نجيب سرور ورحلته مع اليسارية واغضابه للسلطة وسنوات الاعتقال

نجيب سرور.. هو وكما عرفناه شاعر العقل الذي إتهم بالجنون وكأن الدنيا وقضى بسبب تمرده نصف حياته في المصحات العقلية.

وظل السؤال عبر عقود طويلة من الزمان يطرح نفسه.. كيف لهذه النفس الحساسة والمشاعر الفياضة الخلاقة أن تصدم بالدراجات الكهربائية على عقله الرصين؟! كان هذا العقل يزن كافة رؤوس شعراء مصر وكتابها والوطن العربي كله فكتبت عليه العبقرية في التعبير والآداء.

سرور شاعر من رموز النهضة المسرحية العربية في ستينات القرن العشرين.. تفتحت عيناه على دنيا ظالمة يملؤها الجحود والخذلان والقسوة بقرية إخطاب مركز أجا محافظة الدقهلية حيث كان الفلاحون حفاة يملؤون القرية بؤسا وحسرة مضطهدين بسياط رجال الإقطاع الغليظة وهذا ما نمى فيه روح الثائر المتمرد الساخط على الظلم حين رأى أبيه يضرب أمام عينيه من عمدة القرية خادم السلطة والإقطاع.

وهكذا مرت الأيام صعبة وثقيلة عليه وهو في طفولته وشبابه وبالكاد حصل على نصيبه من التعليم في مكان كان يعج بالجهل والفقر..

غامر ونجح وسافر إلى القاهرة ليحصل على دبلوم معهد الفنون المسرحية ورغم ذهابه إلى روسيا لاستكمال دراسة المسرح هناك وانضمامه إلى صفوف اليسار واعتناق أفكارهم إلا أن ” سرورا” لم يكن مهملا لبذرة الأرض البكر الطيبة التي غرست في رجولته حينما مرت به السنوات في المعتقل.

نجيب سرور ورحلته مع اليسارية واغضابه للسلطة وسنوات الاعتقال

بدلا من أن تستقبله مصر كروائي وأديب عظيم لاقى كل صنوف العذاب فقد كانت السجون في مصر تفتح أبوابها على مصراعيها ليكون من ضحاياها.

وبمنتهى الجنون العاقل والتركيز في كل حرف ومعنى كتب “سرور” قصيدته ” كسميات” المليئة بالعبارات البذيئة بداية من العنوان وحتى نهايتها والتي بدأت بتفاصيل جنسية صريحة وقد هالني ألفاظها عندما قرأتها.

فكيف للشعر والأدب أن يكون بذيئا يحمل بين طياته نفسا يائسة مكسورة مصدومة من زوجة خائنة ووطن مغتصب فصب غضبه وخذلانه صبا بأن وصف كل امرأة بأنها عاهرة بل وأن مصر بلده نفسها هي ذاتها هذه العاهرة ويبدو أن الظلم في حياته قد جاوز المدى فكتب قبل إنقطاع أيامه من الدنيا كلمات تسابق الموت قال فيها..

نجيب سرور ورحلته مع اليسارية واغضابه للسلطة وسنوات الاعتقال

قد آن يا كيخوت للقلب الجريح أن يستريح.. فاحفر هنا قبرا ونم وانقش على الصخر الأصم: يا نابشا قبري حنانك.. ها هنا قلب ينام لا فرق من عام ينام وألف عام.

هذي العظام حصاد أيامي فرفقا بالعظام.. أنا لست أحسب بين فرسان الزمان لكن قلبي كان دوما قلب فارس المنافق والجبان.

Related posts

الصعيد اليوم ٠٠ نشرة أخبار شاملة لمحافظات الصعيد من موقع صحيفة تريندات العالم

شريف أبو العينين بطل الأفلام الإباحية في قبضة رجال الأمن .. تفاصيل جديدة ساخنة

الصعيد اليوم .. أهم أخبار الجنوب من موقع صحيفة تريندات العالم تتضمن أهم الأحدث