Orb Mini: ماسح العين الجديد خطوة سام ألتمان الجديدة لإثبات إنسانيتك في عصر الذكاء الاصطناعي تابع التفاصيل على تريندات.
كتب باهر رجب

ماسح العين الجديد
ماسح العين الجديد
في عالم تتسارع فيه وتيرة تطور الذكاء الاصطناعي وتزداد قدرته على محاكاة البشر، يبرز تحدى وجودي:
كيف يمكننا التمييز بثقة بين الإنسان و الالة عبر الإنترنت؟
في محاولة لمواجهة هذا التحدي، كشفت شركة
“أدوات من أجل الإنسانية” (Tools for Humanity)، التي يشارك في تأسيسها سام ألتمان، الرئيس التنفيذي الشهير لشركة OpenAI، عن أحدث ابتكاراتها:
جهاز Orb Mini. هذا الجهاز المحمول، المصمم لمسح قزحية العين، يهدف إلى إنشاء هوية رقمية فريدة لكل مستخدم، ليصبح بمثابة “جواز سفر بشري” في العالم الرقمي.
ما هو Orb Mini وكيف يعمل؟
تم الكشف عن Orb Mini خلال فعالية في سان فرانسيسكو، وهو يمثل نسخة مصغرة وأكثر عملية من الأجهزة الكروية المعدنية اللامعة التي اشتهر بها مشروع “World” (المعروف سابقا باسم Worldcoin).
يأتي الجهاز الجديد بتصميم أنيق يشبه الهواتف الذكية،
ومزود بمستشعرين دقيقين في الواجهة الأمامية مخصصين لمسح قزحية العين.
آلية العمل بسيطة ومبتكرة:
مسح القزحية:
يقوم الجهاز بالتقاط صورة عالية الدقة لقزحية عين المستخدم، وهي الجزء الملون من العين الذي يتميز بنمط فريد لكل فرد، مثل بصمة الإصبع.
إنشاء هوية رقمية:
تحول بيانات المسح الضوئي هذه إلى رمز فريد (معرف شخصي) يعرف بـ “World ID”.
التخزين الامن على البلوكشين:
يتم تخزين هذا المعرف بشكل مشفر وآمن على شبكة بلوكشين لامركزية، مما يضمن عدم إمكانية تزويره أو اختراقه بسهولة، ويسمح بالتحقق من الهوية دون الكشف عن البيانات البيومترية الأصلية.
على الرغم من شكله الشبيه بالهاتف، فإن وظيفة Orb Mini الأساسية ليست إجراء المكالمات أو تصفح الإنترنت، بل تتركز حصريا على عملية التحقق من الهوية البيومترية.
الهدف هو توفير طريقة عالمية وموثوقة للأفراد لإثبات أنهم بشر حقيقيون عند التفاعل مع الخدمات والتطبيقات عبر الإنترنت، وهو أمر يزداد أهمية مع انتشار الروبوتات وحسابات الذكاء الاصطناعي الوهمية.
التوسع العالمي ورؤية المشروع
يعد Orb Mini جزءا لا يتجزأ من رؤية مشروع “World” الأوسع، الذي يرتكز على فلسفة مفادها أن التمييز بين البشر والآلات سيصبح معضلة أساسية في المستقبل القريب.
ولمواجهة ذلك، يسعى المشروع إلى بناء أكبر شبكة هوية وشبكة مالية في العالم، تتيح الملكية للجميع.
بالتزامن مع الإعلان عن الجهاز الجديد، وسعت الشركة عملياتها داخل الولايات المتحدة، بافتتاح مواقع للتحقق (تشبه متاجر التجربة) في مدن رئيسية مثل سان فرانسيسكو، لوس أنجلوس، ميامي، وأوستن.
هذا يضاف إلى الانتشار العالمي الواسع الذي حققه المشروع بالفعل، حيث تشير الأرقام الرسمية إلى تسجيل أكثر من 26 مليون مستخدم في قاعدة بياناته، مع إتمام عملية التحقق الفعلي عبر مسح القزحية لأكثر من 12 مليون شخص حول العالم، لا سيما في مناطق أمريكا اللاتينية وآسيا.
الاستخدامات المستقبلية والتكامل المحتمل مع OpenAI
بينما لا يزال Orb Mini في مراحل التطوير، تلوح في الأفق إمكانيات واعدة لتوسيع وظائفه. أشار أليكس بلانيا، المؤسس المشارك للمشروع، إلى أن الجهاز قد يتطور ليصبح نقطة بيع متنقلة (POS)،
مما يفتح الباب أمام استخدامه في المعاملات المالية والتجارية.
كما أن هناك احتمالية لترخيص تقنية المسح الضوئي لمصنّعين آخرين لدمجها في أجهزتهم.
يبقى السؤال الأبرز حول إمكانية حدوث تعاون أو تكامل مستقبلي بين مشروع “World” وشركة OpenAI، نظراً لأن سام ألتمان يقود كليهما. ورغم عدم وجود تأكيدات رسمية حتى الآن حول ما إذا كان Orb Mini سيدعم ميزات ذكاء اصطناعي متقدمة أو سيتكامل مع مبادرات OpenAI الأخرى (مثل تطوير جهاز محمول خاص بالذكاء الاصطناعي)، فإن التقارب بين المجالين يبدو منطقيا.
قد يستخدم التحقق من الهوية البشرية عبر Orb Mini لتأمين التفاعلات مع نماذج الذكاء الاصطناعي المتقدمة أو لمنع انتحال الشخصية بواسطة الروبوتات.
الخلاصة: خطوة نحو تعريف الإنسانية رقميا
يمثل جهاز Orb Mini تطورا مهما في السعي المستمر لإيجاد حلول لمشكلة الهوية الرقمية في عصر الذكاء الاصطناعي.
إنه يعكس رؤية طموحة لبناء بنية تحتية عالمية قادرة على التمييز بين الإنسان والآلة بطريقة آمنة وموثوقة.
وبينما قد تثير عملية جمع البيانات البيومترية بعض التساؤلات حول الخصوصية، فإن الشركة تؤكد على تشفير البيانات والتحكم الكامل للمستخدم.
في نهاية المطاف، يجسد Orb Mini خطوة جريئة نحو المستقبل، حيث قد يصبح إثبات إنسانيتك أمرا ضروريا للتنقل في العالم الرقمي المتزايد التعقيد.