الرئيسية » غزة لن تموت ولن تنكسر .. خيانة وتواطؤ وعجز وضياع النخوة العربية

غزة لن تموت ولن تنكسر .. خيانة وتواطؤ وعجز وضياع النخوة العربية

by وفاء عبد السلام
0 comments

غزة لن تموت ولن تنكسر .. خيانة وتواطؤ وعجز وضياع النخوة العربية

غزة لن تموت ولن تنكسر .. غزة ليست عبئًا بل هي امتحان. هي السؤال الذي لا يجرؤ العرب على الإجابة عنه. كلما اشتعلت غزة، ارتجف النظام العربي الرسمي، وارتبك الخطاب، وتكثفت البيانات التي لا تقتل ذبابة ولا ترد قذيفة.

بقلم : د. عمر محفوظ

غزة تقول بوضوح: أنتم صامتون لأنكم عاجزون، عاجزون لأنكم مستسلمون، مستسلمون لأنكم فقدتم الإيمان.

– السياسة العربية… تواطؤ أم عجز؟

حين نقول إن العرب تخلّوا عن غزة، فنحن لا نقول إنهم غابوا فقط، بل إن بعضهم تواطأ. التواطؤ بصورته الحديثة لا يحتاج إلى جنود أو دبابات. يكفي أن تُجرّم المقاومة، أن تُفتح القنوات مع العدو تحت اسم التطبيع، وأن يُتهم الشهداء بأنهم السبب في معاناة شعبهم.
تخيّلوا أن تُحاسب غزة لأنها لم تركع، ويُكافأ من بارك احتلالها! هذه ليست سياسة، بل صفقة مع الشيطان.

 

خيانة بعباءة الحياد

أسوأ من العدو، من يتظاهر بالحياد وهو في الحقيقة خنجر في الظهر. من يقول: “لا نريد إشعال المنطقة” وهو يرى المنطقة تحترق بالفعل، ولكن من طرف واحد. من يساوي بين الجلاد والضحية، وبين القصف والمقاومة، وبين القاتل ومن يُقتل في حضن أمه.
إنه ليس حيادًا، بل جُبنٌ مقنّع، وتطبيعٌ مموّه، وخيانة بلغة دبلوماسية.

غزة لن تموت ولن تنكسر

أين نخوة العروبة؟

أين شيم العرب؟ أين المروءة؟ أين الأنفة؟ لقد كانت نخوة العربي تُشعل حروبًا من أجل جوار مظلوم أو مستجير مستغيث. أما اليوم، فغزة تصرخ، ولا مجيب. أطفالها يُسحقون، والقمم نائمة. شيوخها يُذبحون، والخطباء يتلعثمون.
لقد صار العار عادة، وصارت النخوة نكتة في أرشيف الماضي.

_ غزة لا تموت… بل العرب من ماتوا
غزة لا تموت، ولو اجتمع عليها العالم. غزة لا تنكسر، لأن الله معها، ولأنها لا تزال تؤمن بشيء، وتقاتل من أجل شيء. أما أنتم، فماذا تؤمنون؟ ولأجل ماذا تعيشون؟ إن الشعوب التي نسيت قضاياها ماتت، وإن لم تُدفن بعد.
غزة لا تطلب منكم شيئًا. فقط، لا تتآمروا. لا تتحدثوا باسمها. لا تزايدوا عليها. فقط… اصمتوا إن عجزتم أن تقاتلوا.

ختاما:
غزة… منارة المشروع الإيماني الحضاري
غزة ليست مدينة محاصرة، بل منارة. هي لا تحرس بوابة فلسطين فقط، بل تحرس بوابة السماء. فيها تُختبر الأرواح، وتُصقل القلوب، وتُكتَب المواقف. غزة ليست مجرد معركة بين حجر وطائرة، بل بين الإيمان واليأس، بين الثبات والانبطاح، بين من يعرف أن الله حق، ومن يظن أن أمريكا هي الإله.
غزة ليست رجعية، كما يصفها أدعياء التنوير، بل هي طليعة الحضارة حين تكون الحضارة وفاءً لا خيانة، وحقًّا لا مساومة، ودمًا لا مذلة. غزة تعلمنا أن النصر ليس عددًا ولا سلاحًا، بل يقينًا في القلب، واستقامة في الطريق، ورفضًا للركوع إلا لله.
فمن أراد أن يُحيي الأمة، فليبدأ من غزة. من أراد مشروعًا حضاريًا، فليبدأ من مدرسة الدم والدمع والرباط. من أراد نهضةً، فليتتلمذ على يد أطفال غزة الذين لم يقرأوا فلسفة، لكنهم صنعوا معناها. من أراد أن يكون شيئًا في هذا العالم، فليكُن شبيهًا بغزة: وحيدًا… لكنه عزيز.

You may also like

Leave a Comment

Are you sure want to unlock this post?
Unlock left : 0
Are you sure want to cancel subscription?
-
00:00
00:00
Update Required Flash plugin
-
00:00
00:00