لابوبو لعبة قبيحة وخطيرة .. الأطفال إنجذبوا لها والأباء إنساقوا دون إدراك خطورتها ؟!

لابوبو لعبة قبيحة وخطيرة .. الأطفال إنجذبوا لها والأباء إنساقوا دون إدراك خطورتها ؟!

بقلم : زينب النجار

إنتشرت في الفترة الأخيرة لعبة أثارت جدلًا واسعًا بين الأهالي والأطفال على حد سواء…

لعبة ذات ملامح غريبة، ألوان صارخة جدا ، عيون نافرة، وابتسامة لا تبعث على الطمأنينة، دمية بملامح مرعبة ، ومع ذلك شهدت إقبالًا كبيرًا، حتى صار كثير من الآباء والأمهات يسارعون لشرائها لأطفالهم رغم سعرها المبالغ فيه وشكلها الذي قد يراه البعض بشعًا. فما السر؟ ولماذا يصر الناس على اقتنائها؟

الطفل بطبيعته فضولي، يجذبه المختلف وغير المألوف. و”لابوبو” لا تشبه الدمى التقليدية ذات الملامح الجميلة الناعمة، بل تقوم على صدمة الشكل.
هذه الصدمة تثير فضول الطفل أولًا، ثم تتحول إلى تعلق عجيب، لأنه يرى فيها ما يخالف توقعاته المعتادة.

وقد صنعت وسائل الأعلانات والترند
من “لابوبو” موضة عابرة، فأصبح الطفل يرى صورها في يوتيوب وتيك توك وفيديوهات المقالب والضحك.
وبما أن الأطفال يتأثرون بسرعة بما يراه أقرانهم، صار امتلاك اللعبة علامة على “المواكبة” و”التميز”.
أما الأهل، فكثير منهم يخضعون لهذا الضغط الأجتماعي حتى لا يشعر أبناؤهم أنهم أقل من أصدقائهم…

إذا لماذا يصر الأهل علي شراءها رغم بشاعة المنظر؟

أين عقول الآباء والأمهات؟

إنها دمية بملامح مرعبة، شكلها أقرب لفيلم رعب رخيص، وسعرها يكفي لشراء لعبة تعليمية أنيقة أو حتى رحلة تسعد الطفل فعلًا… ومع ذلك، تجد الأهل يتسابقون عليها وكأنها مفتاح السعادة!

هل فقدوا عقولهم فعلا؟

كيف يقف أب أو أم أمام لعبة بعيون نافرة وابتسامة مقززة ويقول واو دي جميلة، لازم أجيبها لابني؟
أي جمال بالضبط رأيتموه؟ أم أن المسألة لم تعد مرتبطة بالمنطق أصلًا؟

الحقيقة أن “لابوبو” ليست إلا ضحية جديدة لمرض إجتماعي اسمه الهوس بالترند.

فالطفل يرى الفيديوهات، يصرخ: “عايز لابوبو!”، فيركض الأهل كأنهم في سباق أولمبي: من يلحق ويشتري أسرع ، لا أحد يسأل هل تستحق؟ هل سعرها منطقي؟ هل شكلها مقبول للأطفال ؟

لو جمعنا ثمن “لابوبو” الواحدة واشترينا به لعبة مفيدة أو كتاب قصص ملون، لربينا أطفالًا أكثر ذكاءً وسعادة. لكن يبدو أن كثيرًا من الأهل لا يشترون لأطفالهم بقدر ما يشترون لسمعتهم أمام أطفال الآخرين. المهم ألا يشعر الطفل أنه مختلف، حتى لو كان المختلف أجمل وأذكى…

*هل نحن الذين نصنع اللابوبو ؟

نعم … فالابوبو ليست لعبة، إنها مرآة.

مرآة تكشف لنا أن بعض الآباء والأمهات لم ينظروا في عيون اللعبة، بل في عيون “الترند”. وفي النهاية، اللعبة ستبلى، والموضة ستنتهي

لكن يبقى السؤال من الذي ضحك علينا؟ صانعي اللعبة… أم نحن الذين أصررنا أن نُقبح ذوقنا بأشياء سيئة الشكل والمنظر..

فنحن نعترف إن دمية “لابوبو” قبيحة الشكل جدا ، وباهظة الثمن، لكن القبح الحقيقي أن نربّي أبناءنا على أن السعادة تُشترى بما يمتلكون لا بما يشعرون. وأن “الموضة” أهم من المنطق. وربما يكون الدرس الأهم لنا جميعًا أن نُعلّم أطفالنا أن ليس كل ما هو شائع يستحق الاقتناء، وأن قيمة الشيء ليست فيما يقوله الآخرون عنه، بل فيما يُضيفه حقًا لحياتنا.

كاتبة المقال


أ / زينب النجار

Related posts

الرقص بالممنوعات.. ضبط «لي لي» لممارسة نشاط إجرامي وحيازة حشيش

بالفيديو من داخل مسجد الرفاعي .. خالد فؤاد يلقي الضوء على مقابر اخر سلالة محمد علي

الجرأة اللطيفة هي مفتاح القوه دون أن تفقدي الأنوثة