ما حكم الشرع في زكاة المال على قرض البنك؟.. أمين الفتوى يوضح

ما حكم الشرع في زكاة المال على قرض البنك؟.. أمين الفتوى يوضح

كتبت: وفاء عبدالسلام

زكاة المال على قرض البنك... طرحت إحدى السيدات سؤالًا خلال برنامج “فتاوى الناس” على قناة الناس تقديم الإعلامية زينب سعد الدين مفاده: هل يجب إخراج زكاة المال عن شهادات استثمارية قيمتها مليون جنيه تم شراؤها بقرض من البنك؟
السؤال أثار اهتمام الكثيرين ممن يواجهون مواقف مشابهة تتعلق بالقروض والالتزامات المالية، ليتولى الدكتور محمود شلبي، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، مهمة التوضيح الشرعي.

 

أجاب الدكتور شلبي بأن الدَّيْن يُخصم أولًا عند حساب النصاب الشرعي للزكاة، فإذا كان المال المتبقي بعد خصم الدين أقل من النصاب فلا زكاة فيه.
أما إذا بلغ المال المتبقي النصاب ومر عليه حول كامل (عام هجري) مع توافر بقية الشروط، فيجب إخراج الزكاة بنسبة 2.5%.

شروط وجوب زكاة المال

أكد أمين الفتوى أن الزكاة لا تجب إلا بتوافر ثلاثة شروط أساسية:

1. بلوغ النصاب الشرعي، وهو ما يعادل قيمة 85 جرامًا من الذهب الخالص تقريبًا.

2. مرور عام هجري كامل على المال.

3. أن يكون المال فائضًا عن الحاجة الأصلية وغير مشغول بدين يستهلكه.

 

وبذلك، فإن وجود القرض أو الدين قد يسقط وجوب الزكاة إذا استهلك المال كله أو أنقصه عن النصاب.

 

أوضح شلبي أن الاقتراض من البنك بغرض شراء شهادات استثمارية داخل نفس البنك لا يُحقق فائدة اقتصادية حقيقية، لأن المال لم يخرج ليستثمر في زراعة أو صناعة أو تجارة تخدم المجتمع، بل ظل يدور داخل دائرة ضيقة بين دفاتر البنك.
وأشار إلى أن هذا النمط من الاستثمار يعدّ تدويرًا وهميًا للأموال لا يضيف جديدًا إلى الاقتصاد أو يحقق تنمية حقيقية.

المال في ميزان الإسلام

وشدد أمين الفتوى على أن الأصل في المعاملات المالية أن تكون وسيلة لتحقيق التنمية وخدمة المجتمع، لا مجرد وسيلة لتكديس المال أو تحريكه بلا أثر. فالمال في الإسلام ليس غاية، بل أداة لتحقيق مقاصد سامية مثل التكافل الاجتماعي والإعمار.
كما لفت إلى أن الإنسان سيُسأل يوم القيامة عن ماله: من أين اكتسبه وفيم أنفقه، ما يوجب على المسلم أن يتحرى الحلال والنافع في معاملاته المالية.

 

خلص الدكتور محمود شلبي إلى أن زكاة المال لا تجب إلا بعد خصم الديون أولًا، مع توافر الشروط الشرعية الثلاثة. كما دعا إلى أن يكون الاستثمار حقيقيًا ونافعًا، مؤكدًا أن الزكاة ركن من أركان الإسلام تهدف لتحقيق العدالة الاجتماعية، وليست مجرد عبادة مالية شكلية.