مصير حماس في مهب الريح: إلى أين ستتجه بعد قطر؟
بقلم / عزة الفشني
مصير حماس في مهب الريح… فى اليوم التالى لقمة الدوحة وبعد أن جاءت نتائجه مخيبة لأمال الشعوب العربية فاجأت قطر الجميع لتؤكد على أن هجوم الدوحة يعجل بتجديد إتفاقية الدفاع مع أمريكا وأن علاقتها الدفاعية والأمنية مع الولايات المتحدة الأمريكية أقوى من أي وقت مضى وأنها مستمرة في التطور على المستويين الإستراتيجي والأمنى
من هذه التصريحات يمكن أن نجزم أن مستقبل وجود قادة حماس في الأراضي القطرية أصبح محل شك خاصةً فيما يتعلق بالضغوطات التي تتعرض لها قطر من قبل الولايات المتحدة الأمريكية في ظل التطورات الأخيرة التي شهدتها المنطقة. هذه التطورات تأتي في سياق تصاعد التوترات الإقليمية والدولية حيث تجد العديد من الأطراف نفسها مضطرة لإعادة تقييم مواقفها وعلاقاتها.
– وجود قادة حماس في قطر على المحك
قطر التي لعبت دور الوسيط في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وجدت نفسها في موقف لا تحسد عليه مع تصاعد الضغوط عليها من قبل الولايات المتحدة خاصةً فيما يتعلق بمكافحة الإرهاب والجماعات المتطرفة.. هذه الضغوطات ربما تدفع قطر إلى إتخاذ إجراءات قد تؤثر على إستضافة قادة حماس مما يجعل مستقبل وجودهم في قطر غير مؤكد
وفي ظل هذه التطورات ربما بدأ قادة حماس يبحثون عن بدائل لدولة أخرى يمكنهم الإستقرار فيها.. من بين هذه الدول كإحتمال بديل لإستقبالهم هم: تركيا وإيران والجزائر وموريتانيا وروسيا وماليزيا وأندونيسيا والأردن وتختلف هذه الدول في طبيعة علاقتها بحماس والموقف الإقليمي والدولي.
كل من هذه الدول له علاقاته الخاصة بحماس.. وتختلف دوافع كل دولة لاستضافة قادة حماس. فعلى سبيل المثال تركيا التي دعا رئيسها صراحة إلى دعم حماس قد تكون وجهة محتملة نظراً للعلاقات الجيدة بين الطرفين.. في حين أن إيران التي لها تاريخ طويل من الدعم للجماعات الفلسطينية قد تكون أيضا خياراً محتملاً.
ومع ذلك فإن إنتقال قادة حماس إلى أي من هذه الدول سيكون له تداعيات إقليمية ودولية وقد يؤثر على موازين القوى في المنطقة.. كما أن هذا الإنتقال قد يفتح أيضا ملفات جديدة من التوتر والصراع خاصةً إذا كانت الدول المستضيفة لها علاقات متوترة مع إسرائيل أو الولايات المتحدة الأمريكية
بالتالي فإن مستقبل قادة حماس يبدو غير مؤكد وسيكون مرهوناً بالتوازنات الإقليمية والدولية وبالقدرة على إيجاد دولة مستضيفة ترحب بهم وتوفر لهم الحماية والدعم.. وفي ظل هذه التحديات يبقى السؤال حول ما سيحدث في المستقبل؟ وهل ستتمكن حماس من إيجاد موطئ قدم جديد في دولة أخرى؟
– تحالف قطر مع أمريكا يخدم مصالحها الإستراتيجية
وفيما يتعلق بالجدل المثار الآن حول تحالف قطر مع الولايات المتحدة خاصةً بعد إعتداء إسرائيل عليها وإنتهاك اراضيها
ربما يظهر ذلك بوضوح في أن العلاقات الدولية والإقليمية تتأثر بمجموعة معقدة من المصالح الإستراتيجية والسياسية
قطر ترى أن التحالف مع الولايات المتحدة يمثل ركناً أساسياً في استراتيجيتها الأمنية.. حيث توفر الولايات المتحدة الدعم العسكري والاستخباراتي الذي يسهم في تعزيز أمنها واستقرارها.. في الوقت نفسه فإن قطر لا تخفي قلقها إزاء التطورات الإقليمية خاصةً فيما يتعلق بالصراعات مع إسرائيل والجماعات الفلسطينية.
لذلك لم تتخذ قطر خطوات جذرية لتغيير تحالفها مع الولايات المتحدة رغم الضغوطات والتوترات مع إسرائيل. ربما يعود هذا إلى أن التحالف مع الولايات المتحدة يخدم مصالح إستراتيجية هامة لقطر بما في ذلك الحماية الأمنية والتأثير الإقليمي.
السؤال الملح هنا حول كيفية تطور هذه العلاقات في المستقبل خاصة مع إستمرار التوترات الإقليمية والضغوطات الدولية.. هل ستتمكن قطر من الحفاظ على توازنها الدقيق بين مختلف الأطراف أم أن التطورات الإقليمية ستجبرها على إعادة تقييم تحالفاتها بشكل أكبر؟ وحده الوقت سيخبرنا كيف ستتطور هذه الأوضاع المعقدة في المنطقة.
– قادة حماس أمام تحديات جديدة
إذا حدث وأنهت قطر بالفعل إستضافة قادة حماس ستمثل هذه الخطوة تحولاً كبيراً في المشهد السياسي والإقليمي. بعد سنوات من الإستقرار في قطر يجد قادة حماس أنفسهم أمام تحديات جديدة وفرص غير مؤكدة.
من الواضح أن مستقبل قادة حماس سيكون مشروطاً بالتوازنات الإقليمية والضغوطات الدولية وبالقدرة على إيجاد دولة مستضيفة ترحب بهم وتوفر لهم الحماية والدعم
ومع انتقالهم المحتمل إلى دول أخرى سيكون أمامهم تحديات متعددة في التأقلم مع بيئات سياسية وأمنية جديدة. هذه الخطوة قد تؤثر أيضاً على استراتيجياتهم وتحالفاتهم وقد تفتح أبواباً جديدة للتعاون أو الصراع.
وسيكون من المهم مراقبة كيفية تطور الأحداث وتأثيرها على المنطقة ككل
.
