الرئيسية » ما حكم المديح والابتهالات النبوية؟.. دار الإفتاء توضح توضح

ما حكم المديح والابتهالات النبوية؟.. دار الإفتاء توضح توضح

by وفاء عبد السلام
0 comments

ما حكم المديح والابتهالات النبوية؟.. دار الإفتاء توضح توضح

كتبت: وفاء عبدالسلام

أوضحت دار الإفتاء المصرية أن مدح الله تعالى ورسوله الكريم ﷺ من أعظم القربات والطاعات التي تُرسِّخ محبة الله ورسوله في القلوب، مؤكدة أن الأحاديث الصحيحة وردت بما يدل على فضل المديح، فقد ثبت أن الله تعالى يحب المدح، كما ورد في حديث الأسود بن سريع رضي الله عنه، أنه قال للنبي ﷺ: “مدحت الله تعالى بمدحة، ومدحتك بمدحة”، فقال له النبي ﷺ: «هات وابدأ بمدحة الله عز وجل»، رواه أحمد والنسائي والطبراني والحاكم وغيرهم.

 المديح في حياة النبي ﷺ

ذكرت دار الإفتاء أن النبي ﷺ كان يُحب الشعر الجميل والمديح، ويسمعه من الصحابة ويُثيب عليه. فقد استمع ﷺ إلى مدحه من حسان بن ثابت والعباس بن عبد المطلب وعبد الله بن رواحة وكعب بن زهير وغيرهم رضي الله عنهم، ولم يُنكر عليهم ذلك. بل كان ﷺ يُسرُّ بسماع الصوت الحسن، ودلّ على ذلك قوله لعبد الله بن زيد حين رأى الأذان في المنام: «قم مع بلال فألقِ عليه ما رأيت فليؤذن به، فإنه أندى صوتًا منك»، رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه.

كما اختار النبي ﷺ أبا محذورة مؤذنًا في مكة لجمال صوته، وكان يُنصب لحسان بن ثابت منبر في المسجد ليهجو الكفار ويمدح الإسلام، وهو ما أقره النبي ﷺ.

 الشعر في المسجد

جاء في “الصحيحين” أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه مرّ بحسان وهو ينشد الشعر في المسجد، فأنكر عليه بصره، فقال حسان: «قد كنت أنشد وفيه من هو خير منك»، ثم قال لأبي هريرة: «أنشدك الله، أسمعت رسول الله ﷺ يقول: أجب عني اللهم أيده بروح القدس؟» قال: نعم.
وبوّب الإمام النسائي هذا الحديث بعنوان «باب الرخصة في إنشاد الشعر الحسن في المسجد».

وأوضح الإمام النووي في شرح صحيح مسلم أن إنشاد الشعر في المسجد جائز إذا كان مباحًا، ومستحب إذا كان في مدح الإسلام ورسوله أو التحريض على الخير والجهاد.

 المديح النبوي ليس بدعة

وردًا على من يدّعي أن المديح النبوي من بدع الصوفية، أكدت دار الإفتاء أن هذا القول غير صحيح، إذ لم يقتصر مدح النبي ﷺ على الصوفية وحدهم، بل شارك فيه الشعراء من مختلف الاتجاهات، لأن حب النبي ومدحه واجب على كل مسلم، وليس مقصورًا على طائفة دون غيرها.

ومع ذلك، فقد ازدهر فن المديح النبوي في بيئة المتصوفة خلال القرنين السابع والثامن الهجريين، وكان الإمام البوصيري أبرز رواده، إذ ألّف رائعته الخالدة “الكواكب الدرية في مدح خير البرية” المعروفة باسم قصيدة البردة، التي أصبحت من أشهر قصائد المديح النبوي في التراث العربي والإسلامي.

خلصت دار الإفتاء إلى أن المديح والابتهالات النبوية مشروعة ومحبوبة شرعًا ما دامت خالية من الغلو أو ما يخالف العقيدة، مؤكدة أن مدح الرسول ﷺ تعبير عن المحبة الصادقة واتباع لهديه، وأن هذا اللون من الشعر من مظاهر تعظيم النبي الكريم وإظهار مكانته في قلوب المؤمنين.

You may also like

Leave a Comment

Are you sure want to unlock this post?
Unlock left : 0
Are you sure want to cancel subscription?
-
00:00
00:00
Update Required Flash plugin
-
00:00
00:00