هل قراءة القرآن بصورة جماعية بدعة؟.. «دار الإفتاء تُجيب» تابع الخبر على تريندات.
تلقى موقع دار الإفتاء المصرية الرسمي سؤالًا من أحد المتابعين يقول فيه “زعم بعض الناس أن قراءة القرآن بصورة جماعية بدعة، وقالوا إن النبي صلى الله عليه وآله وسلم دخل على أصحابه فوجدهم يقرؤون القرآن جماعة، فقال: (هَلَّا كل منكم يناجي رَبَّه في نفسه). فهل هذا حديث صحيح؟ وهل يصحّ الاستدلال به؟”
الإفتاء توضح: هل قراءة القرآن بصورة جماعية بدعة أم جائزة شرعًا؟
في ردها على هذا السؤال، أكدت دار الإفتاء المصرية أن قراءة القرآن بصورة جماعية منظَّمة، سواء في المساجد أو في البيوت، أمر جائز شرعًا، ما دامت هذه القراءة لا يصاحبها تشويش أو اعتداء على الغير أثناء التلاوة أو التعليم.

هل قراءة القرآن بصورة جماعية بدعة
وشددت الإفتاء على أن من يستنكر هذا الفعل أو يصفه بالبدعة، يعتمد على استدلالات غير صحيحة ومجتزأة من سياقها، وهو ما يعدّ تحريفًا لنصوص السنة النبوية الشريفة.
تنظيم التلاوة لا يعني تحريم الجماعة
أوضحت الدار أن الحديث المشار إليه في السؤال ليس دليلًا على تحريم القراءة الجماعية، وإنما كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يرشد أصحابه إلى تنظيم القراءة ومنع التشويش فقط، وذلك كما ورد في حديث أبي حازم التمّار عن البياضي رضي الله عنه، أن النبي خرج على قوم يصلون وقد علت أصواتهم بالقراءة، فقال:
“إن المُصَلِّي يُناجي رَبَّه عَزَّ وَجَلَّ، فليَنظر ما يُناجيه، ولا يَجهر بَعضُكم على بعضٍ بالقرآن”
(رواه مالك في الموطأ، وأحمد في مسنده).
الذكر الجماعي والقراءة المشتركة ليست من البدع
أكدت دار الإفتاء أن هذا الحديث لا يدل على النهي عن القراءة الجماعية المنظمة، كما هو معمول به في مساجد المسلمين منذ قرون، بل إن المنهي عنه هو التشويش أو رفع الصوت بما يسبب إزعاجًا للآخرين، سواء في الصلاة أو أثناء التلاوة.
رأي العلماء في الجهر بالقراءة داخل المسجد
واستدلت الإفتاء بما قاله الإمام ابن عبد البر في كتابه الاستذكار، حيث أوضح أن الجهر المفرط بالصوت في المسجد مكروه، إذا كان بجوار من يصلي أو يقرأ؛ لأنه قد يخلط عليه صلاته أو تلاوته، مؤكدًا أن من غير اللائق أن ينشغل الناس بأحاديث جانبية أو أصوات مرتفعة في بيوت الله.