حبس عصابة سرقة أدوية مرضى السرطان ٣اطباء يتزعمهم صيدلى بالتامين الصحى فرع المنيا استولوا على ٨ملايين و١٨٦الف جنيه ثمن صرف ٢٠١روشتة مزورة بدون وجه حق بالتامين الصحي تابع التفاصيل على تريندات.
كتبت- دعاء علي
أسدل الستار على واحدة من أعقد قضايا الفساد في قطاع الصحة الخاص بـ عصابة سرقة أدوية مرضى السرطان:
مهاب المناهري رسم الشيطان خطته الجهنمية، المتهم الأول، صيدليًا يعمل بهيئة التأمين الصحي فرع المنيا، المتهم الثاني، طبيب بيطري، والمتهم الثالث، صيدلي يعمل بإحدى الشركات الخاصة، بمشاركة متهم رابع مجهول، دبر الجناة جريمتهم بإعداد روشتات طبية مزورة، تتضمن بيانات وهمية لمرضى يستحقون علاج الأورام، وتقدموا بها لصيدلية التأمين الصحي بغرض الحصول على الأدوية المخصصة للمرضى مجانًا.
عصابة سرقة أدوية مرضى السرطان
إلا أن يقظة الأطباء المشرفين على الصيدلية أحبطت تلك المؤامرة، فاكتشفوا التزوير وأبلغوا الشرطة على الفور. وقد تم تحرير محضر بالواقعة، لتبدأ رحلة التحقيق
في مدينة المنيا، بدأت القصة ببلاغ صغير، ظاهريًا يبدو كأي بلاغ روتيني، لكنه كان يحمل في طياته مأساة حقيقية أكبر مما يتخيله العقل.
مع وصول البلاغ إلى نيابة قسم المنيا الجزئية، بدأت أولى فصول المواجهة الحقيقية مع الفساد. قاد وكيل النيابة محمد عاطف نجيب، تحت إشراف المستشار أحمد قورة، التحقيقات الأولية، واضعين خطة محكمة لكشف ملابسات الجريمة. فى الجناية رقم ٦٢٤٥لسنة ٢٠٢٤ قسم ثان المنيا، والمقيدة برقم ٤٠٩٥لسنه ٢٠٢٤ كلى جنوب المنيا، تحت اشراف المستشار محمد ابو كريشة المحامى العام لنيابات جنوب المنيا.
خلال تفتيش دقيق لأرشيف الروشتات، لاحظ المحققون وجود تطابق بين الأختام والتوقيعات، لكن شيئًا ما كان غريبًا: الحبر مختلف، ونوعية الطباعة لا تتطابق مع الوثائق الرسمية. كان هذا الخيط الأول الذي سحبته النيابة بحذر شديد.
فأمرت النيابة بتشكيل لجنة جرد عاجلة لفحص سجلات الصيدليات، وتبين قيام المتهمين بارتكاب واقعة التزوير ووقائع اخري وثبت من خلال اعمال اللجنة المكلفة من النيابة العامة بوجود عدد 201 روشتة مزورة، تم استخدامها فى الاستيلاء على عقاقير خاصة لمرضى السرطان بفرع المنيا.
الامر الذى تسبب فى تاخر وصول العقاقير لمستحقيها خلال فترة علاجهم وقدرت قيمة العقاقير المستولى عليها 8 ملايين و186والف جنيه من اموال التامين الصحى.
واقرا المتهمين ماجد محمد حسن وإسلام حسين مصطفى باشتراكهما في وقائع الاستيلاء على العقاقير باستخدام محررات مزورة.كما اقرا المتهم عمرعبداللاه احمد بحصوله على الروشتة المزورة المضبوطة بحوزته من المتهم الثاني.
عصابة سرقة أدوية مرضى السرطان الهاتف فضحهم
ضربة قاصمة وجهتها النيابة العامة عندما تم فحص الهواتف المحمولة الخاصة بالمتهمين. لم يكن ما وجدوه سوى صدمة حقيقية نماذج أختام الهيئة. صور ضوئية من روشتات وهمية. توقيعات مزورة للطبيبتين دعاء هاني زايد وهبة محمد الصادق. وهو ما ايده تقرير الإدارة العامة للمساعدات الفنية بمنطقة شمال الصعيد
لكن الغريب فى الامر والأكثر إثارة كان اكتشاف مستندات مزورة مخزنة بطريقة احترافية، مما دل على أن العملية كانت ممنهجة ومدروسة بعناية.
الورشة السرية للجريمة
لم يكن هناك مفر ف بمداهمة شقة مستأجرة في #قرية_تلة من خلال معاينة النيابة، تم العثور على أدوات التزوير
●مقص حديدي استُخدم في إعداد الروشتات المزورة.
●طابعة حديثة تعمل بتقنية نفث الحبر.
●أوراق مطبوعة بتقنية مختلفة عنالرسمية
وأنها مستأجرة بمعرفة المتهم الرابع وضبط بداخلها مقص حديدي ثبت لاحقا استخدامه في إحدى عمليات إعداد المحررات المزور
النيابة العامة تسقط عصابة سرقة أدوية مرضى السرطان بالمنيا
فأمر المستشار محمد ابو كريشة المحامى العام لنيابات جنوب المنيا باحالة كل من ماجد محمد حسن وعمرعبداللاه احمد واسلام حسين مصطفى و احمد عصام الدين حسن الى مشكلة الجنايات لانهم في غضون الفترة من عام 2023 وحتى عام 2024 بدائرة قسم ثان المنيا
المتهم الأول بصفته موظف عام صيدلي بهيئة التأمين الصحي بمحافظة المنيا، استولى بغير حق وبنية التملك على أوراق رسمية عبارة عن روشتات علاجية خاصة بهيئة التأمين الصحي بالمنيا، وكان ذلك خلسة، ودون بها بيانات لأشخاص وهميين، مما مكنه من الاستيلاء على عقاقير طبية مخصصة لمرضى الأورام السرطانية على نفقة الدولة على النحو المبين بالأوراق.بصفته آنفة البيان سهل للمتهمين من الثاني وحتى الرابع الاستيلاء على الأوراق الرسمية آنفة البيان، بأن تحصل عليها خلسة من دفاتر هيئة التأمين الصحي، وسلمها لهم، ودونوا بها بيانات لأشخاص وهميين، فسهل لهم الاستيلاء على عقاقير طبية مخصصة لمرضى الأورام السرطانية على نفقة الدولة على النحو المبين بالأوراق.
المتهمون من الثاني وحتى الرابع اشتركوا مع المتهم الأول في ارتكاب الجريمة محل الوصف السابق، وكان ذلك بطريق الاتفاق، بأن اتفقوا معه على إتيانها، بالتحصل على الروشتات العلاجية المخصصة لصرف العقاقير الطبية المقررة لمرضى الأورام السرطانية خلسة من جهة عمله وتسليمها لهم، فأتم لهم ما اتفقوا عليه وسلمهم الروشتات آنفة البيان، وتمكنوا بها ومن خلال تدوين بيانات لأشخاص وهميين عليها، من الاستيلاء على عقاقير طبية لعلاج مرضى الأورام السرطانية على نفقة الدولة. وقد بلغت قيمة ما استولوا عليه مبلغ 8,186,847.90 (ثمانية ملايين ومئة وستة وثمانون ألفا وثمانمئة وسبعة وأربعون جنيها وتسعين قرشا).
وقد ارتبطت الجريمتان بعالية بجنايتي تزوير المحررات الرسمية واستعمالها فيما زورت من أجله ارتباطا لا يقبل التجزئة، وهي أن المتهمين جميعا وفي ذات الزمان والمكان سالفي الذكر.
ارتكبوا وآخر مجهول تزويرا في محررات رسمية، وهي عدد (201) مئتان وواحد روشتة علاجية منسوب صدورها لعيادة الأورام بالهيئة العامة للتأمين الصحي، وصور ضوئية من قرارات علاج على نفقة الدولة منسوب صدورها للجنتين العليا والفرعية للأورام، وصورة ضوئية من تحقيق شخصية باسم محمد سيد بركات، وكان ذلك بطريقي الاتفاق والمساعدة وبطريق الاصطناع في البعض منها، بأن اتفقوا مع المجهول على ذلك، وأمدوه بالبيانات اللازمة، فدون المتهمون الثلاثة الأول البيانات اللازمة على بعض الروشتات المستولى عليها، ودون المجهول الباقي منها، واصطنعوا البعض على غرار الصحيح منها وملئوها بالبيانات اللازمة على الشاكلة المطلوبة، وأثبتوا بجميعها بيانات لأشخاص وهميين كمرضى أمراض سرطانية مستحقين لصرف عقاقير طبية مدعومة من قبل الدولة، وذيلوها بتوقيعات نسبوها زورا للطبيبتين دعاء هني زايد، وهبة محمد الصادق، الطبيبتين بعيادة الأورام بهيئة التأمين الصحي ومهروها بأختام مقلدة نسبوها زورا للطبيبتين سالفتي الذكر ليتمكنوا وبغير حق من صرف الأدوية والعقاقير الطبية المخصصة لمرضى الأورام السرطانية. فوقعت الجريمة بناء على ذلك الاتفاق وتلك المساعدة على النحو المبين بالتحقيقات.
بلاغ يكشف المستور بداية سقوط الأقنعة
كانت وفاء أحمد طه أحمد، الصيدلانية بمستشفى الأورام التابعة لهيئة التأمين الصحي، اكتشفت وجود روشتات علاجية غير مسجلة في منظومة التأمين الصحي، بأسماء لا وجود لها على قوائم المرضى المعتمدين للعلاج على نفقة الدولة، وبسرعة بديهية، تقدمت ببلاغ إلى اللواء محمد ضبش، مساعد وزير الداخلية لأمن المنيا، لتفجر قضية ستصبح حديث الرأي العام.
شبكة متشابكة من الخيانة
كلما تعمقت التحريات، ازدادت الصورة وضوحًا. كشف العميد محمد عصام الدين الخلوجي، مدير مباحث الأموال العامة لشمال الصعيد، عن وجود تلاعب ممنهج بأوراق رسمية. سرعان ما أصبح واضحًا أن الجريمة ليست فردية، بل مؤامرة اشترك فيها أكثر من يد آثمة.
المتهمين في القضية
المتهم الأول، الصيدلي ماجد محمد حسن، لم يكن سوى رأس الحربة في هذا المخطط الجهنمي. استغل منصبه في هيئة التأمين الصحي ليحصل على دفاتر الروشتات الرسمية خلسة، وبدأ في تزويرها لصالح شركائه وهم: عمر عبداللاه أحمد، إسلام حسين مصطفى أحمد عصام الدين حسن هؤلاء شكلوا معًا شبكة متقنة، استغلوا فيها الأختام المزورة والتوقيعات المنتحلة للاستيلاء على أدوية بقيمة تجاوزت 8 ملايين جنيه، كان من المفترض أن تخفف معاناة مرضى السرطان.
عقب تقننين الاجراءات القانونية بالتنسيق مع اللواء حاتم ربيع مدير المباحث تم نصب عدة اكمنة متحركة وثابتة بقيادة المقدم الحسينى جابر رئيس مباحث قسم ثان المنيا و الرائد مصطفى خالد الافندى مفتش بالإِدَارَةِ العَامَّةِ لمُبَاحِثِ الأَمْوَالِ العَامَّةِ فرع شمال الصعيد اسفرت عن ضبط المتهمين واقروا بارتكابهم الواقعة.
إصرار على الوصول للحقيقة
لم تتوقف النيابة عند جمع الأدلة، بل استعانت بتقارير الإدارة العامة لأبحاث التزييف والتزوير، والتي أكدت أن الروشتات المزورة طُبعت باستخدام طابعات مختلفة عن تلك المعتمدة رسميًا في التأمين الصحي.
تقارير الإدارة العامة لأبحاث التزييف والتزوير
افاد التقرير بان المتهمين من الاول و الثالث قد اشتركوا فى تحرير الروشتات المزورة بان دونوها بأيديهم و أن المتهم الثاني إسلام حسين مصطفى. هو الكاتب بخط يده لبيانات الدواء (اسم الدواء والجرعة) الثابتة بنماذج صرف العلاج (الروشتات) ، والروشتة غير المرقمة (محل الضبط أثناء الصرف)، وهو الكاتب بخط يده للتوقيعات الثابتة كل منها قرين عبارة توقيع (توقيع الطبيب الثلاثي) بكل منها والمقروء د دعاء هاني زايد بذات الروشتات.
وان المتهم عمرعبداللاه احمد هو الكاتب بخط يده لبيانات الدواء (اسم الدواء والجرعة) بنماذج صرف العلاج (الروشتات) وأن المتهم ماجد محمد حسن هو الكاتب بخط يده لبيانات الدواء (اسم الدواء والجرعة) الثابتة بنماذج صرف العلاج (الروشتات) ، كما وأنه هو الكاتب للتوقيع الثابت قرين عبارة توقيع الطبيب الثلاثي والمقروء “هبة محمد” بالروشتة وأن نماذج صرف العلاج (الروشتات) جاءت جميعها عبارة عن مخرج طباعي لطابعة كمبيوترية تعمل بتقنية نفث الحبر الملون (INK JET)، في حين أن نماذج صرف العلاج (الروشتات) الصحيحة جاءت عبارة عن مخرج للطباعة السطحية (OFFSET)، مما يشير إلى أن تلك الروشتات مقلدة باستخدام طابعة كمبيوترية ملونة تعمل بتقنية نفث الحبر، إلا أن بقية الروشتات المضبوطة جاءت مطبوعة بأسلوب طباعة كمبيوترية ملونة مماثل للأسلوب الطباعي الذي مطبوعة به الروشتات الصحيحة.
أن البصمات الصحيحة المأخوذة بمعرفتهم من قالبَيْ الإكلاشيتين الخاصين بالطبيبة دعاء هاني زايد والمرسلين بمعرفة النيابة للمضاهاة تختلف عن البصمات الثابتة بجميع الروشتات المضبوطة موضوع الفحص فيما عدا الروشتات المرقمة.
أن البصمة الثابتة على الروشتة الصحيحة الخاصة بإكلاشية هيئة التأمين الصحي عيادة الأورام والمرسلة من النيابة للمضاهاة تختلف عن البصمات المنسوبة لإكلاشية الخاصة بفرع المنيا للتأمين الصحي عيادة الأورام والثابتة بجميع الروشتات المضبوطة موضوع الفحص.
كما ان المقص الحديدي المضبوط والمرسل للفحص بحالته الراهنة صالح للاستخدام وأنه من الممكن أن يكون قد استخدم في أحد مراحل تقليد الروشتات المضبوطة موضوع الفحص.
حكم محكمة جنايــات المنيـا
برئاسه المستشار علاء الدين محمد عباس، وعضويه المستشارين حسين علي نجيده و احمد محمد نصر و عمرو ناصف طاحون، وبحضور محمد عاطف نجيب وكــيل النيابـــه، وبامانه سر احمد سمير عبدة حضوريا:
اولا: بمعاقبه كلا من ماجد محمد حسن وعمرعبداللاه احمد واسلام حسين مصطفى بالسجن المشدد لمدة خمسة عشر عاما
ثانيا: بالزامهم برد المبلغ المستولى عليه وقدرة ثمانية مليون وماىة وستة وثمانون الفا وثمانماىة وسبعة واربعون جنيها وتسعين قرشا وتغريمهم مبلغ مساوى المبلغ المستولى عليه
ثالثا: عزل المتهم الاول من وظيفته
رابعا: الزامهم بدفع المصاريف الجناىية
ومصادرة المضبوطات المزورة
خامسا: ببراءة احمد عصام الدين حسن محمد عما اسند اليه