قضية التريند..سلاح ذو حدين في عالم الإعلام الحديث

قضية التريند

في عصر التكنولوجيا والتواصل السريع، بات مصطلح أحد أبرز المفاهيم التي تشكل حياة الناس اليومية وتوجهات وسائل الإعلام. أصبح التريند محركًا قويًا لقضايا المجتمع، إذ يعكس الاهتمامات الراهنة، لكن هل دائمًا ما يُستخدم هذا المصطلح للأغراض الإيجابية؟ أم أن هناك وجوهًا أخرى للتريند قد تؤثر سلبًا على مصداقية الإعلام ومهنية الصحافة؟

يُعتبر التريند أداة فعالة في نقل المعلومات بسرعة، حيث يمكنه أن يضع قضايا حساسة أو مهمّة في دائرة الضوء بلمح البصر، مثل قضايا التغير المناخي، حقوق الإنسان، أو العدالة الاجتماعية. يستطيع التريند إحداث تغيير في الرأي العام، إذ يمكنه تحفيز الناس على تبني موقف معين أو تقديم الدعم لقضية ما. في الوقت نفسه، يُعد التريند فرصة للصحفيين للتواصل مع جمهورهم بطريقة مباشرة وتفاعلية، مما يساعدهم في الحفاظ على صلة وثيقة بمستجدات اهتمامات القراء.

نتيجة تقليل الإغتراب تتصدر التريند وتشغل الاف البيوت .. موعدها النهائى

ومع ذلك، فإن التوجه وراء التريندات أحيانًا يكون له ثمن. عندما يصبح التريند هو الأولوية، قد يقع الصحفيون في فخ “السطحية”، حيث يتم نشر الأخبار أو التحليلات بناءً على الرغبة في جذب القراء دون التركيز على جودة المحتوى أو دقته. في هذه الحالة، قد تتحول الصحافة إلى مجرد استجابة للتريندات الشعبية، وتفقد رسالتها في البحث عن الحقيقة وتقديم المعلومات المفيدة.

من جهة أخرى، تنتشر الشائعات والمعلومات المغلوطة بسرعة عندما يصبح التريند هو الهدف. ففي ظل تزايد منصات التواصل الاجتماعي، قد تتحول المعلومة غير المؤكدة إلى خبر شائع يصدق عليه الآلاف قبل التحقق من صحته. هذا يمكن أن يؤثر على مصداقية الصحفيين والإعلاميين ويضعهم تحت ضغط إعادة بناء الثقة مع جمهورهم.

يعتبر الجمهور لاعبًا أساسيًا في قضية التريند، حيث تؤثر رغباته في نوعية المحتوى الذي يتفاعل معه الصحفيون. ومن هنا، يمكن للجمهور المساهمة في ضبط معايير التريند بتحديد الأولويات التي ينبغي أن يهتم بها الإعلام. فبدلاً من الانجراف خلف كل شائعة أو خبر غير مؤكد، يمكن للجمهور أن يكون أكثر انتقائية في اختيار التريندات التي يتفاعل معها، مما يدفع الصحفيين للتركيز على القضايا الأكثر أهمية واستحقاقًا للتغطية.

في النهاية،تظل قضية التريند في الصحافة سلاحًا ذا حدين؛ فهي من ناحية وسيلة قوية لنقل القضايا إلى جمهور واسع في وقت قصير، ومن ناحية أخرى يمكن أن تصبح عائقًا أمام المهنية والمصداقية.

على الصحفيين أن يدركوا أهمية استخدام التريند كوسيلة لنشر الوعي وتقديم الأخبار الصحيحة، وعلى الجمهور أن يساهم في دعم الصحافة المسؤولة من خلال اختيار التريندات التي يستحق التفاعل معها.

Related posts

التنمر الإلكتروني.. تحديات الجيل الرقمي وتأثيراته على الصحة النفسية للشباب

مدبولى يلتقي عددًا من رؤساء الدول والمؤسسات الدولية في قمة المناخ “كوب29”..تفاصيل 

انتهاك الخصوصية..بين التقدم التكنولوجي وفقدان الأمان الشخصي