ماذا لو أختفى التريند من حياتنا .. هل نستعيد هدوء الزمن القديم ؟!!

 

كتبت / داليا حسام

ماذا لو أختفى التريند من حياتنا .. تخيّل معايا كده: تصحى من النوم، تفتح موبايلك، وتلاقي إن كلمة “تريند” مش موجودة. مافيش قائمة بالأكتر مشاهدة، مافيش فيديو شغال عند كل الناس، مافيش أغنية مولعة الدنيا. لحظة صمت غريبة.. صح؟

العلاقات بين الناس كيف أصبحت؟

أول سؤال هييجي في بالك: هل هنزهق من غير تريند؟
ممكن تفتكر إننا هنزهق، بس الحقيقة لأ. يمكن نلاقي وقت نفكر، نرجع للحاجات اللي ليها معنى بجد. هنسمع موسيقى عشان بتحرك جوانا حاجة مش عشان “viral”. هنقرأ مقال طويل من غير ما نقول: “فين الخلاصة في دقيقة؟”. هنرجع ندوّر على القيمة مش الضجة.

دلوقتي كتير مننا بيقيس حبه وصداقته باللايكات، بعدد اللي عملوا شير. بس من غير تريند، هنعرف نميّز. مين اللي بيسأل عنك من قلبه؟ مين اللي بيقف جنبك حتى لو صورتك مش في التايملاين؟ يمكن تكتشف إن فيه عشره حقيقية أغلى من ألف متابعة.

الفن والإعلام من غير تريند

الأغنية مش هتحتاج “هاشتاج” عشان تعيش. هتعيش لأنها مست قلبك. الفيلم مش هينجح لأنه “مولع تويتر”، لكن لأنه أثر فيك وخلاك تفكر. الصحافة هترجع للعمق: خبر يفضل في الذاكرة مش بس عنوان صاخب يتنسي تاني يوم.

ممكن نسأل: هو ليه التريند سيطر علينا أصلاً؟
لأننا بقينا نحب السرعة. كل حاجة لازم دلوقتي، كل حاجة لازم نلحقها قبل ما تفوت. بس ده خلانا نفقد متعة التفاصيل. لو التريند اختفى، ممكن نرجع نتذوق الحاجة على مهل. نعيش لحظة بلحظة من غير خوف إننا “فاتنا القطر”.
هل هنخسر حاجة من غير تريند؟
ممكن نخسر الإثارة اللحظية اللي بتدي دوشة وضحكة سريعة. بس هنكسب حاجات أكبر: هدوء، حرية، مساحة نكون نفسنا. مش كلنا لازم نضحك على نفس الكوميديا، أو نلبس نفس الموضة، أو نعيش نسخة متكررة من بعض.
السؤال الأهم: هل محتاجين التريند عشان نعيش؟
الحقيقة لأ. إحنا محتاجين إننا نرجع نسمع صوت نفسنا. نعرف إيه اللي بيشبهنا بجد، من غير ما نقارن نفسنا باللي طالع على الشاشة.

أصدق تريند فى حياتك

يمكن اختفاء التريند مش نهاية.. يمكن يكون بداية. بداية زمن الناس فيه مش بتركض ورا الموجة، لكن بتخلق موجتها الخاصة. زمن نرجع فيه نضحك من قلبنا مش عشان فيديو دارج. زمن نلبس اللي يعبّر عن روحنا مش اللي بيتصدر الصور. زمن نعيش على إيقاعنا الخاص، حتى لو مختلف.
وفي الآخر، لو التريند اختفى.. مش هتنهار الحياة. بالعكس، يمكن أول مرة نحس إنها ابتدت.
يمكن وإنت بتقرأ دلوقتي تسأل نفسك: “هو أنا فعلاً عايش حياتي ولا عايش ورا التريند؟”
صدقني.. حياتك أوسع من شاشة، وأغنى من هاشتاج، وأجمل من أي موضة عابرة. إنت مش محتاج تبقى نسخة من غيرك عشان تتشاف. إنت محتاج بس تسمع صوتك الداخلي، وتعيش بطريقتك الخاصة.
فكّر: يمكن اللحظة اللي تعيشها على طبيعتك، من غير دوشة ولا سباق، هي أصدق “تريند” في حياتك.

Related posts

الفيضانات تجتاح السودان: هل تنجو مصر؟

الشرق الأوسط على حافة الهاوية: هل ستكون الحرب العالمية الثالثة هي الخيار؟

المرتبات المتدنية: عندما تتحول الشركات إلى “مدارس تدريب” للمنافسين