الرئيسية » عمر الإنسان هل يُقاس بالسنوات أم بعدد اللحظات التي عاشها بقلبٍ حي ؟!

عمر الإنسان هل يُقاس بالسنوات أم بعدد اللحظات التي عاشها بقلبٍ حي ؟!

by محمد عجاج زيدان
0 comments
عمر الإنسان

عمر الإنسان هل يُقاس بالسنوات أم بعدد اللحظات التي عاشها بقلبٍ حي ؟!

بقلم الباحثة/ زينب محمد شرف

هل عمر الإنسان لا يُقاس بالسنوات، أما بعدد اللحظات التي عاشها بقلبٍ حي، عمر الإنسان ليس مجرد عدد من السنوات، بل هو قصة متكاملة من التجارب والمواقف، من الأحلام التي وُلدت والفرص التي ضاعت أو تحققت.

وما بين الطفولة والشيخوخة، يعيش الإنسان رحلة مليئة بالاختيارات، وفي كل مرحلة من عمره تتجدد الأسئلة، كيف أعيش؟ وما الغاية من وجودي؟ وهل أنا أستثمر وقتي بالشكل الصحيح؟

فهم قيمة العمر:

العمر هو أثمن ما يملك الإنسان، والزمن لا يمكن تعويضه، وكل لحظة تمر هي جزء من حياة لن تعود، ومن هنا كان لزامًا على الإنسان أن يدرك أن الحياة ليست فقط في البقاء، بل في الكيفية التي يُعاش بها هذا البقاء، وبما أن العمر يمضي، فالحكيم هو من يحوّله إلى معنى لا إلى مجرد مرور.
وأن العيش الحق هو الذي يحمل في طياته غاية، تجعل لحياتنا معنى تتجاوز الأكل، والنوم، والعمل، إذن من فهم قيمة العمر، عاشه كما لو كان كنزًا لا يُقدّر بثمن.

كيف يجب أن يعيش الإنسان؟

من أهم ما يجب على الإنسان إدراكه هو هدفه من الحياة، هل هو مجرد الاستمتاع؟ أم السعي للكمال؟ أم خدمة الآخرين؟
كل إنسان يملك قدرة على اكتشاف هدفه، ولكن يحتاج إلى تأمل وصدق مع النفس، قال الفيلسوف فيكتور فرانكل “الإنسان لا يستطيع أن يتحمل المعاناة إلا إذا عرف لماذا يعاني”، وهذا يعنى أن الإنسان لا يملك القدرة على تحمّل الألم أو المعاناة ما لم يكن هناك معنى أو غاية واضحة وراء ما يمرّ به.


فعندما يدرك الإنسان لماذا يعاني سواء كان ذلك لأجل هدف سامٍ، أو مبدأ يؤمن به، أو شخص يحبه، يصبح الألم أقلّ قسوة.

التوازن بين الجسد، العقل، والروح:

الحياة السليمة تتطلب توازنًا بين عناصر الإنسان الثلاثة، والاختلال في أحد هذه الجوانب قد يُفقد الإنسان طعم الحياة، حتى وإن طال عمره، لأن الجسد وعاء، والعقل دليل، والروح نور، فلا يكتمل السير إلا بتوازن الثلاثة، وبما أن العقل يحتاج إلى الحكمة، والجسد إلى العافية، والروح إلى السكينة، فامنح كل جزءٍ حاجته ليمنحك السلام.

العمل والإنجاز:

العمل جزء جوهري من الحياة، وليس فقط وسيلة للرزق، والإنجاز يولّد شعورًا بالقيمة، وعلى الإنسان أن يسعى ليترك أثرًا، مهما كان صغيرًا، فالحياة تُقاس بما تمنحه، لا فقط بما تأخذه، لذلك لا شيء مستحيل لما تؤمن به، وتعمل من أجله.

العلاقات الإنسانية:

الإنسان لا يمكن أن يعيش وحده، فالعلاقة بالآخر هي ما تصنع المعنى، لذلك فإن الإنسان السوي يبني علاقات صحية، مبنية على الاحترام، والتفاهم، والرحمة، والقلوب التي تتواصل بصدق، لا تفرّقها المسافات، لذا العلاقات الإنسانية مثل الزهور، تحتاج إلى الرعاية لتزدهر، وليس الإهمال لتذبل.

التأمل والمحاسبة – كلما تعمقت في التأمل، ازددت معرفة بجهلك – سقراط:
من حين لآخر، على الإنسان أن يتوقف ليسأل نفسه هل أنا في المسار الصحيح؟ هل أسير نحو ما أؤمن به؟
هذه الأسئلة تعيد ترتيب الأولويات، وتجنّب الإنسان الاستغراق في العيش الآلي، وان العيش لحظات صدق مع النفس، تعادل سنوات من التبرير والتسويف، ولكن من راقب نفسه عرف، ومن عرف أصلح، ومن أصلح ارتاح.

العقبات التي تُفسد الحياة:

العقبات التي تُفسد الحياة ليست دائمًا مادية أو خارجية، بل كثيرًا ما تكون نابعة من داخل الإنسان نفسه؛ كالتردد، والخوف من الفشل، والاستسلام لليأس، والسلبية في التفكير، والعيش في الماضي الذى حين يُقيّدك، تصبح خطواتك إلى المستقبل متعثّرة.

ومن هذا المنطلق، عمر الإنسان ليس فقط بطول أيامه، بل بعمق أثره، وصدق نواياه، وحجم الخير الذي يتركه خلفه، والعيش الحقيقي لا يكون في اللهو أو الهروب، بل في أن يحيا الإنسان وفق قناعاته، وختامأ الحياة قصيرة، لكنها تصبح عظيمة، إن عشناها بجسد، وعقل، وروح كما يجب، ومع من نحب.

كاتبة المقال الباحثة/

د. زينب محمد شرف

You may also like

Leave a Comment

Are you sure want to unlock this post?
Unlock left : 0
Are you sure want to cancel subscription?
-
00:00
00:00
Update Required Flash plugin
-
00:00
00:00