هل تخفي أذربيجان قواعد إسرائيلية؟ تحليل ومتابعة للأحداث على تريندات.
دور أذربيجان في الحرب بين إيران وإسرائيل: موازنة دقيقة بين الحياد والنفوذ
كتب باهر رجب
الموقف الدبلوماسي: الحياد الصارم والرفض القاطع
أعلنت أذربيجان رسميا رفضها السماح باستخدام أراضيها .أو مجالها الجوي لأي هجمات ضد إيران، وذلك عبر تصريحات متكررة لوزير خارجيتها جيحون بيراموف. جاء ذلك خلال اتصال هاتفي مع نظيره الإيراني عباس عراقجي في 14 يونيو 2025، حيث أكد أن باكو “لن تسمح تحت أي ظرف باستخدام أراضيها ضد إيران، الدولة المجاورة والصديقة” . كما أعربت أذربيجان عن “قلقها الشديد” بشأن الضربات الإسرائيلية على المنشآت النووية الإيرانية، داعية إلى حل النزاعات عبر الحوار والوسائل الدبلوماسية وفقا لمبادئ القانون الدولي .
الأهمية الاستراتيجية: جيو-سياسة الطاقة والموقع الجغرافي
رغم الحياد الرسمي، تبرز أذربيجان كطرف غير مباشر في الصراع عبر أدوار محورية:
1. ممر الطاقة البديل:
– تزود أذربيجان إسرائيل بـ 55% من وارداتها النفطية، وتشغل خط أنابيب باكو-تبليسي-جيهان الذي ينقل النفط إلى البحر المتوسط متجاوزا إيران ومضيق هرمز .
– بعد استهداف إسرائيل لمنشآت الطاقة الإيرانية (مثل مصفاة بندر عباس)، ارتفعت أهمية أذربيجان كمصدر بديل، ما أدى إلى قفزة في أسعار النفط العالمية بنسبة 13% .
2. القرب الجغرافي من بؤر التوتر:
– شهدت منطقة جولفا في ناختشيفان (جيب أذربيجاني حدودي مع إيران) مشاهدات لصواريخ إيرانية وإسرائيلية متبادلة، ما دفع باكو إلى تعليق الرحلات الجوية إلى طهران وتل أبيب لمدة أسبوع .
– سهلت أذربيجان عبور الدبلوماسيين الأجانب عبر حدودها البرية بعد إغلاق المجال الجوي الإيراني، مع الحفاظ على حيادها العسكري .
العلاقات مع إسرائيل: تحالف خفي وراء ستار الحياد
العلاقات مع إسرائيل: تحالف خفي وراء ستار الحياد
تتجاوز العلاقات الأذرية -الإسرائيلية الطاقة إلى مجالات حيوية أخرى:
– التعاون العسكري:
– صفقة طائرات مسيرة بقيمة $1.6 مليار عام 2012 شملت توريد طائرات انتحارية مثل SkyStriker و Harop ، والتي استخدمت بكثافة في حرب ناغورني كاراباخ 2020 .
– تمتلك أذربيجان مصنعا محليا للطائرات المسيرة بمساعدة إسرائيلية، ما يعزز قدراتها الاستخباراتية قرب الحدود الإيرانية .
– البعد الاستخباري:
– وفقا لتقارير استخباراتية، تستخدم إسرائيل أذربيجان كقاعدة لمراقبة الأنشطة النووية الإيرانية، خاصة بعد إسقاط طهران لطائرات مسيرة إسرائيلية قرب حدودها .
العلاقات مع إيران: توترات تاريخية وتهديدات متبادلة
رغم الحدود المشتركة (765 كم)، تشهد العلاقات توترات حادة:
– دعم إيران لأرمينيا :
– زودت إيران أرمينيا بصواريخ وصواريخ مضادة للدبابات خلال نزاع كاراباخ، كرد على التعاون الأذري-الإسرائيلي .
– تهديدات عسكرية مباشرة:
– في 2022-2023، نقلت إيران قوات إلى حدود أذربيجان وأجرت مناورات عسكرية تضمنت “غزوا محاكا” عبر نهر آراس، واتهمت باكو باستضافة “جواسيس إسرائيليين” .
التداعيات الإقليمية: إعادة تشكيل التحالفات
1. الدور الوساطي :
– وسطت أذربيجان بين تركيا وإسرائيل بعد التوترات الأخيرة، ونظمت لقاءات سرية في باكو بين مسؤولين إسرائيليين وعرب .
2. تأثير على أرمينيا :
– دفع التصاعد الإيراني-الإسرائيلي رئيس وزراء أرمينيا باشينيان إلى التسريع في التطبيع مع تركيا، خوفا من تآكل التحالف التقليدي مع إيران .
المستقبل: سيناريوهات التصعيد والمخاطر
– اللاجئون المحتملون :
– يحذر محللون من موجة لجوء محتملة للمواطنين الأذريين في إيران (الذين يقدرون بـ 15 مليونا) في حال توسع الحرب، ما يفرض ضغوطا على موارد أذربيجان .
– تفتيت إيران داخليا :
– قد تستغل إسرائيل التنوع العرقي الإيراني (بما فيه الأقلية الأذرية) لزعزعة استقرار طهران، ما يضع باكو أمام خيارات صعبة بين دعم “إخوانهم العرقيين” أو الحفاظ على الاستقرار .
هل تخفي أذربيجان قواعد إسرائيلية؟
الخلاصة: لاعب إقليمي في حقل ألغام
علاوة على ذلك أذربيجان تمارس “رقصة التوازن” الأكثر خطورة في تاريخها .ترفض رسميا التورط العسكري ضد إيران،. لكنها تعمق شراكتها الاستراتيجية. مع إسرائيل في الطاقة والتكنولوجيا والاستخبارات. هذا الموقف يمنحها نفوذا إقليميا متزايدا،. لكنه يعرضها لتهديدات إيرانية متصاعدة. في النهاية، تظل باكو بوصلة جيوسياسية. حاسمة لإعادة رسم خريطة القوة. في الشرق الأوسط والقوقاز،. حيث قد تحدد خياراتها مصير الصراع الأوسع بين إسرائيل وإيران.