الرئيسية » لا عهد لهم ولا ذمة: إسرائيل تخفق مفاوضات السلام وتعاود الحرب على غزة

لا عهد لهم ولا ذمة: إسرائيل تخفق مفاوضات السلام وتعاود الحرب على غزة

by وفاء عبد السلام
0 comments

 

بقلم عزة الفشني

لا عهد لهم ولا ذمة… لم تمضي سوى أيام قليلة على قمة السلام الذي عقد بشرم الشيخ وكان من اولى أهداف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو رجوع الأسرى الإسرائيليين حتى ينهى حربه على غزة.. وكان له ما أراد. إلا أن مقولة لا عهد لهم ولا ذمة لم تأتي من فراغ فقد عاود نتنياهو الحرب على غزة من جديد بشكلٍ أوسع عن ذى قبل. مما يفتح جحيماً جديداً في المنطقة ودمار شامل يعم المكان وصراخ يمزق السكون وقلوب تتفطر من الألم وحقوق أُناس تداس تحت الأقدام. وصراع وجودي يهدد البشرية جمعاء.. وغزة تتحول إلى جحيم لا يطاق لتطلق نداء إستغاثة للضمير الإنساني ليتحرك وينقذ ما يمكن إنقاذه قبل أن تُحرق بلهيب الحرب والدمار.

وفي خضم الأزمة المتفاقمة في غزة تلوح في الأفق مخاطر تهجير قسري للسكان التى مازالت قائمة داخل العقيدة الصهيونية.. وتهديدات تتناقض مع حقوق الإنسان.. وتثير قلقاً عميقاً في المنطقة. حيث تتصاعد التوترات وتتفاقم الأوضاع الإنسانية خاصةً مع رغبة إسرائيل الملحة حول تهجير سكان غزة إلى مصر أو الأردن مما سيكون له عواقب وخيمة على السكان والمنطقة بأسرها.. كما أنه سيكون إنتهاكاً صارخاً لحقوق الإنسان والقانون الدولي.. مما يستدعي تحركاً دولياً عاجلاً لحماية السكان المدنيين وضمان حقوقهم.

– أسباب معاودة نتنياهو الحرب على غزة

من خلال قراءة المشهد السياسي وكما كان متوقعاً.. فإن إستئناف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الحرب على غزة قد تكون بسبب ضغوط داخلية إسرائيلية وتهديدات من وزرائه المتطرفين.. إلى جانب رغبته في تجنب الظهور كطرف موقع على إتفاق لا يحظى بإجماع داخلي.. كما كان يخشى من إتهامه بالتنازل أمام حماس.. أو الخضوع للضغوط الدولية.. بالإضافة إلى أن غيابه عن قمة شرم الشيخ يحمل دلالات سياسية عميقة تتصل بالوضع الداخلي في إسرائيل وبمستقبل الإتفاق ذاته كما أشار زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد إلى أن نتنياهو أخطأ بعدم مشاركته في قمة السلام بشرم الشيخ.. وأن إسرائيل لا تزال تمر بأخطر أزمة سياسية في تاريخها.. وكان نتنياهو يواجه إنتقادات حادة من داخل حكومته ومن اليمين المتشدد.

– الهدف الخفى وراء قبول نتنياهو إتفاق السلام

مما لاشك فيه أن الهدف وراء قبول نتنياهو باتفاق شرم الشيخ هو استرداد الأسرى الإسرائيليين لدى حماس وبعد أن حقق غايته عاود ضرب غزة دون رحمة ضارباً ببنود إتفاق السلام عرض الحائط.. ربما أيضاً بسبب ضغوط فى الداخل الإسرائيلي.. واحتمالية وجود أهداف إستراتيجية أخرى غير معلنة مثل توسيع نطاق السيطرة الإسرائيلية أو تقويض قوة حماس.. وتعزيز موقفه في المفاوضات القادمة وربما حتى لفت الأنظار عن القضايا الداخلية الإسرائيلية وتهديدات من وزرائه المتطرفين واليمين المتشدد وتأثيرات إقليمية ودولية معقدة تؤثر على قراراته وسياساته في المنطقة.. هذه العوامل مجتمعة قد تكون دفعت نتنياهو لقبول الإتفاق ثم معاودة ضرب غزة مرة أخرى.

– المصير الذي ينتظر غزة بعد نقض نتنياهو إتفاق السلام

من المؤكد أن نقض نتنياهو لإتفاق السلام هو رجوع الحرب وتصعيد عسكري إسرائيلي محتمل في غزة.. مع توقعات بزيادة الخسائر البشرية وتدمير البنية التحتية وارتفاع حدة التوتر الإقليمي.. مع إمكانية تدخل أطراف إقليمية ودولية لاحتواء الأزمة.. وتأثيرات إقتصادية سلبية على المنطقة خصوصاً على قطاع غزة والإقتصاد المصري.. وفى المقابل زيادة الضغط السياسي على نتنياهو.. مع إحتمالية تأثيرات على مستقبل حكومته.. وتوقعات بتصاعد الدعوات الدولية لوقف التصعيد واستئناف المفاوضات أى إعادة الكرة من جديد

في الأخير:؛ تظل غزة في قلب الأزمة والصراع وتظل التحديات قائمة والآمال معلقة في ظل إستمرار التصعيد والتوتر.. والبحث عن حلول دبلوماسية وإنسانية.. ويظل الأمل في تحقيق السلام والإستقرار في المنطقة قائماً ويتطلب جهوداً دولية وإقليمية مشتركة لتحقيق ذلك.

You may also like

Leave a Comment

Are you sure want to unlock this post?
Unlock left : 0
Are you sure want to cancel subscription?
-
00:00
00:00
Update Required Flash plugin
-
00:00
00:00