عادل إمام .. كلمة السر في البقاء رغم الغياب ” صورة واحدة قد تكفي أحيانا”

عادل إمام

عادل إمام .. كلمة السر في البقاء رغم الغياب ” صورة واحدة قد تكفي أحيانا” تابع الجديد على تريندات.

بقلم: داليا حسام

عادل إمام .. هناك وجوه لا تحتاج إلى شاشة كي تضيء، ولا إلى أدوار كي تروي الحكاية.
وجوه صنعت لنفسها مكانًا دائمًا في قلوب الناس، ليس فقط بالتمثيل، بل بالحضور، بالكاريزما، بالبساطة، وبالصوت الذي ما إن يُسمع حتى تُفتح أبواب الذكريات.


ومن هؤلاء الزعيم عادل إمام فهو ليس مجرد فنان، بل هو حالة نادرة من المحبة الشعبية التي لا ترتبط بزمان ولا تُقاس بعدد الأدوار أو سنوات الظهور.
فرغم ابتعاده عن الساحة الفنية لسنوات، يكفي أن يظهر في صورة بسيطة من فرح حفيده حتى تعم الفرحة مواقع التواصل، وتُضاء القلوب وكأن الشمس أشرقت من جديد. كأن ظهوره يوقظ فينا شيئًا من البهجة والأمان، من الماضي الجميل الذي كان فيه الفن له طعم مختلف، وكانت الضحكة صادقة، وكان النجم نجمًا بمعناه الإنساني قبل الفني.

الذكاء الفطرى وقضايا الشارع

في هذا المقال، نقترب من سر هذه المحبة الجارفة، ونحاول أن نفهم كيف يُمكن لفنان أن يصبح رمزًا يتجاوز الفن نفسه، ويظل أثره خالدًا في وجدان الملايين، فقط لأنه هو عادل إمام .
منذ بداياته في الستينيات، استطاع عادل إمام أن يشق طريقًا فنيًا مميزًا، لا يشبه أحدًا، ولا يتكرر.


لم يكن مجرد ممثل يؤدي أدوارًا كوميدية أو درامية، بل كان بطلًا شعبيًا بملامحه القريبة من الناس، بلغته البسيطة، وبذكائه الفطري الذي جعله يعبر عن قضايا الشارع المصري والعربي بخفة ظل لا تخلو من العمق.
ولأن المحبة الحقيقية تُبنى على الصدق، أحب الجمهور عادل إمام لأنه لم يدّعِ يومًا أنه الأفضل، بل ترك أعماله تقول ذلك عنه. قدم الكوميديا كما لم يُقدمها أحد، وسخّر الضحك ليقول أشياء كبيرة، وعرف كيف يحوّل السينما إلى رسالة تصل إلى الجميع، من أبسط المشاهدين إلى أرقى النقاد.

ورغم مرور السنوات، وتغير الأجيال، ظل عادل إمام هو “الزعيم” الذي يلتف حوله الجميع.
وعندما أبتعد عن التمثيل، لم يبتعد عن القلوب.

كلمة السر في البقاء

فكلما غاب، اشتقنا، وكلما عاد، فرحنا. وظهوره الأخير في فرح حفيده لم يكن مجرد لحظة عائلية، بل لحظة وطنية، إن صح التعبير. لحظة شعرت فيها مصر كلها أن الأب الذي طالما أضحكها، لا يزال بخير.
ما السر إذن؟
السر هو الأثر.. الأثر الذي يتركه الفنان حين يكون قريبًا من الناس، صادقًا في فنه، ثابتًا في مبادئه، بسيطًا في تعامله.
الأثر الذي لا تصنعه الكاميرات، بل تصنعه القلوب.
وعادل إمام لم يكن مجرد نجم شباك، بل كان ضيفًا دائمًا في البيوت، عبر التلفزيون والسينما، وعبر “إفيهاته” التي أصبحت جزءًا من الثقافة اليومية، وعبر الشخصيات التي لعبها فصدقناها وعشنا معها.


في زمن تغير فيه الكثير من الوجوه، وباتت النجومية مؤقتة وسريعة، يظل عادل إمام رمزًا للثبات، للنجاح الطويل، وللموهبة التي لا تحتاج إلى ترويج. فقط صورة له تكفي لإسعاد الناس، وهذا وحده إنجاز لا يُقاس.
عادل إمام لم يغب يومًا، لأن من يسكن القلوب لا يُودع. وما زال حضوره، ولو في صورة عابرة، كافيًا لإشعال موجة من الحنين والسعادة. هذا هو الفنان الحقيقي، الذي يُضحكنا ويُبكينا هذا هو “الزعيم الذي لا يُشبهه أحد، ولن يُكرره الزمن.

Related posts

أزمة في الأهلي.. بدائل ياسر إبراهيم في الدفاع قبل مواجهة فاركو

بدرية طلبة آخرهم .. اتهامات وشائعات تطال بعض الفنانات ببيع أعضاء البشر

ابنه سعيد صالح ترد على مهاجمي والدها في منشور مؤثر