الرئيسية » ميراث الدم في عائلة نوال الدجوى .. الأحفاد ولعنة المال والجشع وإنعدام الإنسانية

ميراث الدم في عائلة نوال الدجوى .. الأحفاد ولعنة المال والجشع وإنعدام الإنسانية

by دعاء علي
0 comments

ميراث الدم .. عندما يكون المال نقمة وليس نعمة، كما هو سائد ومعروف وتربينا ونشأنا عليه، لابد وأن يتحول الأبناء إلى قتلة وسفاحين، وهذا هو ماعهدناه أيضا في عشرات القصص الواقعية عبر العقود.

بقلم: عزة الفشني

إمتحان الثروة

الثروة ليست مجرد نعمة تفرح بها، بل هي امتحان خفي للنفس، هل تطغى أم تشكر؟ هل تنفق أم تحتكر؟
فمن ظن أن الغنى مكافأة دائمة ونسي أن المال قد يزهر القلب أو يفسده .. يقربك من الناس أو يعزلك عنهم يعينك على الطاعة أو يغريك بالعصيان،
فالثروة ليست ما في الجيب بل ما في القلب حين تملك الجيب،

المال لا يخلد أحداً .. لكنّ طريقة التصرف به قد تخلد ذكره.

المال اكسير الحياة إذا تم استخدامه بشكل أمثل.
صحابة رسول الله كان بعضهم أغنى أغنياء المدينة كأبى بكر وعثمان وعبد الله بن عوف
ولكن كان المال فى أيديهم وليس فى قلوبهم وكانوا يعرفون حق الله فى المال .
أما البعض من أصحاب رؤوس المال ومن بينهم بعض الجامعات الخاصة أصبح المال فى قلوبهم يحركهم كيفما شاء

اقرأ ايضا: تمويل بقيمة 80 مليون دولار من بنك مصر والبنك الأوروبي لشركة أورانج للاتصالات

مهازل الميراث وقطع الأرحام

فمسلسل الميراث والمهازل التي تحدث من وراءه، ليس لها آخر والنتيجه كره وبعد وقطع رحم ، ويصل فى أحيان أخرى للقتل، وآفة هذا العصر الذى نعيشه الآن عدم الرضا بما قُسم لنا والتطلع لما فى يد غيرنا دون النظر هل هو نعمة أم نقمة.

إن مثل هذه المشاكل وبالأخص مشكلة الدكتورة نوال الدجوى، اللوم الأكبر فيها يقع علي الطرف العاقل الواعي أو الأكبر، ومن المفترض أنه يتسم بالحكمة.

هنا يحضرنى لقاء مع أحد أصحاب الشركات، وسألني سؤالاً تكسوه الدهشة من أن بعض الموظفين عند مشاهدتهم شيكات بملايين الجنيهات ومبالغ أكثر من ذلك يصل إلى سمعه كلام سئ يقال عنه منهم غير نظرات عيونهم المخيفة.
سألته هل حضرتك تعطيهم مكافأة أو حافز شهري أو أي شيء كان رده لا قولت له هذا شيء طبيعي لأننا بشر أنا كموظف في شركة ويتملكنى شعور أنني سبب في نجاح الشركة ومكاسبها والشركة لا تقدرني من الطبيعي ستكون هناك نظرة مليئة بالكره والسخط وذلك بشكل عام لأنها طبيعة بشرية.

اقرأ ايضا: «متنزلش من بيتك» رسائل صادمة تلقاها خالد سليم جعلته يعيش فى رعب .. تفاصيل جديدة

نفس القصة تنطبق على هذه الجدة وطريقة تعاملها مع أحفادها، وهل بحكم خبرتها وحكمتها ليس لديها تصور أن هؤلاء الأحفاد ستكون نظرتهم لها، بنفس الشيء من السخط والكره.

الدكتورة نوال أوكما يقال عنها رائدة التعليم فى مصر، بلغت من العمر ارذله أمد الله ف عمرها لتجنى ثمار عملها، أدركت أن المال والبنون زينة الحياة الدنيا، ولكنها لم تدرك أن الباقيات الصالحات خير عند ربك وأبقى.

جينات وراثية للتملك و السيطرة

هذا موضوع كارثي بالدرجة الأولى يكشف ما وصل إليه المجتمع لكن الشواهد كلها تقول أن سيدة وصلت من العمر ارذله وما زالت متحكمة في كل شئ الطبيعي أنها تسلم أموالها للأبناء والأحفاد وتعيش حياة هادئة من المتبقي في عمرها لكن من الواضح أنها والأبناء والأحفاد لديهم جينات وراثية من حب التملك والسيطرة حتى مع أقرب الناس لهم.

 

الفجوة بين الأغنياء والفقراء

فالمال ليس بلعنة إلا إذا جمع من حرام، أو من عرق ودم ولحم الموظفين والعمال، وما حدث ليس بحسد بقدر ما هو إستغراب، عندما تسمع أرقام هائلة وثروة طائلة، من الطبيعي أن يبادر إلى ذهنك السؤال البديهى من أين لك هذا؟ خاصة مع الرواتب الضعيفة والمصاريف العالية، هناك فجوة كبيرة بين الأغنياء والفقراء، الذين لا يريدون سوى حياة كريمة، ورواتب تناسب مكاسب أصحاب العمل، وتناسب غلاء المعيشة وتوفير مسكن للشباب ومواصلات أدمية، ومدارس وجامعات وشوارع و مستشفيات.

 

اعتقد لو المتابع لأحداث القصة عاقل أو لديه شئ من الإيمان والبصيرة، ما حسدهم ولا تمنى ظروفهم ولنا في قصة انبهار قوم قارون، حين رأوا ثراءه العبرة، إذ نهاهم أهل العلم عن تمني ما لدى قارون، ولم يستجيبوا ولا فهموا إلا حين رأوا نهايته البشعة، ولكن لأننا ابتعدنا عن الإيمان نسينا قارون وقصته برمتها.

سبوبة إنشاء المدارس والجامعات الخاصة

هنا أريد أن أتناول الموضوع بشكل آخر، فمن الواضح أن سبوبة إنشاء المدارس والجامعات ،فيه إستغلال كبير لإحتياج الناس لتعليم أبناءهم، فيتم رفع الأسعار بطريقة تجلب أموالاً ضخمة لصاحب المشروع، تصعب الأمور على الناس وتنظر للطالب من حيث المقدرة على الدفع، وليس التفوق.

فأصبحت تلك المدارس والجامعات، باب خلفي لصعود الأقل كفاءة، وساهمت في خلق جيل أضعف يعتمد على ” الفهلوة”، فنرى مهن مهمة كالطب والهندسة والصيدلة و المحاماه والتربية، تخرج لنا كوارث بشرية، وصاحب المشروع يكسب بشراهه.

 

وكان من الممكن أن يساعد المجتمع بأسعار مناسبة، لفئات ربما يكون منهم أبناء متفوقين ،غير النوع المدلل الذى يريد الحصول على الشهادة فقط، مثل هؤلاء يدفعون بسخاء، فى المقابل يكدس الآخرين أبناءهم في مدارس وجامعات حكومية، فهبط مستواها التعليمي بدرجة نلمسها جميعاً، وفي النهاية شقوا بالثروه واشقوا طبقات أخرى.

فكرة تكنيز المال

الحقيقة ان العيب ليس فى المال إنما فى طمع الإنسان، وهؤلاء الأحفاد إذا رضوا باقدار الله وادركوا ان الرزق بيد الله، لا كان منهم من سرق ولا منهم من رفع قضية حجر و لا الحفيد توفاه الله، فالمال نعمة للإنسان يستمتع به ويمتع من حوله، وفكرة تكنيز المال إلى أرقام خيالية فكرة يصعب على العقل البشرى استيعابها.

إن المال والبنون زينة الحياة الدنيا لكن سيظل الصراع قائم بين بنى البشر على المال وهذه طبيعة بشرية فيها صراعات دمويه تقوم علي مبالغ أقل من ذلك بكتير وفي نفس الوقت هناك نوع آخر من البشر تمارس حياتها بشكل طبيعي و بمبالغ أعلي من ذلك بكثير، فالدروس المستفاده من هذه النوعية ليست مقنعة بالنسبة لي، ولكن السر كله يكمن في الرضا.

فى رأيى أن العلاقات العائلية في هذه العائلة مشوبة بالغموض، بسبب الأطماع في الثروة الكبيرة، وإذا كان الحفيد الذى لقى حتفه سارق المال، فهو إذاً محب للحياة وملاهيها ومشتهياتها، ويريد أن يستمتع بالمال فمن غير المنطقي أن ينهي حياته بعد ذلك، ولذلك فإن الشبهة الجنائية بأنه أنهى حياته غير مقنعة بالنسبة لي.

أما بخصوص هذه الجدة فهى مكلومة، نعم المال والبنون زينة الحياة، فمن الإبتلاء أن يصاب المرء فيهما معاً في آنٍ واحد.

You may also like

Leave a Comment

Are you sure want to unlock this post?
Unlock left : 0
Are you sure want to cancel subscription?
-
00:00
00:00
Update Required Flash plugin
-
00:00
00:00