كيفية تبريد السيارة في الصيف: الحافظ على الراحة وتقلل استهلاك الوقود؟ مع حلول فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة، تواجه أنظمة التكييف في السيارات تحديًا حقيقيًا للحفاظ على برودة المقصورة الداخلية، خصوصًا عند ركن السيارة تحت أشعة الشمس لفترة طويلة تابع الخطوات على تريندات.
كتبت: وفاء عبدالسلام
وبينما يلجأ البعض إلى فتح النوافذ لتقليل استهلاك الوقود، يبقى تشغيل مكيف الهواء هو الخيار الأفضل من حيث الراحة وكفاءة التبريد، إذ يُسهم في تقليل نسبة الرطوبة داخل السيارة بشكل كبير.
لكن تشغيل المكيف وحده لا يكفي للحصول
على نتائج فعّالة وسريعة، فهناك عدد من العادات والنصائح التي يُمكن أن تُحدث فرقًا كبيرًا في كفاءة التبريد، واستهلاك الوقود، وراحة الركاب.
أولًا: لا تبدأ بتشغيل المكيف قبل القيادة
من الأخطاء الشائعة بين السائقين تشغيل المكيف قبل التحرك بالسيارة، بهدف “تبريدها مسبقًا”، ولكن في الواقع، يعمل نظام التكييف بكفاءة أكبر أثناء القيادة، لأن المحرك حينها يدور بسرعات أعلى، مما يعزز أداء ضاغط الهواء أو ما يُعرف بالكومبريسور، وبالتالي يتم تبريد المقصورة بشكل أسرع.
ينصح الخبراء ببدء القيادة فور تشغيل السيارة، وفتح النوافذ قليلاً لمدة تتراوح بين 10 و20 ثانية، مما يساعد على طرد الهواء الساخن المتراكم داخل المقصورة، خاصة وأن درجة الحرارة الداخلية قد تكون أعلى من الخارجية، خصوصًا بعد تعرّض السيارة للشمس.
ثانيًا: اضبط المكيف على أدنى درجة حرارة
قد يظن البعض أن رفع درجة حرارة المكيف قليلاً يُوفر استهلاك الوقود، لكن العكس هو الصحيح. أنظمة التكييف الحديثة تعتمد على تبريد الهواء إلى درجة منخفضة جدًا (نحو 3 درجات مئوية)، ثم إعادة تسخينه حسب الدرجة المطلوبة. وعليه، فإن ضبط المكيف على درجة حرارة أعلى يتطلب طاقة إضافية من السيارة، ما يزيد من استهلاك الوقود.
لذلك، يُوصى دائمًا بضبط المكيف على أدنى درجة حرارة، والتحكم في قوة المروحة للوصول إلى التبريد المطلوب بكفاءة أعلى وبأقل استهلاك ممكن.
ثالثًا: تجنب تشغيل وضع “إعادة تدوير الهواء” باستمرار
في حال وجود ركاب في المقاعد الخلفية، فإن تفعيل خاصية “إعادة تدوير الهواء” قد لا يكون الخيار الأفضل، حيث تعتمد هذه الخاصية على إعادة تدوير الهواء الموجود في مقدمة السيارة فقط، ما يعني أن الهواء البارد لن يصل بكفاءة إلى المقاعد الخلفية، وقد يشعر الركاب هناك بالحرارة وعدم الراحة.
لذلك، يُفضل إيقاف هذه الخاصية في البداية، حتى يتم تبريد المقصورة بشكل متوازن، ثم يمكن تفعيلها لاحقًا للحفاظ على برودة الهواء لأطول فترة ممكنة.
رابعًا: تعطيل نظام التشغيل/الإيقاف التلقائي للمحرك
بعض السيارات الحديثة مزودة بخاصية التشغيل والإيقاف التلقائي للمحرك (Auto Start-Stop)، والتي تهدف إلى تقليل استهلاك الوقود عند التوقف في إشارات المرور أو الزحام. ورغم فائدتها الاقتصادية، إلا أنها تؤثر سلبًا على أداء المكيف، لأن ضاغط الهواء يتوقف مع توقف المحرك، مما يؤدي إلى فقدان التبريد، خاصة في الأجواء شديدة الحرارة.
إذا كنت تقود في طرق مزدحمة أو تحت أشعة الشمس المباشرة، فمن الأفضل تعطيل هذه الخاصية مؤقتًا للحصول على أداء تبريد مستقر.
خامسًا: تأكد من نظافة فلتر الهواء داخل المقصورة
أحد العوامل التي تؤثر بشكل مباشر على كفاءة التبريد هو فلتر هواء المقصورة. هذا الفلتر مسؤول عن تنقية الهواء الداخل من الغبار والروائح والملوثات، ومع مرور الوقت، قد يتسخ ويؤثر على تدفق الهواء من فتحات التكييف.
فحص الفلتر واستبداله بانتظام لا يُحسن فقط أداء التكييف، بل يُسهم في تحسين جودة الهواء داخل السيارة، مما يزيد من راحة الركاب، خصوصًا لمن يعانون من الحساسية أو مشاكل في التنفس. ويمكن فحص الفلتر بسهولة في معظم السيارات، حيث يكون موجودًا خلف درج التابلوه أو في مكان مخصص في الكونسول الأمامي.
نصائح إضافية لتحسين تبريد السيارة في الصيف
حاول ركن السيارة في أماكن مظللة أو استخدم واقيًا شمسيًا على الزجاج الأمامي لتقليل درجة الحرارة داخل السيارة قبل الدخول.
استخدم خاصية التهوية في المقاعد إن وُجدت، فهي تُسهم في تقليل الشعور بالحرارة، خاصة عند الجلوس على مقاعد جلدية.
قم بصيانة نظام التكييف سنويًا، خاصة قبل فصل الصيف، للتأكد من كفاءة الضاغط ومستوى غاز التبريد.
تشغيل مكيف السيارة في الصيف لا يقتصر فقط على الضغط على زر التشغيل، بل يتطلب وعيًا ببعض التفاصيل الصغيرة التي تحدث فرقًا كبيرًا في كفاءة التبريد وراحة القيادة. من ضبط الإعدادات الصحيحة إلى اتباع أساليب ذكية في التشغيل والصيانة، يمكنك الاستمتاع برحلة باردة ومنعشة حتى في أشد أيام الصيف حرارة، دون التأثير الكبير على استهلاك الوقود أو أداء السيارة.