هل يجوز إجبار المرأة بالمشاركة في مصاريف البيت؟.. «الإفتاء تُجيب»

هل يجوز إجبار المرأة بالمشاركة في مصاريف البيت؟.. «الإفتاء تُجيب»

كتبت: وفاء عبدالسلام

 

ورد إلى دار الإفتاء المصرية عبر موقعها الرسمي سؤال من سيدة تقول إنها تمتلك أموالًا خاصة تأتيها من أسرتها، ولا علاقة لها بأموال زوجها، وإنها تنفق أحيانًا من هذه الأموال على المنزل والأولاد دون علمه، وتتساءل: هل يحق لزوجها أن يُلزمها بالمشاركة في مصاريف البيت أو يطلب منها الدفع؟

فتوى دار الإفتاء: أموال الزوجة ملك لها

أكدت وسام الخولي، أمينة الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن للزوجة الحق الكامل في التصرف في أموالها الخاصة كيفما تشاء، ولا يحق للزوج إلزامها بالإنفاق على المنزل أو المشاركة في النفقات من مالها الخاص، إلا إذا رغبت هي في ذلك برضاها.

 

وأوضحت أن هذه الأموال، سواء جاءت من الأهل أو من أي مصدر مشروع آخر، تبقى ملكًا خالصًا للزوجة، ولها حرية التصرف فيها. وإذا أنفقت منها على البيت أو الأولاد، فإنها تُثاب على ذلك بأجرين: أجر الصدقة وأجر صلة الرحم.

وأضافت أن للزوج أن يطلب من زوجته المساعدة في حالات الضيق أو الحاجة، من باب المعاشرة بالمعروف، لكن لا يحق له إجبارها على الدفع؛ لأن المال ملكها الخاص.

رأي الإفتاء في مسؤوليات الزوج

وفي سياق متصل، قال الدكتور علي فخر، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن الزوج المثالي هو من يتحمل مسؤولياته كاملة، لكن بعض الأزواج يعانون من ضعف في تحمل المسؤولية نتيجة التربية الخاطئة منذ الصغر، حيث اعتادوا على الاعتماد الكامل على أهلهم دون مواجهة تحديات الحياة.

وأشار إلى أن بعض الأزواج لم يختاروا حتى شريكة حياتهم بأنفسهم، ولم يشاركوا في تجهيز بيت الزوجية، وهو ما يجعلهم يفتقرون إلى الخبرة في إدارة حياتهم الأسرية.

التربية وأثرها في تحمل المسؤولية

أكد فخر أن تعليم الأبناء تحمل المسؤولية منذ الصغر أمر ضروري، مثل جعل الطفل يحمل حقيبته المدرسية ويهتم بممتلكاته الخاصة، حتى ينشأ قادرًا على اتخاذ القرارات وتحمل عواقبها.

وبيّن أنه عندما يتعلم الأبناء من أخطائهم ويُعطَون حرية اتخاذ القرار مع المراقبة، فإنهم يصبحون أكثر نضجًا واستعدادًا لقيادة أسرهم مستقبلًا.

حدود طاعة الزوجة لزوجها

اختتم فخر بالتأكيد على أن الزوجة يجب أن تطيع زوجها فيما يأمرها به ما لم يكن في معصية، خاصة في الأمور الزوجية الخاصة، مستشهدًا بقول الله تعالى:
“وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ وَاللهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ” (البقرة: 228).

Related posts

قرعة نارية.. الأهلي والزمالك في مواجهة عمالقة أوروبا بكأس العالم لكرة اليد

تحذيرات طبية: مكيفات الهواء قد تنقل بكتيريا «الفيلقية» وأمراض أخرى

نور الشريف أسطورة الفن التي لم تختزل في لقب واحد