجود الحوض المخصص للوضوء داخل الحمام لا يغيّر من الحكم، طالما أن الموضع نفسه خالي من النجاسة الظاهرة، والماء المستخدم نظيف وطاهر.

هل يستحب تجنب ذكر اسم الله داخل الحمام؟

في سياق الحديث، أشار الدكتور حسن اليداك إلى نقطة مهمة تتعلق بآداب الوضوء داخل دورة المياه، وهي عدم ذكر اسم الله بصوت مسموع أثناء التسمية، نظرًا لأن الحمام موضع تُستحب فيه مراعاة أدب الحديث والذكر.

وقال إن الشخص إذا أراد أن يُسمي قبل الوضوء، فيُستحب أن تكون التسمية بالقلب أو بهمس دون الجهر، احترامًا لقدسية اسم الله تعالى، واتباعًا للآداب الشرعية المتفق عليها.

حكم النية في الوضوء داخل الحمام

وفيما يتعلق بنية الوضوء داخل الحمام، أوضح أمين الفتوى أن النية محلها القلب، ولا يشترط التلفظ بها، وبالتالي فإن نية الشخص للوضوء تُعتبر صحيحة بمجرد توجهه لغسل الأعضاء طاعة لله تعالى، سواء نطقها أم لم ينطقها، مشيرًا إلى أن النية لا تتأثر بالمكان.

وأكد أن الكثير من الناس يُثقلون على أنفسهم بأمور غير لازمة، والواجب هو تبسيط الأمور ما دام الشرع قد أجازها ولم يُشدد فيها.

الفقهاء وأقوال العلماء حول الوضوء في دورات المياه

أوضح الدكتور اليداك أن جمهور العلماء من مختلف المذاهب الإسلامية لم يحرّموا الوضوء داخل دورة المياه، بل أباحوه ما لم يكن هناك ضرر أو نجاسة.

وأشار إلى أن بعض العلماء كرهوا فقط التسمية والجهر بالذكر داخل الحمام، ولكنهم لم يختلفوا في صحة الوضوء نفسه، مستشهدًا بفتاوى كبار العلماء ومراجع الفقه المعتبرة، التي أكدت أن العبرة ليست بالمكان، بل بطهارة الماء واستيفاء شروط الوضوء.

لا تشدد في الدين.. واليسر هو الأصل

في ختام حديثه، شدد الدكتور حسن اليداك على ضرورة رفع الحرج عن الناس في الأمور الدينية، مؤكدًا أن الإسلام دين يسر وليس دين عسر، وأن الأحكام الشرعية تقوم على أساس التيسير ما دام ذلك لا يخل بثوابت الدين.

 

وأكد أن من الخطأ الشائع أن يمنع الإنسان نفسه من أداء الوضوء والصلاة لمجرد أنه ليس لديه مكان خارجي للوضوء، طالما أن الشروط الشرعية متوفرة، فإن الطهارة صحيحة والعبادة مقبولة بإذن الله تعالى.

خلاصة القول: لا حرج في الوضوء داخل الحمام

وفي نهاية اللقاء، أعاد الدكتور حسن اليداك التأكيد على أن الوضوء في الحمام لا يتعارض مع أحكام الشريعة الإسلامية، مشددًا على أن المهم هو طهارة الماء، ونية الطهارة، واستيفاء شروط الوضوء كما جاءت في السنة النبوية المطهرة.

ونصح المشاهدين بعدم الالتفات إلى الوساوس أو الشكوك التي تُثقل كاهل المسلم، داعيًا إلى التعلم الصحيح لأحكام الدين من مصادر موثوقة مثل دار الإفتاء وعلمائها المؤهلين.