الرئيسية » ثلوج في مايو! عاصفة تاريخية تغرق الإسكندرية وتحطم المدينة

ثلوج في مايو! عاصفة تاريخية تغرق الإسكندرية وتحطم المدينة

by باهر رجب
0 comments
عاصفة تاريخية تغرق الإسكندرية

عاصفة تاريخية تغرق الإسكندرية : ثلوج صيفية ورياح عاتية تثير صدمة وتساؤلات مناخية تابع الحدث على تريندات.

عاصفة تاريخية تغرق الإسكندرية

عاصفة تاريخية تغرق الإسكندرية

كتب باهر رجب

في مشهد نادر يثير الذهول ويذكر بقوة الطبيعة وتحديات التغير المناخي، استيقظت مدينة الإسكندرية فجر يوم السبت 31 مايو 2025 على عاصفة عنيفة هي الأقصى التي تشهدها منذ سنوات. لم تكن مجرد عاصفة مطرية عادية، بل اجتمعت فيها عناصر جوية قاسية وغريبة على المدينة الساحلية في هذا الوقت من العام:

أمطار غزيرة تحوّل الشوارع إلى أنهار، ورياح عاتية تحطم البنية التحتية، والأكثر إثارة للصدمة – تساقط ثلوج مصحوبة برعد وبرق.

 

تفاصيل العاصفة المدمرة:

توقيت وحدة الهجوم: ضربت العاصفة ذروتها في الساعات الأولى من الصباح، مستغلة الظلام لتعميق حالة الفوضى والقلق بين السكان.

عناصر الطقس المتطرفة:

أمطار طوفانية: هطلت بغزارة غير معهودة، فاقت قدرة أنظمة الصرف الصحي، مما أدى إلى فيضانات عارمة غمرت الشوارع الرئيسية. وصل منسوب المياه في بعض المناطق إلى أبواب السيارات، معيقا حركة المرور تماما و معرضا المركبات لأضرار بالغة.

رياح عاتية:هبت بسرعات قياسية (وصفها شهود عيان بالـ”عاتية”)، مصحوبة في بعض الأحيان بأتربة، مما زاد من صعوبة الرؤية وزاد من قوة التدمير. كانت هذه الرياح هي المحرك الرئيسي وراء معظم الأضرار المبلغ عنها.

ثلوج صيفية مذهلة: الحدث الأكثر غرابة و تسجيلا كان تساقط حبات من الثلج مصحوبة بالرعد والبرق. تساقط الثلج في مايو (قبل الصيف مباشرة) في مدينة متوسطية مثل الإسكندرية هو حدث استثنائي وغير مسبوق في الذاكرة الحديثة، مما أثار حيرة السكان وتساؤلات عاجلة حول أنماط الطقس المتغيرة.

 برق ورعد: أكملت هذه الظواهر صورة العاصفة الشاملة المرعبة.

 

الأضرار المبدئية (بناء على شهود عيان وتقارير أولية):

فيضانات كارثية: تحولت شوارع عديدة إلى بحيرات، خاصة في المناطق المنخفضة أو ذات الصرف الضعيف. تعطلت الحياة بشكل شبه كامل، وتعرضت الممتلكات في الطوابق الأرضية لخطر الغمر.

أضرار الرياح الشديدة:

لوحات إعلانية ممزقة: أفاد شهود عيان بشكل متكرر عن لوحات إعلانية ضخمة حطمت أو اقتلعت من أماكنها بفعل قوة الرياح. بعضها “طار” لمسافات، مما تسبب في أضرار ثانوية خطيرة للسيارات والمحال التجارية والواجهات العقارية تحتها. لا تزال الجهات الرسمية تتحقق من مدى هذه الأضرار وعددها.

انهيار منشآت: وردت أنباء أولية غير مؤكدة رسميا عن سقوط مقهى بالكامل في إحدى المناطق بفعل الرياح، مما أثار مخاوف على سلامة الأشخاص الذين ربما كانوا بداخله أو بالقرب منه وقت الحادث. هذا النوع من التقارير يسلط الضوء على القوة التدميرية غير العادية للعاصفة.

أضرار للمركبات و الممتلكات:الغمر بالمياه وحطام اللوحات الإعلانية المتساقط تسبب في أضرار مرئية للعديد من السيارات والمحلات التجارية والمنازل.

 

صدمة السكان وتساؤلات المناخ:

وصف سكان الإسكندرية الحدث بأنه الأعنف الذي يواجهونه منذ فترة طويلة. تجاوزت الصدمة من شدة العاصفة وغرابة تساقط الثلوج في مايو المخاوف المباشرة من الأضرار، لتدفع بأسئلة كبيرة إلى الواجهة:

لماذا ثلوج في مايو؟ هل هذا مؤشر قوي على اضطراب الأنماط المناخية الموسمية؟

هل أصبحت الظواهر الجوية المتطرفة (مثل هذه العاصفة الشاملة) أكثر تواترا وشدة في الإسكندرية؟

ما مدى جاهزية البنية التحتية للمدينة (الصرف، التصميم الإنشائي للمباني واللوحات) لمواجهة مثل هذه العواصف “غير التقليدية” في المستقبل؟

 

الإجراءات والمتابعة:

ناشدت الجهات المعنية المواطنين بعدم المغامرة بالخروج إلا للضرورة القصوى، وخاصة تجنب السير أو القيادة في الشوارع الغارقة لخطورة التعرض للغرق أو الصعق الكهربائي.

تكثف فرق الطوارئ والخدمات جهودها لتقييم الأضرار بدقة، وإزالة الحطام، واستعادة الخدمات الأساسية، وتقديم المساعدة للمتضررين.

يتوقع أن تصدر هيئة الأرصاد الجوية المصرية تقريرا مفصلا يشرح الظروف الجوية غير الاعتيادية التي أدت إلى هذه العاصفة الفريدة.

يتابع المواطنون التطورات عبر وسائل الإعلام المحلية ومواقع التواصل الاجتماعي ومواقع الأخبار المحلية المتخصصة في متابعة الطقس.

 

الخلاصة:

ليست عاصفة 31 مايو 2025 مجرد عاصفة شتوية متأخرة أو صيفية مبكرة؛ إنها حدث مناخي استثنائي يضع الإسكندرية، ومصر عموما، أمام مرآة قاسية لتحديات التغير المناخي. الجمع بين الأمطار الغزيرة، والفيضانات، والرياح المدمرة، وتساقط الثلوج في آخر أيام الربيع، يجعل من هذه العاصفة علامة فارقة تدفع نحو إعادة تقييم جادة لاستراتيجيات التكيف مع الطقس المتطرف وتعزيز مرونة المدن. بينما يركز الجميع الآن على التعافي من آثار الصدمة المباشرة وتقديم الدعم للمتضررين، تبقى التساؤلات المناخية الكبرى هي التحدي الأعمق و الأكثر إلحاحا الذي ينتظر إجابات وإجراءات حاسمة.

You may also like

Leave a Comment

Are you sure want to unlock this post?
Unlock left : 0
Are you sure want to cancel subscription?
-
00:00
00:00
Update Required Flash plugin
-
00:00
00:00