عندما يتركك الحبيب تتألم بمفردك وتشعر وكأنك تحمل العالم وحدك

 

عندما يتركك الحبيب تتألم بمفردك، تشعر وكأنك تحمل العالم وحدك، بينما هو يحمل أعذاره، ولكن تلك اللحظة ليست مجرد فراق عابر أو سوء تفاهم مؤقت، بل هي شرخ داخلي يصيب الروح في أعمق نقطة فيها .

بقلم / زينب محمد شرف

فالألم الذي تعيشه وحدك لا يكون بسبب الموقف ذاته فقط، بل بسبب الغياب التام لمن يفترض أنه أقرب الناس إليك، ذلك الذي عاهدك على البقاء، ثم تركك أمام ألمك دون حتى أن ينظر خلفه.
أخاف من اللحظة التي يكون فيها العذر سكينًا ثانية، تطعن ما لم يستطع الفعل قتله.
في تلك اللحظة يتداخل الشعور بالخذلان مع الحزن، وتفقد الكلمات معناها، وتصبح الأعذار التي يقدمها الحبيب كأنها جدران تُبنى بينكما، بينما كنت تنتظر منه أن يهدم المسافات، لا أن يخلقها، فالأعذار هنا لا تُطمئن، بل تُوجِع، لأنها تقول بطريقة غير مباشرة “أ لمي ليس مهمًا، ووجودي ليس أولوي”.

عبء المشاعر الثقيلة

الوحدة ليست أن تكون بلا ناس، بل أن يغيب الشخص الوحيد الذي كان يمكن بصوته أن يخفّف نصف الألم:
يصبح الألم مضاعفًا، ليس فقط لأنك تتألم، بل لأنك تتألم وحدك، والوحدة هنا ليست غياب الناس، بل غياب الشخص الذي كان يجب أن يكون سندًا ، لتشعر وكأنك تحمل عبء المشاعر الثقيلة وحدك،
مليئة بالتساؤلات، والمخاوف، وذكريات الكلمات، وكمًا هائلًا من لماذا؟
لتدرك فجأة أن الحب ليس كلمات جميلة تُقال وقت الصفاء، بل مواقف صادقة تظهر وقت الشدة، وأن القلوب لا تُختبر حين تبتسم، بل حين تُكسر.

هروب وإفتعال الأعذار

وبمرور الوقت، يصفعك الوعي بأن من لم يحتوىِ وجعك ، لم يفهمك يومًا، وأن الحضور ليس كلمات:
ومع مرور الوقت، تبدأ في فهم الحقيقة القاسية أن من يتركك تتألم وحدك لم يكن يومًا مستعدًا ليكون جزءًا من عالمك الحقيقي ، العالم الذي يُبنى على المشاركة، لا على الهروب، وعلى الاحتواء، لا على الأعذار.
فالعين التي تغفل عن دمعتك لا تبصر نورك:
ورغم قسوة الشعور، يمنحك هذا الألم درسًا لا يُنسى أن كرامة القلب لا يُفترض أن تُعلّق بجدار أي علاقة، وأن الشخص الذي لا يراك في لحظة انكسارك، لن يراك حقًا في لحظة قوتك.


وأن الشفاء يبدأ حين تدرك قيمتك بعيدًا عن غيابهم، وحين تتعلم أن الألم الذي تحملته وحدك لم يكسرك، بل أعاد تشكيلك من جديد.
القلب الذي يواجه العالم وحده، يستحق يدًا لا تهتزّ عند العاصفة، ولا وعودًا تتبخر عند أول اختبار
ومن هذا المنطلق أود أن أقوال لذاتى، ولكم أن كل هذا الوجع، والألم الذي عبرته وحدى كان دليلًا على قوتى التي لم أكن أرها في نفسي مجددًا، لكى أتعلم أن من اختار الأعذار على الحضور لم يريد ان يكون في مساحتى الخاصة.
وأن الحياة لا تتوقف عند من لم يتوقف عند ألمي، فبقدر ما كان الألم موجعًا كان درسًا يعيد ترتيب قيمتى، ويخبرني بأن القلب الذي يواجه العالم وحده، يستحق شخصًا لا يكتفي بالوعود، بل يقف إلى جانبى حين يثقل على العالم، وختامًا الوحدة عند الألم في حضرة الحب، أشد قسوة من أي فراغ.

الكاتبة/ زينب محمد شرف

 

👁 عدد المشاهدات : 5,005

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *