كتبت: غادة العليمي
نور الشريف .. كثيرا ما تقدم السينما قصص من الواقع ربما يراها المشاهد أغرب من الخيال ويظنها البعض إلهام كاتب وخيالات مؤلف ، لكن فى الواقع ماهو أغرب من كل خيال ، من الأفلام التى تحدثت عن واقعة غريبة مرعبه عاشتها محافظة الإسكندرية فيلم الإعتراف الأخير للنجم الفنان نور الشريف.
بين الواقع والخيال
خرج فيلم “الاعتراف الأخير” إلى النور بطولة نور الشريف ونيللي ونبيلة عبيد وإخراج أنور الشناوي بعد أن إنتشرت رواية مرعبة عاشها أبطال حقيقيين
لم يقدّم الفيلم القصة بحذافيرها لكنه إستلهم جوهرها وقدم رجل يقع في حب امرأة غامضة ثم يكتشف بعد ذلك أنها ليست من هذا العالم كانت أحداثه امتداداً للرعب الذي عشّش في ذاكرة الإسكندرية ومازال حتى اليوم يتناقلون قصته.
اقرأ ايضا: الـ “AI” يجري جراحات دقيقة لأول مرة في مصر .. وتحذيرات طبية
حكاية عفريتة الشاطبى
في سبعينيات القرن الماضي عاشت مدينة الإسكندرية واحدة من أكثر الحكايات رعباً وإثارة للجدل الحكاية التي ظل الأهالي يتناقلونها لعقود طويلة باسم “عفريتة الشاطبي” بدأت القصة مع سائق تاكسي إعتاد أن يعمل في ساعات متأخرة من الليل وفي إحدى الليالي الباردة بينما كان يسير في شارع هادئ بمنطقة الإبراهيمية ظهرت أمامه فتاة شابة لا يتجاوز عمرها العشرين كانت شاحبة الوجه ترتدي ملابس بسيطة، وطلبت منه بصوت خافت أن يوصلها إلى منطقة الشاطبي ركبت في المقعد الخلفي وجلست بلا حركة لا تنطق ولا تلتفت ولم يظهر عليها أثر التنفس أو التعب.
لاحظ السائق أن الجو داخل السيارة أصبح أثقل وأبرد لكنه استمر في القيادة حتى وصل إلى بوابة حديدية ضخمة في الشاطبي هناك نزلت الفتاة وألقت عليه جملة قصيرة باردة: “انتظرني هنا” فتحت البوابة ودخلت انتظرها طويلاً. مرّت عشر دقائق ثم نصف ساعة ولم تعد نزل ينادي عليها واقترب من البوابة فاكتشف أنه يقف أمام مقابر المسيحيين تردّد صدى صوته داخل المكان الخالي، ولم يجبه أحد تقدّم خطوات قليلة فرأى صفوف القبور الصامتة دون أي أثر لفتاة دخلت قبله لكن فجأة تجمد في مكانه على بعد أمتار قليلة عند أحد القبور.
كان هناك ظل واضح لفتاة واقف أمام شاهد الرخام لم تتحرك فقط ظلت واقفة تنظر إليه مباشرة وكأنها كانت في انتظاره حاول أن يلتقط أنفاسه لكن الظل اختفى ببطء داخل القبر نفسه تاركاً الصمت يطبق على المكان أكثر من أي وقت مضى ارتجف جسده وتراجع للخلف سريعاً حتى خرج من البوابة ثم ركض إلى السيارة وما إن فتح الباب حتى وجد المقعد الخلفي مبللاً بالماء أكثر مما كان عليه وكأن أحداً جلس فيه منذ لحظة فقط شعر بقشعريرة شديدة وأدار المحرك بسرعة لكنه قبل أن ينطلق لمح في المرآة الخلفية أثراً ضبابياً على الزجاج كأنه كف يد مطبوعة من الداخل لم يلتفت مرة أخرى وانطلق مبتعداً عن المكان بأقصى سرعة وهو لا يصدق أنه ما زال على قيد الحياة.
اقرأ ايضا: أنغام تخطف الأنظار بعد أزمتها الصحية وتفاجيء جمهورها .. تفاصيل
إنتشار الحكاية
في الصباح لم يتمكن السائق من كتمان ما جرى فحكى لزملائه من السائقين بعضهم سخر منه والبعض الآخر شعر بالخوف من صدقه وهو يروي التفاصيل وفي النهاية قرروا أن يذهبوا معه إلى المكان للتأكد بأنفسهم دخلوا المقابر بخطوات مترددة حتى وقفوا جميعاً مذهولين أمام أحد القبور كانت الصورة على الرخام هي نفسها صورة الفتاة التي وصفها نفس الملامح ونفس النظرة وتحتها اسمها “مارجريت حنا” وتاريخ وفاتها قبل خمس سنوات كاملة من تلك الليلة لكن ما اكتشفه الأهالي لاحقاً جعل القصة أكثر رعباً فقد تبيّن أن “مارجريت حنا” لم تمت ميتة طبيعية بل قُتلت داخل شقتها بعد أن إقتحمها أحد اللصوص وسرق ما استطاع حمله وتركها جثة هامدة في غرفة نومها والمفارقة المرعبة أن المكان الذي استوقفت فيه التاكسي تلك الليلة كان أمام نفس العمارة التي شهدت جريمتها وكأنها خرجت منها لتعيد خطواتها الأخيرة نحو مثواها في مقابر الشاطبي القصة هزّت المدينة ولم يمض وقت طويل.
سينما الواقع
انتقلت القصة المرعبة إلى شاشة السينما ففي عام 1978، وقدم عنها النجم نور الشريف فيلم الاعتراف الأخير فى فيلم سنيمائيا يحكى عن مارجريت بطلة الحكايا وكأن السينما أعادت رسم ملامح “عفريتة الشاطبي” على الشاشة.
هكذا امتزج الواقع بالخيال وظلّ السؤال مطروحاً هل كانت “مارجريت” مجرد أسطورة نسجها الخوف الجماعي؟ أم أن هناك فعلاً فتاة خرجت من قبرها لتصعد في سيارة أجرة وتترك أثراً لا يُمحى في ذاكرة مدينة كاملة؟
ويُعد الفيلم تجربة جديدة في السينما المصرية تم المزج بين الرومانسية والدراما والغموض والرعب حصل فيلم “الاعتراف الأخير ١٩٧٨” على جائزة أحسن فيلم مصرى من المركز الكاثوليكى عام ١٩٧٩.