كتب باهر رجب
كنوز أبو مروات تلمع في الصحراء الشرقية: اكتشافات تاريخية تعيد مصر إلى خريطة التعدين العالمية
التفاصيل الفنية:
هندسة الحفر تكشف الكنز المدفون
في إنجاز علمي غير مسبوق، أعلنت شركة “أتون ريسورسز” الكندية عن نتائج برنامجها للحفر الماسي بمنطقة امتياز أبو مروات بالصحراء الشرقية، والذي يعد أحد أعمدة التقييم الفني للمشروع. بدأ البرنامج في يونيو 2024 وتميز بما يلي :
– حفر 113 بئرا استكشافيا بعمق إجمالي 9,642.7 مترا، ما يعادل اختراق طبقات جيولوجية عمرها ملايين السنين.
– استخدام تقنيات حفر مائلة و أفقية بزوايا ضحلة لتعظيم كفاءة اختراق الطبقات الحاملة للمعادن، خاصة في نطاقات التمعدن السطحي غير المستكشفة سابقا.
– تسجيل تقاطعات معدنية استثنائية:
– 44.59 جرام ذهب/طن مع 103 جرام فضة/طن في التقاطع الأول.
– 33.86 جرام ذهب/طن مع 419 جرام فضة/طن في التقاطع الثاني.
جدول يوضح التركيزات المعدنية الرئيسية
الأهمية الجيولوجية:
إثبات تفوق “الدرع العربي النوبي”
كذلك تؤكد النتائج أن منطقة أبو مروات تمثل امتدادا معدنيا غنيا في الأعماق، ما يثبت فرضيات العلماء حول الإمكانات الهائلة للصحراء الشرقية الواقعة ضمن حزام الدرع العربي النوبي – أحد أغنى أحزمة المعادن عالميا . وقد علق د. حسن بخيت، رئيس المجلس الاستشاري العربي للتعدين:
_”مصر تقع في نطاق حزام الذهب الممتد عبر البحر الأحمر، وهذا الدرع مؤهل لأن يجعلها من كبار منتجي الذهب”_ .
الرؤية الاقتصادية:
محرك للتنمية المستدامة
كما تتجاوز أهمية الاكتشافات الجانب الفني لتشكل نقلة استراتيجية:
– رفع مساهمة التعدين في الناتج المحلي:
من 1% حاليا إلى 5-6% بحلول 2030، تماشيا مع استراتيجية وزارة البترول .
– جذب استثمارات دولية:
مثل شركة “إيه. كيه. إتش غولد” البريطانية التي وقعت عقود تنقيب على مساحة 350 كم² بالصحراء الشرقية .
– خلق مجمع تعديني متكامل:
كما تخطط “أتون ريسورسز” لإنشاء مصنع استخراج ذهب باستخدام تكنولوجيا صديقة للبيئة تستغل جميع المعادن المصاحبة .
الشراكة الدولية:
تعزيز الثقة في الاقتصاد المصري
كذلك خلال لقاء مع المهندس كريم بدوي وزير البترول، أكد تونو فاك رئيس “أتون ريسورسز” على:
– التزام الشركة بالجداول الزمنية لتنفيذ المشروع.
– ضخ استثمارات إضافية في إنشاء مصنع متطور يضمن أعلى نسبة استخلاص للمعادن .
بدوره أشاد الوزير بالنتائج كـ _”خطوة تعزز موقع مصر كمركز إقليمي لتعدين الذهب”_ .
مستقبل الوادي الذهبي: ما وراء الأرقام
تميزت الاكتشافات بخصائص فريدة:
– تركيز فضة قياسي (419 جم/طن) يشير إلى تنوع جيوكيميائي نادر.
– التمعدن السطحي يخفض تكاليف الاستخراج بنسبة تصل إلى 40%.
– تقديرات باحتياطي 290 ألف طن، وفقا لمستشار وزير التموين لشؤون الذهب .
_”هذه النتائج ليست مجرد أرقام، بل تأكيد أن الصحراء الشرقية كنز مصري لم يستثمر بعد”_ – تصريح لوزير البترول.
الخاتمة: فجر تعديني يلوح في الأفق
علاوة على ذلك تمثل اكتشافات أبو مروات نقطة تحول في تاريخ التعدين المصري، لا لثرائها المعدني فقط، بل لأنها تثبت جاذبية مصر للاستثمار العالمي في ظل الإصلاحات التشريعية والاستقرار الاقتصادي. كذلك مع استمرار عمليات الحفر المقررة في 2025، قد تتحول الصحراء الشرقية إلى “الوادي الذهبي” الجديد، داعمة رؤية مصر لتصبح لاعبا رئيسيا في سوق الذهب العالمي تابع كل جديد على تريندات.